«الوقت» يفشل واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ في قطاع الاتصالات بالشرق الأوسط

الإعلان عن انتهاء المهلة لشراء «اتصالات» لـ«زين الكويت».. والتمويل الدولية تقرض «زين العراق» 400 مليون دولار

TT

انتهت أمس آخر مهام واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط بقطاع الاتصالات، بعد انقضاء المهلة المتاحة لشركة «اتصالات» الإماراتية للاستحواذ على 46 في المائة من شركة الاتصالات المتنقلة الكويتية «زين الكويت» دون الوصول إلى اتفاق.

وكان الوقت هو العامل الأساسي أمام فشل الوصول إلى اتفاق، حيث أعلنت شركة الاستثمارات الوطنية ‏ الكويتية، أن شركة الخير التابعة لمجموعة الخرافي أبلغتها بإنهاء‏ الالتزام تجاه شركة اتصالات الإماراتية بخصوص صفقة زين.

وكانت الاستثمارات الوطنية تتولى تجميع 46 في المائة من أسهم زين الكويتية لصالح شركة «الخير» للأسهم والعقارات التابعة لمجموعة الخرافي لبيعها لمؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات).

وجاء الإعلان بعد انتهاء المهلة المتاحة لـ«اتصالات» الإماراتية لإجراء الفحص الفني النافي للجهالة، في الوقت الذي قال فيه مصدر مطلع لـ«رويترز» إن إعلان مجموعة الخرافي يوم الثلاثاء معناه «فشل الصفقة»، مشيرا إلى أن سبب فشل الصفقة هو عامل الوقت.

وأضاف: «المسألة طالت أكثر مما ينبغي. العملية بدأت في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي والآن نحن في مارس (آذار) وهذه فترة طويلة جدا وكان من المفترض أن ينجز الفحص النافي للجهالة قبل شهرين من الآن وأن تكون اتصالات الإماراتية أبدت رأيها في الأمر» لكن ذلك لم يحدث بحسب ما نقلته «رويترز».

وأكد أن القضاء الكويتي حكم بصحة موقف «زين» في قبول فتح الدفاتر وهو ما يغلق الباب أمام أي ادعاءات بهذا الخصوص، مشيرا إلى أن تكتل شركة «الخير» لديه نسبة مؤثرة في مجلس إدارة «زين» كما أن مجلس إدارة «زين» يعلم أن شركة «الخير» هي شركة جادة وقد قادت العام الماضي بيع أصول «زين أفريقيا» وهو ما جنت منه شركة «زين» أرباحا تقدر بمبلغ 3 مليارات دولار.

وقال: «مجموعة الخرافي لديها مصداقية في هذا الأمر وهو ما دفع مجلس إدارة زين للموافقة على فتح الدفاتر، هذه ليست أول صفقة ولن تكون الأخيرة».

إلى ذلك أعلنت مؤسسة التمويل الدولية عضو مجموعة البنك الدولي، عن توقيعها لاتفاقية مع شركة «زين العراق»، للحصول على تمويل قيمته 400 مليون دولار لمدة 7 سنوات، وذلك في إطار التزام المؤسسة الدولية بمساندة فرص النمو الاقتصادي في العراق والمساهمة في تطوير قطاع الاتصالات.

وقال وليد المرشد رئيس مؤسسة التمويل الدولية في السعودية والمسؤول الأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوروبا، أنه من المتوقع أن يوفر هذا التمويل طويل الأجل الدعم المطلوب لشركة «زين العراق» للتوسع في تغطية خدماتها وتحسين جودة الاتصالات في كافة أنحاء العراق، بالإضافة إلى إتاحة المجال للمشاريع والأعمال الحرة، وتوفير فرص عمل جديدة في قطاعات أخرى رئيسية غير قطاع البترول.

وأضاف المرشد أن شركة زين العراق المستفيدة من هذا التمويل هي إحدى شركات «مجموعة زين» الكويتية والتي تربطها شراكة تنموية بمؤسسة التمويل الدولية منذ فترة طويلة.

وأكد المرشد أن توفير خدمات اتصالات عالية الجودة يعتبر أمرا هاما وحيويا لتحقيق سلامة الأفراد والعائلات في الدول التي تعانى من النزاعات مثل العراق، حيث تصبح حركة المواطنين والبضائع أكثر تعقيدا وصعوبة، ولذلك فإن هذا التمويل يدل على التزام مؤسسة التمويل الدولية بدعم التكامل الاقتصادي بالعراق وتسهيل الاستثمارات الإقليمية بالمنطقة. وزاد المرشد أن هذا التمويل يأتي في مرحلة مهمة للغاية، حيث تشهد السوق العراقية نموا واعدا لخدمات الاتصالات المتنقلة، لذلك فهو يتزامن مع خطط الشركة التشغيلية لتكثيف عملياتها التوسعية.

يذكر أن شركة «زين العراق» ومؤسسة التمويل الدولية قامتا على مدى الأشهر الـ4 الماضية بتدبير تمويل قدره 400 مليون دولار يتكون من قرض رئيسي من (IFC) قيمته 155 مليون دولار، وقرض ثانوي من البنك الأهلي المتحد قيمته 50 مليون دولار، وأربعة قروض مشتركة تبلغ قيمتها 195 مليون دولار.

وأوضح المرشد أنه في الوقت الذي تستحوذ فيه شركة زين العراق على أكثر من 50 في المائة من سوق خدمات النقال في العراق بقاعدة مشتركين تتجاوز 12 مليون مشترك، فإن هذا التمويل بخلاف أنه سيساعد الشركة في دعم خططها التشغيلية، فهو يترجم في نفس الوقت استراتيجية مؤسسة التمويل الدولية بشأن تعزيز التكامل الإقليمي من خلال تشجيع الاستثمارات بين الدول العربية وبعضها البعض.

وكان الأمير حسام بن سعود، رئيس مجلس إدارة شركة «زين» - السعودية، قال أمس إن لديه «تفاهما» مع مجموعة من المستثمرين السعوديين الجدد الذين يرغبون في شراء حصة مجموعة «زين» الكويتية في «زين» - السعودية.

وأضاف الأمير حسام لـ«رويترز» أن هؤلاء المستثمرين هم من خارج مجلس إدارة «زين» - السعودية، رافضا الكشف عن هويتهم أو أي تفاصيل تتعلق بالعرض الجديد الذي سيتم تقديمه.