عجز القادرين!

منيف الحربي

TT

الاثنين الماضي كتبت هنا تحت عنوان «النصر الآسيوي» بأن التعليق المثالي على الوضع الأصفر الحالي يتلخص بـ«ولم أر في عيوب الناس عيبا..». وقلت إن هذا العيب هو الذي جعل العالمي يدخل البطولة القارية بتوجس بعيد عن التفاؤل في حين كان بإمكان إدارته رتق الثغرات الواضحة (والمحدودة) باكرا، لولا المشكلات المادية التي أعاقت ذلك.

في مباراة باختاكور الأوزبكي كان باستطاعة الفريق تحقيق الفوز لولا ذلك العيب، فمشكلة الظهيرين المزمنة، والارتباك الذي يكرره الحراس صعبا المهمة وسببا القلق لجماهير الشمس، ولولا التدخلات الفنية المؤثرة وروح اللاعبين لما كان التعادل الجيد.. صحيح أن النقص والطقس وأرضية الملعب كانت عوامل ضغط، لكن لا ننسى أن الفريق المقابل لم يكن بتلك الخطورة.

الحديث عن السلبيات ينبغي ألا يقودنا لتجاهل إيجابيات كثيرة تحققت وسط ظروف صعبة، فإدارة فيصل بن تركي حاولت جهدها إخماد حريق المتاعب المادية، وسعت لرتق بعض المراكز حسب الإمكانات لذا ظهر المطوع وهوساوي بشكل جميل وفاعل، بالمقابل يبدو أن المدرب دراغان أفضل من سلفه باختيار التشكيل والتبديل وتغيير أسلوب اللعب حسب الوضع دون مجازفة أو تخبط!

أخطر سرير يمكن أن ينام عليه أي فريق هو الطمأنينة، وإذا كان المشوار الآسيوي طويلا وشاقا فإن الخطوة الصغيرة التي قطعها النصر يجب ألا تضخم، فالأصوات التي تحتفل بالتعادل أو الفوز هي أول من سيبادر بالهجوم والتشنيع عند أدنى هزة.

على الطرف الآخر، خسر الهلال بين جماهيره بشكل غريب، فافتتح مشواره القاري بمبدأ (عجز القادرين) كما ختمه قبل أشهر بذات المبدأ ونفس المكان، ومع أن النقص عذر جاهز إلا أنه غير مقنع، كما أن اللوم الذي وجده كالديرون من البعض لا يبرر المستوى الهزيل الذي ظهرت به أسماء بارزة داخل الميدان.

صحيح أن الطريق ما زال في أوله، لكن لا شك أن مثل هذه الخسارة ستلقي بظلال كثيفة على مسيرة الأزرق ما لم تعالج بسرعة.

آمل أن يكون الاتحاد والشباب قد فتحا مساء أمس المزيد من نوافذ الأمل نحو حضور مشرف للأندية السعودية في السباق الآسيوي الممتع.