أوباما يقترح ميزانية شهرية.. والجمهوريون نصف شهرية

في مواجهة احتمال توقف الحكومة الأميركية عن العمل

اقترح الرئيس الأميركي باراك أوباما أن يجيز الكونغرس ميزانية شهرية حتى تحل المشكلة («نيويورك تايمز»)
TT

مع اقتراب يوم الحسم، الذي ربما ستقف فيه الحكومة الأميركية عن العمل بسبب خلافات في الميزانية بين الرئيس باراك أوباما وقادة الحزب الجمهوري في الكونغرس، بادر أوباما، أمس، واقترح أن يجيز الكونغرس ميزانية شهرية حتى تحل المشكلة. قدم أوباما المبادرة في نفس يوم اجتماع مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري، لإجازة ميزانية نصف شهرية. غير أن قادة في حزب الشاي (الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي) رفضوا مبادرة أوباما، وقالوا إن الكونغرس يجب أن «تكون له الكلمة العليا، حسب القانون الأميركي».

ويوم الجمعة، سينتهي العمل بالميزانية الحالية، التي هي نفسها ميزانية غير كاملة، ولا بد أن يمد الكونغرس مدتها، إما لأسبوعين، وإما لشهر، حسب اقتراح أوباما. وعلى الرغم من اجتماع عاجل بين رئيس مجلس النواب، جون بوينر (جمهوري من ولاية أوهايو)، وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ هاري ريد (ديمقراطي من ولاية نيفادا) استمر حتى ساعات الصباح الأولى، لم يسلط أي من الرجلين الضوء على تفاصيل الاجتماع. وقال ريد لمراسل صحيفة «بوليتيكو» اليومية الصغيرة المتخصصة في أخبار الكونغرس، الذي انتظر حتى نهاية الاجتماع: «أنا لا أريد مناقشة ذلك الآن». وقال بوينر: «أنا ملتزم بطلب تجديدات لأسبوعين كل مرة».

وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن قادة الحزب الجمهوري كانوا قد قدموا، الأسبوع الماضي، مشروع قانون إلى لجنة التقديرات المالية في مجلس النواب لإجازة اعتمادات مالية لأسبوعين، من 4 من الشهر الحالي إلى 18 منه، وأن مشروع القانون فيه تخفيض في الميزانية يصل إلى 4 مليارات دولار، وأن الهدف هو فرض تخفيضات مالية كبيرة على الرئيس أوباما؛ لهذا فإن أوباما اقترح إجازة ميزانية مؤقتة كل شهر يوافق على تخفيضات 4 مليارات دولار، لكن في الميزانية الشهرية، لا نصف الشهرية. وأشار المراقبون إلى أن هذا الجدل لا يزال حول الميزانية «القديمة»، التي بدأت في سبتمبر (أيلول) الماضي، وتنتهي في نهاية أغسطس (آب) المقبل. وعلى الرغم من أن 6 أشهر مضت، لم يقدر الكونغرس على إجازة الميزانية كاملة. وظل يجيزها كل 3 شهور. لكن، مع زيادة التوتر بين قادة الحزب الجمهوري والرئيس أوباما، بسبب اقتراحات من نواب حزب الشاي، قرر الجمهوريون أن يمدوا الميزانية مرة كل نصف شهر.

وفي الوقت نفسه، لم يبدأ الكونغرس النظر في الميزانية «الجديدة» التي قدمها أوباما في الشهر الماضي. لتغطية هذه السنة المالية التي ستبدأ في سبتمبر المقبل، وحتى أغسطس 2012. وحسب توقعات صحيفة «بوليتيكو»، سيجيز مجلس النواب الميزانية نصف الشهرية في الجلسة التي يتوقع أن تستمر حتى ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، وأن ذلك مؤكد بسبب أغلبية الحزب الجمهوري في المجلس. لكن لا يتوقع أن يجيز مجلس الشيوخ هذا القرار؛ حيث يتمتع الحزب الديمقراطي بالأغلبية، وأن الحزب الجمهوري لا يرفض الميزانية الشهرية إذا تضمنت خصومات في الصرف الحكومي تصل إلى 8 مليارات دولار، وليس فقط 4 مليارات دولار.

وسط هذا النقاش، يشن الجمهوريون في مجلس النواب حملة شخصية ضد السيناتور ريد، زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ. وقال واحد منهم إن ريد «ستيتس كو» (وضع راهن) «لا يريد أن يتغير مع التغييرات الهائلة التي تشهدها الولايات المتحدة». في الوقت نفسه، يكرر السيناتور ريد أن الجمهوريين في مجلس النواب يتعمدون تقديم ميزانية نصف شهرية بهدف «تقطيع أوصال الميزانية من دون وضع سياسة بعيدة المدى عما يريدون». وأشار مراقبون في واشنطن إلى أن المشكلة الحالية بدأت يوم 19 فبراير (شباط) عندما أجاز مجلس النواب اقتراحا من الأغلبية الجمهورية بخفض الإنفاق في الميزانية الحالية بمقدار 60 مليار دولار، لكن كان واضحا أن مجلس الشيوخ لن يجيزه، مما جعل الجمهوريين يقدمون مشروع قرار الميزانية نصف الشهرية، حتى لا تتوقف الحكومة الأميركية، وحتى لا يتوهموا أنهم هم السبب.