المستوطنون يعلنون غدا «يوم غضب» ضد سياسة الحكومة.. ويهددون بإحراق مسجد

الجيش الإسرائيلي يعلن حالة استنفار خوفا من اعتداءاتهم على الفلسطينيين

TT

في الوقت الذي توجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى المتطرفين في قيادة حزب الليكود الحاكم وقادة المستوطنين، راجيا أن يتفهموا الظروف الدولية التي تمنعه من إصدار تصاريح جديدة للبناء في المستوطنات، أعلن المستوطنون غدا، يوم غضب على سياسة الحكومة. وفي المقابل، أعلنت قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية العاملة في مناطق الضفة الغربية المحتلة، حالة استنفار أمني، تحسبا لحملة اعتداءات انتقامية دموية من المستوطنين ضد الفلسطينيين القاطنين في قرى قريبة منهم. وذكرت مصادر أمنية إسرائيلية أن مئات المستوطنين يخططون للقيام بسلسلة اعتداءات على الفلسطينيين، ردا على هدم بيوت عمروها من دون تراخيص بناء في المستوطنات. وأن من بين الاعتداءات المتوقعة، هدم أحد المساجد الفلسطينية في منطقة نابلس أو غيرها.

وأكدت مصادر في السلطة الفلسطينية، أن قوات ارتباط في الجيش الإسرائيلي أبلغتها الليلة قبل الماضية بضرورة التأهب لمواجهة خطر اعتداءات كهذه، وطلبت التنسيق في ما بينهما لمنع اشتعال نيران الصدام الدامي بين المستوطنين والفلسطينيين.

وكان مئات المستوطنين قد احتلوا، الليلة قبل الماضية شوارع مدينة القدس الغربية وأشعلوا النيران في إطارات السيارات، احتجاجا على قيام قوات الجيش فجر أول من أمس الاثنين بهدم منزل متحرك وخيمة وبوابة وأساسات بناء في بؤرة استيطانية قرب نابلس. فقد بنى المستوطنون هذه المرافق من دون تراخيص بناء، كما يفعلون في أكثر من بؤرة استيطان مشابهة في شتى أنحاء الضفة الغربية.

ومع أن هدم هذه المرافق يعد نقطة في بحر، بالمقارنة مع ما تسكت الحكومة الإسرائيلية عنه من بناء استيطاني مخالف، حتى لقوانينها التوسعية، ومع أن الجيش يحقق رغبات المستوطنين في هدم عدة مبان فلسطينية بدعوى أنها بنيت من دون ترخيص، مقابل كل مبنى استيطاني تهدمه، فإن المستوطنين ردوا بموجة عنف غير مسبوقة. فهاجموا قوات الأمن بقذفها بالحجارة والآليات الحادة ونصبوا كمائن لسياراتها، أدت إلى تمزق إطاراتها واعتدوا على عدد من رجال الأمن، ثم انتقلوا لتنفيذ الاعتداءات على الفلسطينيين، فهاجموا قرية حوارة المحاذية لنابلس، وأغلقوا مدخل نابلس الجنوبي وأغلقوا الشارع المؤدي إلى رام الله من الشمال وهاجموا قرية جيت المجاورة لبؤرتهم الاستيطانية المذكورة، وأوضحوا أنهم سيواصلون الاعتداءات على الفلسطينيين، انتقاما من قوات الجيش.

وبلغ احتجاج المستوطنين أوجه، بالمظاهرات التي نظموها داخل القدس الغربية. فأغلقوا شارع مناحيم بيغن، أكبر شوارع المدينة وأشعلوا الإطارات على مدخل الكنيست ومباني الحكومة وأغلقوا مدخل المدينة الغربي وهاجموا قوات الشرطة التي اعترضت طريقهم. وتكلم باسمهم مستوطن ملثم، فقال إن المظاهرات في مصر وليبيا ستكون بسيطة، بالمقارنة بما يعدونه لحكومة بنيامين نتنياهو. وأكدوا أن الشعار الأساسي الذي سيرفعونه في «يوم الغضب»، سيكون: «إيهود باراك.. ارحل». فهم يتهمونه، لكونه مسؤولا عن قوات الاحتلال في الضفة الغربية بوصفه وزيرا للدفاع، بعمليات الهدم في المستوطنات. ويطالبون حكومة اليمين بإقالته.

وكان نتنياهو قد توجه إلى قادة المستوطنين، وفي مقدمتهم أنصار وقادة حزبه (الليكود)، راجيا أن يكفوا عن هذه النشاطات التي تسيء إلى سمعة إسرائيل. وقال لهم خلال الاجتماع بهم في المساء إن هناك ظروفا دولية معقدة، تجعل إسرائيل محطا للأنظار. وكل عمل استيطاني يسجل ضد مصالحها الاستراتيجية. وقال: «كلنا نريد توسيع البناء الاستيطاني. ولكن فقط قبل ثلاثة أسابيع. جوبهنا بقرار من الرباعية الدولية يدين الاستيطان. ولولا الفيتو الأميركي لكان مجلس الأمن الدولي قد اتخذ قرار إدانة أخطر ضد إسرائيل. هناك من لا يدري أين يعيش ولا يهمه ما يدور في المجتمع الدولي ضد إسرائيل وعليهم أن يستيقظوا». وقال إنه شخصيا لا يرضخ للضغوط، بل يواجه هذه الظروف ببسالة نادرة، ودعاهم إلى تفهم وضعه وعدم ممارسة الضغوط عليه في هذه القضايا، «لأنني لن أستطيع التضحية بمصالح إسرائيل العليا من أجل بناء هنا وبناء هناك في المستوطنات». وأضاف أنه يكلمهم بصراحة. إنه لا يستطيع حاليا المصادقة على بناء استيطاني واسع. وكل همه أن يحافظ على الموجود من أبنية ومن مشاريع تمت مباشرة العمل فيها، وهذا ليس بالقليل.