عمان: قوات الأمن تفرق اعتصام ميدان الكرة الأرضية.. وواشنطن تدعو لـ«ضبط النفس»

اتحاد العمال يستنكر «أعمال التخريب والشغب».. ومسيرة مؤيدة للسلطان في مسقط

TT

شارك الآلاف من المواطنين العمانيين، أمس، في مسيرة مؤيدة للسلطان قابوس بن سعيد، بعد أربعة أيام من بدء الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات، التي أسفرت عن مقتل شخص، في حين شارك نحو 300 ناشط عماني في اعتصام أمام مقر مجلس الشورى في مسقط للتنديد بما سموه «الفساد في الوزارات»، في وقت تواصلت فيه الاحتجاجات في صحار، شمال العاصمة.

ونظم الاعتصام مجموعة من المثقفين والأكاديميين، بعد وقت قليل من مسيرة في شوارع العاصمة العمانية، شارك فيها الآلاف، تحت عنوان الولاء للسلطان قابوس بن سعيد، وفقا لوكالة الأنباء العمانية، التي قالت إن المسيرة «قطعت مسافة 6 كيلومترات وشارك بها آلاف من المواطنين وأعداد من المقيمين على أرض السلطنة، هاتفين باسم السلطان وأن يديمه الله عز وجل ذخرا وعزا لعمان». وفي وقت سابق، أخرجت القوات العمانية المتظاهرين من دوار الكرة الأرضية في وسط صحار (شمال مسقط)، بينما قطع عشرات المتظاهرين الطريق المؤدي إلى مصانع حيوية قريبة. بحسب ما أفاد به مراسل وكالة «فرانس برس».

وبعد ساعات قليلة من مقتل شخص واحد على الأقل في مواجهات الأحد والاثنين الماضيين بين قوات الأمن والمتظاهرين في صحار، الذين يريدون مطالب معيشية، دعت الولايات المتحدة السلطات إلى ضبط النفس أمام المتظاهرين وتطبيق برنامج إصلاحات.

وأكد الاتحاد العام لعمال عمان أن حق التعبير عن الرأي والمطالبة بالحقوق المشروعة بالطرق السلمية متاح أمام الجميع، بموجب النظام الأساسي للدولة والقوانين الأخرى.

وثمن الاتحاد في بيان له الأوامر للسلطان قابوس بن سعيد بتوظيف خمسين ألف مواطن، ومنح كل باحث عن عمل مسجل لدى وزارة القوى العاملة 150 ريالا شهريا حتى يجد فرصة عمل، والأوامر السامية بزيادة أجور القوى العاملة الوطنية بالقطاع الخاص، واستنكر الاتحاد العام لعمال السلطنة «أعمال التخريب والشغب التي طالت بعض منجزات النهضة المباركة ومقدرات الوطن والمواطنين». موضحا أن الاتحاد العام للعمال، بصفته ممثلا لكل العاملين على أرض السلطنة «لا يقبل هذه الممارسات الخاطئة، التي لا تعبر عن شيم وأخلاق الشعب العماني الذي يشهد له الجميع بها وتأباها العادات الأصيلة والتعاليم الإسلامية الحنيفة».

وأصدرت منظمة العفو الدولية بيانا اعتبرت فيه أن قوات الأمن العمانية «استخدمت القوة المفرطة في تعاملها مع المحتجين»، داعية السلطات إلى «احترام حق التظاهر السلمي». وانتشرت مدرعات تابعة للقوات العمانية في الدوار بصحار، قبل أن ينسحب المحتجون من المكان من دون تسجيل أي مواجهات.

إلا أن نحو مائتي متظاهر ظلوا متجمعين في الدوار أمام مدخل مرفأ صحار، ثاني أكبر موانئ السلطنة، وسط انتشار عسكري مكثف لحماية المرافق الحيوية.

وتم فتح مدخل الميناء الذي قطعه المتظاهرون الاثنين الماضي، غير أن المحتجين استخدموا شاحنتين لقطع الطريق الذي يربط بين الميناء والمصانع الحيوية القريبة، ومنها مصانع ألمنيوم وبتروكيماويات.

وانتشرت القوات العمانية بكثافة في المكان لتأمين حماية الميناء والمرافق، لكن دون تسجيل احتكاكات بين الطرفين. وشوهدت مركبات الجيش تسير بهدوء في الدوار، حيث يتجمع المحتجون، ثم يدخلون إلى ميناء المدينة التي يعيش فيها نحو 50 ألف شخص.

ويرفع المتظاهرون مطالب معيشية، ويؤكدون تمسكهم بالولاء للسلطان قابوس بن سعيد.

وحمل المتظاهرون لافتات تشير إلى مطالبهم، وأبرزها «توفير وظائف في ميناء صحار» و«زيادة الرواتب» و«الإصلاح» و«الرقابة على الحكومة والشركات» و«محاكمة جميع الوزراء» و«إلغاء جميع الضرائب». ورفع المتظاهرون أيضا أعلاما عمانية وصور السلطان قابوس مع عبارة «نحبك من هنا ليوم القيامة».

وشهدت مناطق أخرى في السلطنة أمس أيضا مظاهرات قبيل الاعتصام في مسقط.