روبي «صديقة برلسكوني» ضيفة شرف دار أوبرا فيينا

تعقد مؤتمرا صحافيا وتجيب على الأسئلة بالإنجليزية والإيطالية والعربية

روبي التي نفت أن تكون مسلمة مشيرة إلى أنها إيطالية مسيحية كاثوليكية تعيش في روما (رويترز)
TT

«يرى الجمل سنامات الجمال الأخرى وينسى سنامه»، هذا مثل مغربي استشهدت به روبي، أو كريمة المحروق، الفتاة المغربية التي انشغلت إيطاليا بعلاقتها برئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني. بسببها يواجه برلسكوني أكثر من قضية بتهم منها إقامته علاقة معها وهي قاصر، وتهمة أخرى أنه استغل سلطاته عندما اتصل بمركز شرطة كان يحتجزها بتهمة السرقة فأطلقوا سراحها إذعانا لرغبة رئيس الحكومة.

روبي، ومنذ أول من أمس، أصبحت الشغل الشاغل للعاصمة النمساوية فيينا التي وصلتها استجابة لدعوة وجهها لها المليونير المهندس المقاول ريتشارد لوقنر (78 عاما) الذي يعتبر أكثر النمساويين إثارة للجدل، حتى تظهر معه وأسرته كضيفة شرف في الحفل السنوي الراقص الذي يقام مساء اليوم بدار الأوبرا ويفتتحه الرئيس هاينز فيشر بصحبة السيدة الأولى وأعضاء الحكومة وعدد من كبار الضيوف ومشاهير الحضور. روبي التي وصلت إلى فيينا في طائرة خاصة وتتنقل داخل المدينة في ليموزين بيضاء فارهة كما جهزت لها طائرة هليكوبتر لنقلها لعشاء في مدينة بادن المجاورة، أثار حضورها الكثير من الغضب وردود فعل مستنكرة ورافضة لإصرار لوقنر على دعوتها. وروبي ما زالت تلاحقها الفضائح مما يسيء لحفل تفتخر به النمسا وتعتبره تقليدا سنويا تمجد فيه عادات وتقاليد الحفلات الرسمية الراقصة إبان فترة إمبراطورية الهابسبرغ حيث السيادة لضوابط القصور سواء الملبس أو المأكل أو حتى الرقص، فالجميع يرقص الفالس دون سواه. ولذلك اتهم مسؤولون لوقنر بأنه يسيء لسمعة الحفل ولمستواه. فيما قام مدير البرامج بمحطة الإذاعة والتلفزيون الرسميين المملوكين للحكومة النمساوية ولهما حصريا حق تغطية الحفل على الهواء مباشرة بإرسال رسائل إلكترونية نصية حث فيها المشرفين على البث تجاهل لوقنر وضيفته وعدم إجراء أي حوار معهما أو التركيز على صورهما وتخطي اللوج الغالي الذي اشتراه لوقنر لاستضافة روبي والظهور معها، موقنا أنها ستصبح الشغل الشاغل وأنها ستجلب له الأضواء التي يعشقها ويبدع في استغلالها كرجل أعمال. وهذا هو أسلوبه منذ 1992 إذ يقوم كل عام باستضافة ضيف من أشهر الوجوه السينمائية بهوليوود.

من جانبه، وللتعريف بوجه مقبول لروبي كسيدة مجتمع ذكية، نظم لوقنر عصر أمس مؤتمرا صحافيا أجابت فيه روبي على أسئلة الصحافيين ممن فاضت بهم وبمصورين أرجاء قاعة واسعة لم يخل فيها مقعد. فقد جاءوا من دول كثيرة خاصة الصحافة الأوروبية بمختلف دولها سواء إيطاليا أو ألمانيا أو فرنسا أو إسبانيا أو انجلترا، ووكالات الأنباء العالمية، كما تزاحمت كاميرات التلفزيونات لالتقاط صور لروبي التي ظهرت بسيطة ومبتسمة وهادئة بل متمرسة مجيبة على كل الأسئلة في ثقة كاملة بالإنجليزية أحيانا والإيطالية مرارا كما تحدثت لـ«الشرق الأوسط» بعربية واضحة.

وكانت روبي قد تمسكت في أجوبتها على مختلف الأسئلة التي دارت حول ما يربطها ببرلسكوني بالتأكيد أن ما بينهما لم يتعد حضور حفلات غناء وأحيانا لقاءات كان يقيمها رئيس الوزراء الإيطالي، نافية كل ما قيل غير ذلك، راجية أن توضح المحاكم التي سيقف أمامها كل الحقيقة. رافضة أن توصف بأنها ضحية، مشيرة إلى أنها لم تتعلم من برلسكوني إلا كل خير.

وكانت «الشرق الأوسط» قد طلبت من لوقنر فرصة أن تسأل روبي بضعة أسئلة خاصة باللغة العربية.

دون توجس أو خشية، تمسكت روبي بالقول إنها عربية الأصل وإن كانت إيطالية تعيش في روما. وردا على سؤال بما تصف نفسها، قالت: «أنا شابة أرغب أن أعيش حياتي بكل بساطة وأن أتزوج من خطيبي الذي أحبه ويحبني».

وعند سؤالها عن رأي عائلتها فيما أصابها من شهرة وتشهير، قالت: «أعيش وحيدة ولا علاقة تربطني بأحد غير أمي أحيانا».. مؤكدة أن أمها تدعو لها وتتمنى لها كل خير.

وردا على سؤال عن مدى تمسكها بتعاليم دينها كمسلمة، نفت أن تكون مسلمة، مشيرة إلى أنها إيطالية مسيحية كاثوليكية تعيش في روما. من جانب آخر، لم تخف روبي فرحتها بحضور حفل بضخامة وأهمية الحفل السنوي الراقص بدار الأوبرا بفيينا وذلك رغم أنها لا ترقص الفالس بل تجيد الرقص الشرقي فقط بحكم ثقافتها المغربية كما ذكرت.

مما يجدر ذكره أن روبي ليست هي الضيف الوحيد الذي سيصحب لوقنر للحفل فهناك الممثل الأميركي المشهور لاري هاكمان الذي رغم ما له من تاريخ سينمائي حافل خاصة دوره الخالد في مسلسل «دلاس» فإن أحدا من الصحافيين أو المصورين لم يهتم بالحديث عنه أو متابعة برنامجه فقد انشغلت وسائل الإعلام بكل أنواعها بالحديث عن روبي وروبي فقط. وكما جاء في إحصاء أجرته وكالة الأنباء النمساوية فإن الصحف قد ذكرت اسم روبي ولوقنر خلال الأسبوع الماضي 217 مرة فيما ذكر اسم وزير المالية النمساوي 194 مرة وكان نصيب المستشار النمساوي 151 مرة.