إيران: اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة.. وأنباء متضاربة عن اعتقال موسوي وكروبي

مواقع المعارضة تؤكد انتشار الشرطة بأعداد كبيرة لمنع تجمع للحركة الخضراء

TT

وقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات الشرطة في طهران، أمس، وسط أنباء متضاربة عن اعتقال زعيمي المعارضة الإيرانية، مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وقال موقع إيراني معارض على الإنترنت، إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت الغاز المسيل للدموع واشتبكت مع أنصار المعارضة في طهران، أمس، حيث احتشد محتجون للمطالبة بالإفراج عن موسوي وكروبي. وأضاف موقع «كلمة»: «اشتبكت قوات الأمن وأفراد يرتدون الثياب المدنية مع المتظاهرين في طهران لتفريقهم». وأفاد موقع «سحام نيوز» المعارض بأن قوات الأمن ترابط بأعداد كبيرة في الشوارع الرئيسية والميادين في طهران «لمنع تجمع أنصار المعارضة».

ووردت أبناء متضاربة، أمس، عن اعتقال زعيمي الحركة الخضراء، وفي وقت أكدت مواقع المعارضة الإيرانية أنه تم اعتقالهما، نفت السلطات الرسمية ذلك. ولم يشاهد مرشحا الرئاسة السابقان علنا منذ دعوتهما إلى تنظيم مظاهرة حاشدة في 14 فبراير (شباط). ونزل على أثر ذلك الآلاف من أنصارهما إلى الشوارع لتأييد الانتفاضات الشعبية في العالم العربي.

ونفى المدعي العام الإيراني، غلام حسين محسني إيجائي، اعتقال الزعيمين ونقلهما إلى سجن في طهران، كما نقلت عنه، أمس، وكالة الأنباء الطلابية. وصرح محسني إيجائي أن «المعلومات التي أوردتها بعض وسائل الإعلام المعادية حول نقل موسوي وكروبي إلى سجن حشمتيه (في طهران) خاطئة». وكان موقع «كلمة» المعارض أعلن، أول من، أمس أن الزعيمين الإصلاحيين نقلا مع زوجتيهما إلى سجن حشمتيه. ووضع الزعيمان اللذان اتهمهما النظام الإيراني بـ«الخيانة» قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي حيث فرضت عليهما عزلة شاملة.

من جهتها قالت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية، نقلا عن مصدر قضائي لم تكشفه، أن الزعيمين الإصلاحيين «في منزليهما ويخضعان فقط لقيود على اتصالاتهما مع عناصر مشتبه فيها». وردت بنات موسوي، أمس، على موقع «كلمة دوت كوم» المعارض: «بالاستناد إلى الأدلة في الأيام السابقة، نعتقد أن والدينا ليسا في منزلهما ووحده لقاء فوري معهم يمكن أن ينفي المعلومات حول اعتقالهما». وأضفن: «نحن نرفض تكذيب خبر توقيف (موسوي وكروبي) ونقلهما إلى سجن حشمتيه حسبما أوردت بعض المواقع الحكومية الإلكترونية».

كما نفت عائلة كروبي هي الأخرى ما أوردته وكالة «فارس». وجاء على موقع «سحام نيوز دوت أورغ»، التابع لرئيس البرلمان السابق، أن «زوجات أبناء كروبي توجهن هذا الصباح إلى المبنى الذي يقيم فيه ولم يكن هناك أحد».

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، رامين مهمان باراست، قد رفض في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، تأكيد أو نفي الاعتقال، واصفا الوضع بأنه «قضية داخلية» تستغلها حكومات أجنبية لإظهار إيران بمظهر سيئ. وقال مهمان باراست: «الأنباء المتعلقة ببعض الأشخاص سيبحثها المسؤولون القضائيون في الإطار القانوني»، وأضاف: «هذه القضية لا يمكن أن تستخدم كذريعة من جانب أميركا وبعض الدول الغربية الأخرى.. لمحاولة صرف انتباه الجميع إلى قضايا غير حقيقية».

ويدعو نواب في البرلمان إلى محاكمة وإعدام الرجلين اللذين قادا احتجاجات ضد انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد لفترة ثانية في يونيو (حزيران) 2009، وذلك لدورهما في «التحريض على العصيان»، حسبما يقول أنصار الحكومة. وعزوف السلطات عن تأكيد مكان وجودهما يكشف عن حساسية إزاء اتخاذ إجراء ضد الرجلين اللذين وجها الدعوة إلى الخروج إلى الشوارع عام 2009 ولا يزالان يحشدان المعارضين لحكومة أحمدي نجاد.

وفي تعليق على قمع السلطات الإيرانية للمظاهرات في إيران وتضييقها على المعارضة، طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المجتمع الدولي بمعاملة إيران بنفس الصرامة التي تعامل بها مع ليبيا. ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية (واي نت) أمس عن نتنياهو قوله خلال زيارة لمدينة الناصرة «لا بد أن يكون التعامل مع الدولتين متساويا».

واعتبر نتنياهو أن إيران «تقمع مواطنيها وتقتلهم شأنها شأن ليبيا، وهي لا تقل عن الأخيرة طغيانا واستبدادا، مما يحتم على المجتمع الدولي معاملتها على أساس معايير التعامل مع ليبيا ذاتها».

وأضاف رئيس الوزراء أن إبداء المجتمع الدولي رد فعل صارما تجاه ما يجري في ليبيا «سيحمل رسالة تشجيع وأمل للشعب الإيراني أيضا». وأضاف نتنياهو أنه «في الوقت الذي يقتل فيه الزعيم الليبي معمر القذافي معارضيه في ليبيا، فإن نظام حكم آيات الله يشنقون معارضيهم بشكل منهجي».