أحد زوار معرض الرياض للكتاب يفاجئ وزير الإعلام السعودي باللوم والتحذير

د. خوجه لـ«الشرق الأوسط»: تشدد البعض لن يثنينا وصدورنا مفتوحة لأي رأي أو اقتراح

د. عبد العزيز خوجه
TT

فوجئ الدكتور عبد العزيز خوجه، وزير الثقافة والإعلام السعودي، خلال زيارته التفقدية لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2011 مساء أمس الأربعاء، ثاني أيام المعرض، بأحد الزوار يوجه له اللوم والانتقاد على ما يحتويه المعرض من كتب مخالفة للأخلاق والقيم الدينية، بحسب وصف ذلك الشخص، واستمع الوزير الخوجة ومرافقيه لتلك الكلمات والتي جاء فحواها كتحذير للوزير من عقاب الله وحسابه يوم القيامة، محملا إياه تبعات ما سيلحق بالمجتمع السعودي من آثار سلبية على قيمه وأخلاقه ودينه جراء ما ينشر بالمعرض من كتب، فيما اكتفى وزير الثقافة والإعلام السعودي بالرد على ذلك الشخص بالقول: «جزاك الله خيرا يا ولدي»، مكملا طريقه في جولته التفقدية والتي بدأها من أمام منصة التوقيع بوسط المعرض، حيث كان الأديب السعودي عبد الله بن خميس يوقع أحد كتبه المعروضة.

وحول تداعيات هذه الحادثة، قال الدكتور عبد العزيز خوجه لـ«الشرق الأوسط»: «إن معرض الرياض للكتاب سيستمر، ولن يثنينا تشدد البعض في الرأي عن المسير في الاستمرار في المعرض في أيامه المقبلة»، وقال «إن صدورنا مفتوحة لأي رأي أو اقتراح».

ولم تكن هذه الحادثة، التي يشهدها معرض الرياض الدولي للكتاب، هي الأولى من نوعها، لتكرارها في سنوات ودورات ماضية للمعرض، حيث اعتاد بعض الزوار إنكار ما يرون بأنها مخالفات شرعية تمس بقيم المجتمع.

وقد شهد ما بعد مغرب اليوم الثاني تكتل مجموعات شبه منظمة تتجول بين أروقة المعرض، وتردد عبارات للنساء خاصة من اللواتي يرون أنهن لا يلتزمن بتغطية وجوههن، إضافة لما قام به البعض من إلقاء كلمات اللوم والاعتراض على بعض أصحاب دور النشر العربية والسعودية والأجنبية الموجودة بأجنحتها الخاصة داخل المعرض لعرض عناوين كتب يرون أنها لا تتفق مع رؤيتهم الخاصة، وكانت تلك الجولات تتم وفق جماعات متفرقة قوام الواحدة منها ما بين الخمسة أشخاص والبعض منها وصل لأكثر من 20 فردا.

ولم يسلم بعض المثقفين والأدباء السعوديين المعروفين من التهجم اللفظي من قبل بعض أولئك المتشددين، فقد تلقى تركي الدخيل الإعلامي بقناة «العربية» وصاحب برنامج «إضاءات» بنقد حاد على استضافته لعدد من الرموز، ممن سموها بالتغريبية والليبرالية والعلمانية في برنامجه، وقام أحدهم بكيل التهم له، وتدخل أحد العاملين في لجنة المعرض لتهدئة المتهجم على الدخيل.

وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه أكد قبيل افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية على أنه لن يسمح لأي طرف بفرض رأيه على وزارته، مؤكدا على كون وزارة الثقافة والإعلام تضطلع بكامل مسؤولياتها، ملمحا إلى اتخاذ إجراءات صارمة بحق من يريد فرض رأيه بالقوة على الآخرين، ولكنه أكد على تقبل أي رأي مخالف ما لم يكن بقوة الجبرية ووفق ثقافة الوصاية على الوزارة.