الميلان والإنتر يشعلان الشرارة الأولى لـ«ديربي» ميلانو قبل شهر من موعده

بعد انفرادهما بالصدارة والوصافة في قائمة التصنيفات للمرة الأولى منذ 18 عاما

TT

اشتعلت الشرارة الأولى لديربي مدينة ميلانو (الإنتر - ميلان) قبل شهر من تاريخ إقامة المباراة التي ستجمع بين الفريقين في الثالث من أبريل (نيسان) المقبل، حيث انفرد الفريقان بالمركزين الأول والثاني في قائمة التصنيفات المحلية للمرة الأولى منذ 18 عاما. ولم يكن وصول الإنتر إلى المركز الثاني، بفارق خمس نقاط عن منافسه التقليدي وجاره ميلان المتصدر برصيد 58 نقطة، مفاجئا خاصة بعد سقوط لاتسيو إلى المركز الرابع، وحالة التذبذب التي يعاني منها يوفنتوس، بينما دخل نابولي في نفق مظلم بعد هزيمته المخزية أمام كييفو، فيما لم يكن روما أحسن حالا من منافسيه بعد الهزيمة التي لحقت به أمام الإنتر، لتصبح منافسة الدوري الإيطالي هذا الموسم مقتصرة على فريقي مدينة ميلانو. وتجدر الإشارة إلى أنه في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، كان الإنتر والميلان يتنافسان بشدة على الفوز بلقب البطولة، ولكنهما لم يجتمعا في المركزين الأولين منذ موسم 1992/1993. هكذا بدأ الديربي قبل موعده، وبدأت جماهير الفريقين في عقد آمالها على تلك المباراة التي ستعلب دورا محوريا في حسم بطولة الدوري والتي لن يتبقى بها سوى سبع مراحل فقط بعد الثالث من الشهر المقبل. وعلى الرغم من صعوبة إصدار أحكام مسبقة على كلا الفريقين في الوقت الحالي، فإننا حاولنا تحليل ميزات وعيوب الإنتر والميلان، خاصة أنهما لن يخوضا المزيد من المباريات المؤجلة، ولم يعد هناك مجال للبحث عن مبررات أو أعذار.

المنافسات الأوروبية: بعيدا عن الإصابات التي يعاني منها كلا الفريقين، تصبح المشاركة في الشامبيونز ليغ هي العامل الأكثر تأثيرا في اللاعبين على الصعيد المحلي، مما يعني أن خروج أحد الفريقين من دوري أبطال أوروبا سيسهم في تحقيق قدر أقل من الضغط المعنوي والبدني في هذه المرحلة الحاسمة من منافسة الدوري. أما في حال تأهلهما إلى الدور ثمن النهائي، فسينجح الميلان في الحفاظ على تفوقه الحالي على الإنتر، وربما ينجح في حسم المنافسة لصالحه في النهاية. ولا بد من الإشارة إلى أن حكمنا على الميلان والإنتر لا يستند على عدد اللاعبين والنجوم الموجودين في كلا الفريقين، بل على الحالة العامة للاعبين والفريقين بشكل عام، وكذلك الدوافع المعنوية التي يتمتع بها كل منهما في الوقت الحالي. من جهة أخرى، أثبتت الأيام الأخيرة أن الإنتر يعاني من الإرهاق العقلي والبدني ليس فقط لأنه كان يلعب مباراة كل ثلاثة أيام منذ بداية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بل أيضا لعدم وجود دوافع معنوية قوية لدى اللاعبين الذين فازوا بكل شيء في العام الماضي، فضلا عن غياب صمويل عن جبهة الدفاع القوية التي أسسها مورينهو ومانشيني من قبله. وعلى العكس من ذلك، يبدو الميلان أكثر نضارة وقوة في مختلف الجبهات، كما أنه يملك الدافع المعنوي الكافي للفوز بلقب الدوري هذا العام بعد انتظار دام سبعة أعوام. وفي الوقت نفسه، يضم الميلان مجموعة مميزة من المهاجمين والمدافعين، وقد بدا الفارق واضحا بين الميلان والإنتر في المباراتين اللتين خاضهما كل منهما أمام نابولي، حيث انتهت مباراة الإنتر - نابولي بفوز الأول 3/1، بينما انتهت مباراة نابولي - الميلان بفوز الأخير 3/0. وكان الإنتر قد منح العديد من الفرص لمنافسه، بينما نجح أبياتي في حماية عرين الميلان طوال المباراة. ربما لا نستطيع ذكر الكثير من التفاصيل، ولكننا نؤكد أن الفارق الجوهري الذي يميز فريق أليغري عن فريق ليوناردو هو التوازن.

الميلان: يحتل فريق أليغري المركز الأول في قائمة الفرق الأقل استقبالا للأهداف، حيث استقبلت شباكه 20 هدفا فقط منذ بداية الموسم. وهو بذلك يتفوق على ما حققه في العام الماضي بفارق ستة أهداف، بينما يتفوق على الإنتر الحالي بتسعة أهداف. ويرجع الفضل في ذلك إلى حارس المرمى أبياتي (الذي غاب عن مباراة ميلان - أودينيزي 4/4) حيث سبق وأن فاز بلقب الدوري مع الميلان عام 1999. كما لعب ثنائي الدفاع نيستا وسيلفا الذي أبلى بلاء حسنا طوال الفترة الماضية. أما فيما يتعلق بخط الوسط، فلم يلحظ أحد غياب أندريا بيرلو، ولم يؤثر عدم وجوده على كفاءة خط الوسط بأي شكل من الأشكال بفضل أليغري الذي نجح في إيجاد بديل مناسب وهو فان بوميل الذي تم الدفع به إلى جانب غاتوزو، مما حقق المزيد من التوازن في وسط الملعب. ومع إضافة أمبروزيني وفلاميني إلى جبهة الدفاع، أصبح وسط الميلان محكما إلى حد كبير. من ناحية ثانية، تؤكد الأرقام أن الميلان يمتلك أفضل جبهة هجوم أيضا برصيد 49 هدفا (مثل الإنتر وأودينيزي). ولا شك أن أليغري يمتلك ما يميزه عن غيره في هذه الجبهة على وجه التحديد، ففضلا عن إبراهيموفيتش الذي سجل 14 هدفا من بينها ثلاث ركلات جزاء، هناك أيضا باتو (11 هدفا) وروبينهو (10 أهداف). الإنتر: كان حامل اللقب يمتلك في وقت من الأوقات أفضل جبهة دفاع في إيطاليا وأوروبا بأكملها، وهو ما ساعد مورينهو ومانشيني على تحقيق إنجازاتهما السابقة مع هذا الفريق. لم يتغير تشكيل الفريق في الموسم الحالي، فما زال هناك جوليو سيزار، مايكون، صمويل، لوسيو، كوردوبا وكيفو، ولكنهم لم يعودوا في نفس حالاتهم البدنية، ليتقهقر الفريق من على القمة إلى المركز السادس في قائمة أفضل دفاع إيطالي. ولا شك أن التعاقد مع رانوكيا أضاف شيئا ما لدفاع الإنتر، ولكن الفريق ما زال يحتاج إلى قدر أكبر من الحماية في مقدمة الملعب. وإذا كان الإنتر قد فاز بكل شيء في العام الماضي، فالفضل لا يرجع إلى أهداف ميليتو وحدها، فعن طريق العمل على عقلية اللاعبين، أخرج مورينهو أفضل ما في فريقه في مختلف الجبهات وعلى رأسها خط الوسط المكون من زانيتي، كامبياسو وستانكوفيتش. غير أن الأمور تبدلت تماما، واتسعت ثغرات الفريق وتضاعفت معاناة الدفاع. وأخيرا، لا يزال الباب مفتوحا أمام الإنتر والميلان لتفجير المزيد من المفاجآت في المرحلة المقبلة. بقيت الإشارة إلى أن فريق الميلان خاض 27 مباراة محلية وحقق خلالها 17 انتصارا، وتعادل في سبع مباريات، وخسر في ثلاث مباريات. في المقابل، حقق الإنتر 10 انتصارات ومني بهزيمتين في 12 مباراة.