نزار البحارنة لـ «الشرق الأوسط»: السياسة أبعدتني عن كرة القدم.. ولن أنسى إبداعات سعود جاسم

وزير الصحة البحريني الجديد ذاد عن مرمى القادسية السعودي.. ورئيس «أرامكو» من أصدقائه المقربين

TT

نزار البحارنة.. الوزير البحريني الجديد، لا يبدو هذا الاسم غريبا على الأوساط الرياضية السعودية والخليجية معا، على اعتبار أنه المدافع الذي ذاد عن شباكه كثيرا في الكرة السعودية، عندما كان يلعب لفريق القادسية السعودي في مطلع الثمانينات الميلادية، حيث نجح البحارنة في تسجيل اسمه كأحد أبرز اللاعبين في ذلك الجيل، حيث امتدت تجربته الاحترافية لثلاثة مواسم، بعد نجاحه الكبير مع فريق أبناء الخبر، نظير امتلاكه بنية جسمانية جيدة، وقامة طويلة، إلى جانب الالتحامات القوية مع المهاجمين، وهي أبرز المقومات التي تساهم في إنجاح أي لاعب في مركز الدفاع، علاوة على كونه يجيد الكرات العرضية.

وشارك البحارنة مع فريقه القادسية في زمن العمالقة، الذين يتقدمهم المدافع أحمد البيشي، وخالد الدوسري، وسعود جاسم، ووجدي مبارك، ليساهم بمعية زملائه اللاعبين في تقديم فريق أبناء الخبر بصورة مميزة، وصل معها الفريق للمركز الثالث بالدوري السعودي آنذاك، إلا أن هذا اللاعب السابق فضّل الابتعاد عن هذا المجال، عقب توقفه عن الركض في الملاعب الخضراء، واعتزاله لكرة القدم، ليواصل تعليمه ويقتحم بعد ذلك دهاليز الأوساط السياسية عبر بوابة «وزير دولة للشؤون الخارجية»، استمر في هذا السلك السياسي طويلا، قبل أن يقدم استقالته بعد الثورة الشعبية والمظاهرات التي اجتاحت البلاد، والمطالبة بالإصلاح لكافة شؤون الدولة، ليتم تعيينه مجددا من قبل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة بعد حملة إصلاحية طالت العديد من الوزارات، ليبدأ البحارنة حياته في وزارة جديدة بطموح وأجندة أعمال تبدو مليئة بالخطط الإصلاحية العاجلة.

الدكتور نزار بن صادق البحارنة من عائلة كبيرة في الخليج، ممتدة في ثلاث دول: البحرين، وشرقي السعودية، والكويت، واسم العائلة البحارنة نسبة إلى قربهم من الخليج العربي المحيط بتلك الدول الثلاث، إلا أن انتشارهم في البحرين يبدو أكبر من غيره في الدول المتبقية، كونها هي الأصل لنشأتهم قبل أن يغادر البعض منهم إلى الكويت والسعودية لأعمال التجارة في حقبة زمنية متقدمة، ويؤمن البحارنة بمبدأ المشاركة بالعمل والتعاون بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، إلا أن الأهم بالنسبة له هو نجاح العمل أو المؤسسة التي يعمل بها، وهذه النظرة التي يؤمن بها البحارنة يتحدث عنها كثيرا في وسائل الأعلام، كما شغل البحارنة رئاسة صندوق العمل (تمكين)، الذي يهدف إلى إصلاح سوق العمال، مما يساهم في تطوير الثورة البشرية في البلاد، والمساهمة في توظيف المواطنين، والعمل على تحسين أداء المؤسسات والشركات.

الوزير نزار البحارنة لم تنسه أعماله الوزارية ناديه السابق القادسية، وأحد أبرز محطات حياته الرياضية، حيث قدم لمدينة الخبر السعودية في فبراير (شباط) 2009 للمشاركة في حفل تكريم اللاعب عبد الله جمعة، بعد فترة انتهاء عمله في شركة «أرامكو»، وجمعة يعتبر رفيق درب البحارنة في ذلك الوقت، والدكتور نزار بدأ أولى مهامه في وزارة الصحة، خلفا للمُقال منها الوزير فيصل الحمر، حيث قام بزيارة تفقدية لمجمع السلمانية الطبي في أول يوم يجلس فيه على الكرسي الوزاري الصحي.

وعلى وجه التحديد مثّل البحريني نزار البحارنة الفريق الأول بنادي القادسية السعودي عام 1979، ، ليتم التوقيع معه في بداية فترة الاحتراف الأولى، ولعب للقادسية ثلاثة مواسم، أثناء رئاسة علي البلوشي، ويروي عبد الله جاسم الشخصية القدساوية المعروفة، الذي سبق له أن لعب إلى جانب البحارنة، وتقلّد كذلك العديد من المناصب في نادي القادسية، وكان مديرا للمنتخب السعودي للناشئين، الذي استطاع أن يحقق كأس العالم عام 1989 في اسكوتلندا، وقال جاسم: البحارنة كان من أفضل اللاعبين خلقا، وأحبه الجميع نظرا لحسن تعامله، الذي جعله يكون العديد من العلاقات الاجتماعية في المنطقة الشرقية، وهو كذلك إنسان رياضي على مستوى عال من الثقافة والعلم، وكسب احترام الجميع في الوسط الرياضي وخارجه.

وأضاف جاسم: كان البحارنة يشغل منطقة الدفاع، وحضر إلى القادسية في ذات السنة التي قدم فيها اللاعبان عبد الله وإبراهيم الصغير من نادي الهلال، وبهذا انتشى الفريق، واستطاع أن يقدم نتائج جيدة، ومما يميّز البحارنة أنه لا يزال متواصلا مع أبناء جيله، الذين كانت تربطه بهم علاقة حميميّة، وكان بالفعل شخصية كبيرة لها احترامها ووزنها.

وامتدح حمد الدوسري المدرب الوطني الحالي، واللاعب السابق للقادسية خلق اللاعب نزار البحارنة، مبينا أنه لم يلعب بجواره كثيرا، لأن فترة دخوله إلى الفريق الأول تزامنت مع نهاية وجود اللاعب البحريني، إلا أن سمعة البحارنة كانت جيدة في القادسية، وترك انطباعا رائعا لدى المسؤولين واللاعبين الذين عاصروه، واستطاع أن يقدم للنادي جهدا مميزا، خصوصا أن احترافه جاء في الفترة الأولى للاحتراف في السعودية.

فيما قال عنه زميله عبد الله جاسم إنه يتميز بالطيبة وخفة الدم والأخلاق العالية، مشيرا إلى أنه سجل هدفا في مرمى منتخب الصومال وكان حريصا على الفوز وهادئ الطباع، لكنه لا يقبل بغير الفوز، وهذا ينعكس على تعامله مع زملائه في الملعب الذي يتسم بالجدية والحزم.

البحارنة لعب للقادسية السعودي موسم 75 - 76 عندما كان يدرس في السعودية، وكان قائدا لفريق الجامعة في العام 66 - 76، ويلعب في خط الدفاع وكان يرتدي في الغالب الرقم 6 وأحيانا يرتدي الرقم 5.

«الشرق الأوسط» هاتفت الوزير البحريني نزار البحارنة أمس وهنأته في البداية على الثقة الملكية البحرينية وأوضح أولا أنه كان طالبا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ولعب بجانب بعض اللاعبين ومنهم عبد الله جاسم وشقيقه سعود، مؤكدا أن نادي القادسية دأب على تفريخ اللاعبين، وقال: لاعبو القادسية يكونون محط أنظار الأندية الأخرى بدليل أن المهاجم ياسر القحطاني لمع نجمه فخطفه نادي الهلال بعد منافسة حادة مع نادي الاتحاد، كما برز في تلك السنوات اللاعب القدساوي عبد الله صغير الذي انتقل للهلال أيضا بسبب تميزه.

وأشار البحارنة إلى أن مباريات كرة القدم أصبحت بعيدة عن اهتمامه بعض الشيء بحكم انشغالاته، مضيفا: أحيانا أتابع مباريات القادسية السعودي الذي ما زلت أحتفظ ببعض الذكريات عندما لعبت له، وأحيانا أتلقى دعوات من القدساويين، فقد حضرت حفلا على شرف الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» حارس القادسية عبد الله صالح جمعة قبل أقل من ستة أشهر، فقد لعب جمعة للشعلة الذي أصبح فيما بعد اسمه القادسية، والتقيت مع لاعبين قدماء أمثال سعيد غراب الذي لعب للأهلي ثم للاتحاد، ولاعب النصر المدرب الحالي ناصر الجوهر، ولاعب الاتحاد عبد الله بكر.

وبيّن البحارنة أنه يتواصل بشكل متقطّع مع بعض اللاعبين ومنهم عبد الله جاسم الذي وعده بزيارة للبحرين بعد تعيينه وزيرا، مضيفا أن عائلة البسام على تواصل معه ومنهم يوسف البسام الذي لعب للنسور فيما بعد. وأشار إلى أنه عاش في السعودية عشر سنوات كوّن خلالها صداقات كثيرة من مختلف مناطقها كالدمام والخبر وجدة ومكة المكرّمة.

وبشأن الدعم للقطاع الرياضي في السعودية قال البحارنة إن اللاعب البرازيلي ريفالينهو لم يكن ليحضر للعب في نادي الهلال لولا الدعم المادي الكبير من القيادة السعودية التي دفعت المسؤولين عن الجانب الرياضي إلى السماح بمشاركة الأجانب في الدوري السعودي.

وأضاف: لذلك تمكنت من اللعب في القادسية بعد أن مثّلت فريق الجامعة بسبب السماح بالاحتراف، وهنا كانت بداية تطبيق الاحتراف الذي أسهم في نقلة نوعية لكرة القدم السعودية.