سيادة الـ«سمارت فون» و«ألواح الكومبيوتر» في المعرض الدولي للكومبيوتر

كومبيوتر من «لينوفو» ينفذ الأوامر التي «تطلقها» عين المستخدم

آي بي إم «سمارتر كلاود» للإعلانات (أ.ف.ب)
TT

يعيش العالم «ثورة تقنية» حقيقية اليوم، حسب تقدير المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي افتتحت المعرض الدولي للكومبيوتر «سيبت» مساء الاثنين الماضي. فثورات اليوم في البلدان العربية، في تونس ومصر وليبيا، صارت «تشحن»، «تنقل» و«تستحث» بتجليات الثورة العلمية التقنية التي تبدأ بـ«فيس بوك»، مرورا بـ«سمارت فون» وتنتهي بـ«يوتيوب» و«تويتر».

فعالم الكومبيوتر المصغر في معرض «سيبت» 2011، 1 - 5 مارس (آذار) الحالي، أصبح كبيرا بفعل التطور السريع في التقنيات الإلكترونية، واحتل المعرض هذا العام قاعتين إضافيتين، وبلغ عدد الشركات المساهمة في العروض 4200 من 70 بلدا. وينتظر أن يجتذب الـ«سيبت» هذا العام أكثر من 800 ألف مختص وهاو، يسبقهم جيش من الصحافيين يفوق عدد أفراده الـ5 آلاف.

وواقع الحال أن ما كان جديدا قبل أقل من عشر سنوات، مثل نقل المعلومات بلا كابل بواسطة «بلوتوث»، سرعان ما علاه الصدأ ليترك محله لتقنيات جديدة. و«حساء» هذا العام التقني الجديد هو نظام «سوباSUPA« الذي يعد بإرسال كامل «سلطة الكابلات» إلى المزبلة.

وتم عرض نظام «سوبا»، الذي طورته شركة «فوجيتسو»، في جناح الشركة، حيث اقتصرت مشاهدته على المختصين والصحافيين. وتكون «فوجيتسو» قد سبقت بهذا الاختراع نظاما وعد معهد فراونهوفر الألماني بتطويره سابقا. و«سوبا» عبارة عن نظام مرسلات قوية مدمج داخل منضدة مكتب بحيث لا يرى الإنسان أي أثر لهذه المرسلات أو منافذها أو كابلاتها. وترسل المنضدة التيار الكهربائي إلى الكومبيوتر، أو الهاتف أو الشاشة، الموضوعة عليه من على سطحها بواسطة الحث المغناطيسي. كما تستخدم تقنية مرسلات خفية جديدة لإيصال معطيات الشبكة الإلكترونية من وإلى الأجهزة دون الحاجة إلى كابلات.

ومفردة «سوبا» هي مختصر Smart Universal Power Antenna. وتطلق شركة «فوجيتسو» على النظام اسمPark and go» » الذي يفترض أن يحل محل أنظمة «plug and go». والجيد في النظام، الذي يعد بإمكانية استخدامه في الشركات، هو أن المنضدة، وهي النموذج الأول من نوعها، قادرة على «ضغط» المعلومات من الشبكة الإلكترونية إلى الشبكة من بعد 10 أمتار، مع وجود إمكانية لتطوير هذه الإمكانية.

النزعة الثانية هذا العام هي سيادة أنظمة الألواح الكومبيوترية والـ«سمارت فونز» على المعرض، بعد أن كانت الهواتف الجوالة والكاميرات العالية البكسل هي السائدة في الأعوام السابقة. ويبدو أن هذه الألواح ستنتزع المستقبل من الكومبيوتر الدفتري «اللابتوب» الذي كشف تفوقه على الكومبيوتر التقليدي سابقا. وفي المعرض، أعلنت «بيتكوم» عن تقديراتها القائلة بأن مبيعات ألواح الكومبيوتر على المستوى العالمي ستتضاعف عام 2011 عنها عام 2010.

وطرحت «أسوس» العديد من موديلات اللابتوب وألواح الكومبيوتر الذكية، وبعض الأجهزة التي تجمع بين الاثنين. بينها «أسوس» Eee pad ترانسفورمر مزود بمشغل أندرويد 3.0، وهو لوح بشاشة لمس1280 X 800)) ووزنه خفيف جدا، لأن الشركة استبدلت زجاج الشاشة بمادة صناعية أخرى، كما تم تزويده ببطارية ليثيوم تكفي لـ16 ساعة مستمرة. ويمكن ربط لوحة أزرار على اللوح كي يتحول إلى لابتوب (السعر 400 - 700 يورو).

شركة «إيسر» طرحت جهازها المسمى «إيكونيا»، وهو عبارة عن لابتوب أو لوحين كومبيوتريين مرتبطين، أي شاشتي لمس بكثافة نقطية عالية، حجم 14 انج، ويمكن بلمسة زر تحويل إحدى الشاشتين إلى لوحة أزرار. ومن «أسوس» أيضا أول جهاز يسجل حركة الإنسان ويعمل بتوجيهاته (الإيماءات)، يربط على الكومبيوتر، ويعمل كمحطة للموسيقى والأفلام والفيديو والتعبئة من الشبكة. يحمل الجهاز اسم Wavi Xtion.

وأجهزة «سمارت فون» ما عادت هواتف جوالة وإنما كومبيوترات صغيرة متنقلة تتيح نقل المعلومات، إرسالها، مشاهدة الأفلام، عرض أفلام الفيديو، سماع الموسيقى، تسلم الصور من الأقمار الصناعية...إلخ. وزودت ل.ج. جهازها الـ«سمارت فون» هذا العام بشاشة تعرض الأفلام بأبعاد مجسمة.

بعد البرامج الافتراضية التي يحرك فيها المريض المشلول كرة على الشاشة باستخدام قواه العقلية (التركيز)، وبعد أجهزة التحكم عن بعد بواسطة الصوت أو التصفيق، طرحت شركتا «لينوفو» و«توبلي» هذا العام أجهزة كومبيوتر دفترية يمكن للإنسان إعطاء الأوامر فيها بواسطة النظر. وعملتا على هذا الأساس على تزويد الكومبيوتر بكاميرا مدمجة ترصد تركيز العين وتستجيب تلقائيا للأمر المطلوب، بمعنى آخر أن العين تتحول إلى يد تنقر على «الماوس». ويمكن للزائر في جناح لينوفو أن يتمرن على منح الأوامر بواسطة العين من خلال لعبة افتراضية يستطيع فيه أن يركز عينيه كي يدمر نيازكا تهدد بالسقوط على كوكب الأرض وتحطمه.

شركة «هاما»، المتخصصة بالهارد وير، دخلت المنافسة في مجال الأجهزة الإلكترونية «التجميلية» من خلال جهاز «آي بود» اسمه iPod nano6G. والجهاز عبارة عن ساعة يدوية تلبس في المعصم وفيه جيب صغير لحمل جهازMP3 خاص بسماع الموسيقى. ويمكن لمن يرغب شراء السوار مصنوعا من البلاستيك الجيد مقابل 12 يورو أو من الجلد الحقيقي لقاء 15 يورو.

شركة «بين كيو» تقترب من التخصص بتقنيات التعليم والتدريس والعروض والمحاضرات، وطرحت عارضا بشكل مصباح بطارية صغير يعرض المعطيات على الشاشة، ويمكن من خلال أزرار عليه تكبير جزء من الصورة أو إظهار تفاصيل مكتوبة عن كل جزء يتم تركيز البؤرة عليه. وعرضت جهازا مماثلا للمدارس يمكن حفظ الدروس عليه ويستطيع التلميذ التفاعل معه، شطب أو إضافة أو جمع أو طرح، كما أنه يحتفظ بكافة خصائص جهاز العرض الأول.

وبالنظر للدراسات العديدة التي تحذر من خطر الموجات الصادرة عن التليفون الجوال على صحة الإنسان، وخصوصا ما يسمى الإلكتروسموغ Electrosmog، استعرضت الجامعة التابعة للجيش الألماني نسيجا اسمه B Blocker2 ويعد بحماية المستهلك من الموجات والإشعاعات. وهو الجيل الجديد من بلوكر1 الذي عرض في المعرض السابق. وتقول جامعة الجيش الألماني إن التجارب التي أجريت على النسيج تثبت أنه قادر على منع 99.9999 في المائة من الإلكتروسموغ الصادر عن الهاتف الجوال. وسينزل القماش بشكل أغلفة للهواتف الجوالة في خريف/شتاء 2006، وأبدت عدة شركات أزياء، بينها بيير كاردان ولونغري، اهتمامها بالحصول على التقنية.

في مجال السيارات، تم طرح أكثر من جهاز جديد يشي بالمزيد من أتمتة السيارة. فجهاز الشحن من شركة i dapt اليابانية عبارة عن «أدابتر» متعدد الأغراض وعالمي يمكن استخدامه لشحن الكومبيوتر والهاتف الجوال والـ«سمارت» بغض النظر عن أنواعها وعن الشركات المنتجة. كما أنه يصلح للربط على السيارة، في محل قداحة السجائر، كي يؤدي مهماته في الطريق (موبايل).

شركة «ديكرا» الألمانية، التي طرحت «صندوقا أسود» للسيارات، كما في الطائرات، لتخزين المعطيات حول حوادث السيارات عام 2009، طرحت هذا العام الجيل الجديد من هذا الصندوق. وكان الاتحاد الأوربي قد حدد 2014 أمام منتجي السيارات لتزويد كافة السيارات الجديدة بمثل هذا الصندوق. لكن الجيل الثاني من هذا الصندوق يصلح للتركيب على السيارات القديمة من كافة الأنواع ويحل بالتالي مشكلة كبيرة بالنسبة لحوادث الطرق. ويحمل الصندوق اسم «ماي كو بايلوت»، حجمه لا يزيد على حجم «سمارت فون»، ويمكن لمن يرغب تزويد سيارته به مقابل 10 يوروات شهريا. وتعد الشركة سائقي السيارات بأنهم سيعوضون ما هو أكثر من مجرد 10 يوروات شهريا، من خلال تقليل الحوادث وضمان التأمين الشامل على السيارة.

وتأكيدا لمستقبل السيارة الكهربائية، أقامت شركة «سيمنز» الألمانية المعروفة في المعرض أول محطة نموذجية من نوعها لشحن السيارات المستقبلية بالكهرباء بدلا من الوقود. ووضعت الشركة 100 سيارة كهربائية، من إنتاج شركات مختلفة، تحت تصرف الزوار للتأكد بأنفسهم من سهولة وسرعة الشحن.

نزعة اللابتوب والأجهزة المصنعة من مواد بيئية، وخصوصا الأغلفة الخشبية، ما زالت تتقدم باتجاه «الحركة الخضراء». شركة «فوجيتسو» طرحت هذا العام «ماوس»M440 المصنوع 100 في المائة من مواد قابلة للتدوير. وسعره لا يزيد حاليا على 20 يورو ويمكن شراؤه في السوق حال انتهاء المعرض.

على مستوى أجهزة الستيريو والصوت، يبدو أن الستيريو التقليدي سرعان ما سينقرض تاركا مكانه لأنظمة i Pod والأنظمة المنافسة لها. وهذه الأنظمة، على الرغم من حجمها الصغير، لكنها توفر متعة استماع لا تقل عن متعة الاستماع إلى أفضل أجهزة الستيريو التقليدية. وفي هذا المجال، طرحت «أوفيشن» تلفزيون وراديو إنترنت و«آي بود» بلا كابل، شاشة 8.9 سم ويعمل من غير WLAN. والجهاز مخصص للرحلات والسفرات وحفلات الشاي في الحدائق (99.99 يورو).

ومن «لوجيتيك» يمكن للزبون مستقبلا استخدام جهاز مماثل يعمل ببطارية طويلة الأمد تعمل لمدة 8 ساعات بلا توقف. يعمل من دون أدابتر وبلا كابل وسعره 179 يورو.

معرض الـ«سيبت» كبير وتغطي المعروضات 20 جناحا كبيرا تتخللهما الحدائق والمطاعم والساحات والنافورت. ومن يستطيع التجول في أرجاء هذا المعرض قد يتمكن أيضا من المشاركة في سباق «سيبت ران» في سبيل الحصول على إحدى جوائز المعرض التي قد تكون كومبيوترا متفوقا أو جهاز تلفزيون ثلاثي الأبعاد. ومن يشعر بأنه لائق جسميا تماما يستطيع المشاركة في سباق ركض 21 كم داخل أروقة المعرض وحولها، وهو «نصف ماراثون» يعزز تطور نزعة الأجهزة الإلكترونية الرياضية في أكبر معرض من نوعه في العالم للأجهزة الإلكترونية.