«طوابير طويلة» تنتظر الحصول على فرصة للعلاج الطبيعي في السعودية

مسؤول صحي لـ«الشرق الأوسط»: النقص في هذه المنظومة أدى إلى تكدس المراجعين في عدد محدود من المستشفيات

جانب من الفعاليات التي أقامها مستشفى الملك فيصل التخصصي (تصوير: إقبال حسين)
TT

كشف مسؤول صحي في السعودية عن أن المنظومة الطبية للعلاج الطبيعي والتأهيل الصحي في بلاده تعاني من نقص واضح، مشددا على الحاجة للتوعية بأهمية مثل هذا النوع من العلاج في الوقت الذي أكد فيه على افتقار البلاد إلى مراكز العلاج الطبيعي والتأهيل، خاصة أنها تعد الركيزة المهمة بعد التداوي من التعرض إلى إصابات، وخاصة إصابات الحوادث المرورية.

وأكد خالد العوبثاني، مدير قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، أن البلاد تفتقر إلى وجود مراكز للعلاج الطبيعي، مما أدى إلى تكدس بعض المراجعين في المستشفيات المحدودة والمتخصصة في هذا المجال.

وأرجع العوبثاني تلك الأعداد المكدسة إلى تنامي أعداد السكان في السعودية بحسب الإحصائيات التي صدرت مؤخرا، فيما عرج على ضرورة نشر الوعي اللازم بأهمية العلاج الطبيعي ودوره المهم في تخفيف الأضرار التي تنتج عن الإصابات.

وقال إن «أهمية العلاج الطبيعي ترتكز في دوره بجانب الرعاية الطبية، والحماية من كثير من أمراض العصر»، مؤكدا أن تلك العوامل جعلت المسؤولين عن القطاع الصحي، يقومون بالدور المطلوب منهم». وأبان العوبثاني أن هناك جهودا حثيثة للرفع من مستوى العلاج الطبيعي في البلاد، مما دعا المشرفين على القطاع الصحي في البلاد إلى افتتاح معاهد ومدارس متخصصة في التدريب على أساسيات العلاج الطبيعي تفي بمتطلبات السوق.

وحمل مدير قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، التقصير أيضا إلى أقرانه من المتخصصين في العلاج الطبيعي، بجانب التوعية بأهمية العلاج الطبيعي ونشر ثقافة العلاج، خصوصا مع أهمية العلاج.

وأكد العوبثاني على أنه يجب إعطاء الفرصة للعلاج الطبيعي أن يتدخل في بعض الأمراض، وأن هذا التحول يأتي بتثقيف وتوعية الأفراد بأهمية العلاج الطبيعي.

وأضاف أن «العلاج الطبيعي في البلاد (وليد)، لكن يجري العمل على تأهيل الكفاءات السعودية، والاحتكاك مع الخبرات التي تقوم بابتعاثهم الجهات الصحية العاملة في البلاد، ونتج عن ذلك وجود كوادر صحية بأعداد قليلة متخصصة في العلاج الطبيعي».

وأكد على أن علم العلاج الطبيعي تطور بشكل مستمر، وأصبح يتدخل في مجالات طبية أخرى. واستشهد العوبثاني بحالات مثل كسور العظام، وأمراض الهيكل العظمي، وإصابات الأعصاب، والشلل الدماغي، وصحة إصابات صحة المرأة، وإصابات النخاع الشوكي.

وأكد على أن كثيرا من النساء السعوديات يعانين من أمراض ما بعد الولادة، وأثبت العلاج الطبيعي قدرته على تجاوز تلك الإصابات، وأثبت نتائج فعالة.

وكشف خالد العوبثاني عن أن إصابات النخاع الشوكي ونسبتها تعد هي الأكبر في السعودية. وأضاف أن تلك المعدلات من الإصابة تعد الأعلى في العالم.

وأضاف أن أبزر الحالات التي تفد على مستشفى الملك فيصل التخصصي هي حالات الأورام، وحالات زرع النخاع العظمي، وأمراض اللوكيميا، وأمراض زراعة القلب والرئة والكبد.

وأبان العوبثاني أن تلك الحالات التي يستقبلها تتطلب وجود برنامج علاج طبيعي وتأهيل، وأن عمليات التأهيل لا تتوفر إلا في مستشفى الملك فيصل التخصصي، نظرا إلى تعامل المستشفى مع الحالات المتخصصة والدقيقة. أما على جانب العمالة الوافدة غير المؤهلة لممارسة العلاج الطبيعي، فأكد خالد العوبثاني على وجودها في البلاد، مؤكدا على وجود تحركات حكومية للقضاء عليها، وأن الجهات المعنية أصبحت تصدر تراخيص للعمالة الذين يحملون مؤهلات علمية.

وأوضح أن خدمات العلاج الطبيعي تعتبر مرتفعة التكلفة في السعودية، إلا أنه يرى أنه إذا وجدت الكفاءة العالية العلمية، يمكن للمريض أن يجد الرعاية في البلاد، وأن هذا يحد من دفع المريض آلاف الريالات وذهابه إلى الخارج.

وأضاف أن المتخصصين في العلاج الطبيعي يسعون لجلب الكفاءات الأجنبية الخبيرة، إلا أن ذلك يدفع بوجود مقابل مادي مرتفع، وهذا من شأنه تدريب الكفاءات الوطنية الشابة، واحتكاكهم بتلك الخبرات، لافتا إلى أن قسم العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي يستقبل نحو 250 مريضا، وتتوزع على أقسام العيادات والتنويم.

وأتت تلك التصريحات على هامش فعاليات اليوم التوعوي للعلاج الطبيعي الذي أقامه مستشفى الملك فيصل التخصصي بهدف توعية أفراد المجتمع بأهمية العلاج الطبيعي.

إلى ذلك، أوضحت بيداء التويجري، المنسقة الإعلامية بقسم العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، أن الهدف من إقامة هذا التجمع، هو إشاعة تلك الثقافة.

وأبانت التويجري، أنه سبق وأن قام المستشفى بعمل برنامج توعوي قبل نحو 5 سنوات، وخرج حينها بدراسة عن طبيعة الوعي عن العلاج الطبيعي، وخلصت بوجود 50 في المائة لديهم الوعي الكامل بأهمية العلاج الطبيعي، مما دعانا إلى تكرار تلك الفعاليات التوعوية.

وأكدت على أن هناك حاجة ماسة لمزيد من اختصاصيي علاج طبيعي وتأهيل، مع بلوغ أعدادهم أكثر من 2000 اختصاصي مسجلين في وزارة الصحة السعودية.

وشددت التويجري على معالجة وتصحيح المفاهيم الخاطئة حول سلوكيات المجتمع في حياتهم اليومية، كالجلوس الخاطئ، ورفع الأوزان الثقيلة بشكل خاطئ، بالإضافة إلى جمع بيانات لعمل دراسة حول وعي المجتمع بالعلاج الطبيعي.