100 قتيل في معارك بأبيي الغنية بالنفط.. وسط اتهامات متبادلة بين الخرطوم وجوبا

مبعوث من الرئيس أوباما يتوجه إلى أديس أبابا لتسهيل مفاوضات بين الشمال والجنوب

TT

تجاوز عدد قتلى النزاع المسلح بمنطقة أبيي الغنية بالنفط والمتصارع عليها بين شمال وجنوب السودان 100 قتيل، وسط اتهامات متبادلة بين الخرطوم وجوبا بالتورط في القتال، في وقت وصل فيه مسؤول أميركي رفيع إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لتشجيع شريكي الحكم للتوصل لاتفاق حول ترتيبات ما بعد الاستفتاء وانفصال جنوب السودان خلال مفاوضات تستمر لمدة 5 أيام برعاية الوسيط الأفريقي.

وأكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن عدد القتلى خلال معارك بين ميليشيات قبلية وقوات من شرطة الجنوب بلغ 100 قتيل من الشمال والجنوب في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي.

إلى ذلك، ألقت الإدارة الأميركية بثقلها في مباحثات الشريكين - المؤتمر الوطني والحركة الشعبية - التي انطلقت يوم أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برئاسة ثامبو مبيكي، رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي العليا للوساطة ما بين الطرفين. وبعثت واشنطن ببرنستون ليمان، كبير مستشاري الإدارة الأميركية في المفاوضات بين الشمال والجنوب. ومن جهته، اتهم القيادي بحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم قطبي المهدي «الحركة الشعبية بتنفيذ هجمات على مدنيين مسالمين»، ووصف ذلك «بأنه عمل إجرامي»، وحمل حكومة الجنوب وجيش الحركة مسؤولية ما حدث، لكن ممثل حكومة جنوب السودان في واشنطن إزيكيل جاتكوث، اتهم الخرطوم بدعم قبيلة المسيرية بالسلاح والذخيرة للهجوم على أبيي، وحذر جاتكوث المؤتمر الوطني من مغبة «هذه الأفعال». وكشف عن أن الحركة الشعبية لن تتعاون في المفاوضات الجارية هذه الأيام بين المؤتمر الوطني وحزبه لحلحلة قضايا ما بعد الاستفتاء. وأضاف: «لدينا الإرادة لحل هذه المشكلات.. لكن إذا واصل المؤتمر الوطني دعمه للمسيرية لن نتفق معهم على حدود مرنة، ولن يكون في مقدور المسيرية القدوم إلى الجنوب لرعي مواشيهم هناك».

إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ستشهد مفاوضات بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لحسم الملفات الاقتصادية المرتبطة بترتيبات ما بعد استفتاء جنوب السودان، الذي أفضى إلى انفصال الجنوب، وتشمل ملفات تفاوض اليوم العملة والديون والنفط. ويتوقع أن يطرح الوسطاء الدوليون جملة من المقترحات تتعلق بالقضايا الخلافية، وترفض الحركة الشعبية منح الشمال نسبة 50 في المائة من نفط الجنوب لكنها تتمسك بتصديره عبر الموانئ السودانية ودفع تكلفة الموانئ والأنابيب بإضافة مغرية للخرطوم. فيما قررت الحركة الشعبية التعامل بالجنيه السوداني الجديد مع تعامل الشمال بعملة الدينار. ويقود باقان أموم وفد الحركة بينما يقود وفد الحكومة مستشار الأمن القومي صلاح عبد الله قوش، فيما بعثت الولايات المتحدة الأميركية بالسفير ليمان إلى أديس أبابا للمساعدة في حل القضايا العالقة خلال الخمسة أيام المقبلة وهي الفترة التي تم تحديدها لنهاية هذه المفاوضات.

وذكر بيان لوزارة الخارجية الأميركية أن «ليمان سوف يشجع الأطراف على وضع الترتيبات النهائية التي من شأنها ضمان علاقة سلمية وتعاونية بين الشمال والجنوب بعد انفصال جنوب السودان». وبحسب الخارجية الأميركية، فإن السفير ليمان سيتوجه إلى الخرطوم وجوبا في نهاية مفاوضات أديس أبابا لتشجيع الأطراف على تسوية الوضع في أبيي، وتعزيز المشورة الشعبية في النيل الأزرق وجنوب كردفان.

إلى ذلك، أوفدت الخارجية الأميركية، أمس، دان سميث، كبير مستشاريها بشأن دارفور إلى العاصمة القطرية الدوحة. وكشفت الخارجية الأميركية عن أن زيارة سميث إلى الدوحة تأتي لتقييم منبر الدوحة التفاوضي ما بين الحكومة والحركات الدارفورية المتمردة، على حد تعبير بيان صادر عنها. وكشفت الخارجية الأميركية عن أن السفير سميث سيحث الأطراف على التوصل إلى حل عادل واتفاق سياسي دائم يعالج الأسباب الجذرية للصراع في دارفور. وعقب زيارة سميث للدوحة سيغادر إلى الخرطوم، حيث يلتقي مع القادة السودانيين لمناقشة العلاقة ما بين مفاوضات الدوحة والمشاورات على الأرض، على حد تعبير بيان الخارجية الأميركية.

من جهته، دعا المبعوث الخاص للبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) إبراهيم قمباري جميع أطراف الصراع في إقليم دارفور إلى العمل من أجل محادثات سلام شاملة. وقال قمباري في مقال له نشرته صحيفة «الغارديان» التي تصدر في لندن إن «الوقت قد حان لبدء محادثات سلام شاملة حول دارفور».