اليمن: المعارضة تنفي التوصل لاتفاق مع السلطة.. وقتيلان في مواجهات في لحج والحديدة

الرئيس صالح يتصل بالبيت الأبيض ليعرب عن أسفه بعد اتهامه واشنطن بإدارة الاحتجاجات في العالم العربي

متظاهرون يمنيون ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح يقذفون أمس كعكة مكتوبا عليها ارحل (أ.ب)
TT

نفت المعارضة اليمنية المنضوية في إطار تكتل «اللقاء المشترك»، الأنباء التي ترددت عن التوصل إلى اتفاق يتكون من خمس نقاط بواسطة لجنة العلماء التي كلفها الرئيس علي عبد الله صالح بالحوار مع المعارضة. وقال الدكتور محمد صالح علي القباطي، الناطق باسم أحزاب المعارضة، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يوجد أي اتفاق، وأن هذه مجرد «تسريبات لا أساس لها من الصحة».

وأضاف أن الحوار مع السلطة «غير مجد وتم استهلاكه وعبثت به السلطة ولم يعد لأي حوار أي معنى». ثم أردف أنه «إذا كان هناك أي حوار، فيجب أن يكون عبر ضمانات ووسطاء ولهدف محدد، وهو الانتقال السلمي للسلطة». أما في ما يتعلق بالتوصل لاتفاق بعد لقائهم أمس وقبل أمس بالعلماء والمشايخ، فقال القباطي إن المشترك هو «أقرب ما يكون إلى الناس، لأنه لا يستطيع إلا أن يكون جزءا من الشارع».

وأكد ناطق «المشترك» أن اللقاءات التي جمعتهم بالعلماء والمشايخ جرى التأكيد خلالها على أنه «إذا كانت هناك أي مبادرة للحوار، فيجب أن يكون مع جميع الأطراف السياسية المختلفة في الداخل والخارج»، إضافة إلى الشباب المعتصمين في الساحات بالمحافظات لكي تكون «مبادرة وطنية شاملة». وأكد القباطي أن النقاط التي سربت جرى فعليا مناقشتها مع العلماء، لكنها «ليست اتفاقا»، وأنه جرى التشديد على ضرورة محاكمة «القتلة والبلاطجة»، الذين اعتدوا على المظاهرات السلمية في محافظات الجمهورية وعلى حق المظاهرات والاعتصامات المكفول قانونيا، إضافة لتأكيد «المشترك» على ضرورة «نقل السلطة سلميا خلال فترة أو برنامج زمني محدد».

من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة الأميركية أمس أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعرب للبيت الأبيض عن «الأسف لسوء الفهم» الذي رافق تصريحاته الأخيرة حول الولايات المتحدة وإسرائيل. وقال البيت الأبيض في بيان «اتصل الرئيس صالح بمستشار الرئيس (أوباما لشؤون الإرهاب) جون برينان هذا الصباح ليعرب له عن أسفه إزاء سوء الفهم الذي نتج عن تصريحاته حول قيام إسرائيل والولايات المتحدة بعمليات لزعزعة استقرار الدول العربية». وكان صالح قد قال في تجمع شعبي مؤيد له أول من أمس، إن عاصفة التغيير في العالم العربي تديرها غرفة عمليات في تل أبيب لزعزعة الوطن العربي، وتدار من البيت الأبيض في واشنطن، وأن المتظاهرين المطالبين برحيله ليسوا إلا منفذين ومقلدين.

وفي التطورات الميدانية تواصلت الاعتصامات في معظم المحافظات اليمنية للمطالبة بإسقاط النظام ورحيله، وشهدت «ساحة التغيير» أمام جامعة صنعاء أمس حدثين بارزين، الأول أن أحد الشباب نقل زفافه إلى الساحة، وهناك جرى حفل الزفاف، أما الثاني فهو وفاة أحد الشبان المعتصمين بالسكتة القلبية. وقد قام زملاؤه بالصلاة عليه في الساحة قبل دفنه في إحدى المقابر، ويعد هذا ثالث معتصم يلقى حتفه في هذه الساحة، بعد مقتل متظاهرين في الهجمات التي نفذها أنصار الحزب الحاكم على المعتصمين الأسبوع الماضي.

وفي جنوب البلاد، لقي شخصان مصرعيهما، وجرح آخرون في مواجهات بين قوات الأمن ومحتجين داهموا منطقة سكنية في منطقة صبر بمحافظة لحج، ويعتقد أن المدينة السكنية التي تمت مداهمتها ما زالت قيد الإنشاء وأنها حكومية أو تتبع أحد النافذين.