الحل ليس في أموال الفساد

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «هذا الحريق إلى أين؟»، المنشور بتاريخ 1 مارس (آذار) الحالي، أقول: إن عقد المنطقة كلها انفرط، وأصبح الأمر كله مسألة وقت. لكن الأهم هو سؤال: وماذا بعد؟ فالبلاد التي نجحت في تغيير النظام، تحولت إلى الانتقام وتصفية الحسابات، ومحاولة اقتسام الكعكة من دون نظر إلى الأمام. فمصر على سبيل المثال، أصبح همها كشف الفساد، وباتت تحلم باستعادة الأموال التي جمعها الفاسدون، وهي تأمل في أن يجري توزيع تلك الأموال على الناس، ويعم، نتيجة ذلك، الرخاء. وقد انطلق الكثير من التخمينات بالثروات الضائعة في هذا الاتجاه، في محاولة إثبات ذلك بمستندات وهمية، وصل بعضها حد الخرف. فقد تم نشر صورة لإيصال بإيداع الرئيس السابق، مبارك، مبلغ 260 مليار دولار دفعة واحدة في بنك واحد. وهناك من يتصور، طبعا، أن الأمر صحيح تماما ولا يرقى إليه الشك. وما دام الأمر كذلك، فلا ضرورة للعمل إذن، فالثروات عائدة من دون شك. لقد بات على الشعوب الثائرة أن تتوقف للحظات، تنصت خلالها للغة العقل، وتعمل على إيجاد منظومة عمل جادة، تخرج البلاد من فقرها، فاجترار الماضي سيضاعف الأزمة، ويحول تلك الثورات إلى مجرد ذكريات عابرة.

د. ماهر حبيب - كندا [email protected]