سورية وافقت على زيارة مفتشي وكالة الطاقة منشأة لإنتاج مركزات اليورانيوم

مسؤولون في الوكالة يرحبون ولكن يؤكدون أن الخطوة ليست بديلا عن زيارات لموقع مفاعل كبر

TT

أكدت مصادر سورية مطلعة في دمشق لـ«الشرق الأوسط» أمس أن سورية وافقت على قيام مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة إلى منشأة صناعية لتنقية الأحماض، وقالت المصادر إن المنشأة هي «منشأة صناعية ولا بأس في زيارتها لإظهار أن ما يتكلمون عنه كمواقع نووية هي ليست كذلك». كما لفتت المصادر إلى أن الموافقة على زيارة هذه المنشأة «لا تعد خرقا لمذكرة التفاهم» الموقعة بين سورية والوكالة الدولية للطاقة الذرية كما أن هذه المنشأة ضمن نطاق المراقبة.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصادر دبلوماسية في فيينا القول إن سورية وافقت على السماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول منشأة يجري فيها صنع مركزات اليورانيوم. وأضافت المصادر المطلعة على تحقيقات متعثرة منذ فترة طويلة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في معلومات أميركية تشير إلى أن سورية حاولت بناء مفاعل نووي لإنتاج البلوتونيوم لصنع قنابل ذرية، أن مسؤولين من سورية والوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة اتفقوا خلال اجتماع هذا الأسبوع على أن تتم الزيارة في الأول من أبريل (نيسان).

وقال مصدر ينتمي للوكالة الدولية أمس إن الجانبين اتفقا أيضا على برنامج للزيارة لمحطة حمص لتنقية الأحماض حيث تنتج مركزات اليورانيوم أو ما يعرف بالكعكة الصفراء كمنتج ثانوي. واستبعدت مصادر غربية في فيينا تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أن تتوفر لمجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اجتماعه الأسبوع القادم فرصة إصدار قرار خاص بشأن قضية الملف النووي السوري. وأعادت ذلك للأحداث السياسية الجارية بالمنطقة، وأملت أن تنتهز سورية فرصة الثلاثة أشهر التي توفرت لها لحين موعد انعقاد جلسات الأمناء في يونيو (حزيران) لتقديم مزيد من التعاون المطلوب مع الوكالة، وإلا فإن سورية قد تواجه احتمالات تصعيد تؤدي لتقديم طلب لمدير الوكالة باستعمال سلطاته وفرض إجراءات تفتيش خاص لو رفضتها سورية ستتم شكوتها لمجلس الأمن بتهم عدم الالتزام.

وفي المقابل، أكدت مصادر أن سورية عقدت اجتماعا مع مسؤولين بمقر الوكالة بالعاصمة النمساوية فيينا هذا الأسبوع بحثت خلاله تفاصيل زيارة من المقرر أن يقوم بها وفد من المفتشين الدوليين لمفاعل منسر للأبحاث بمنطقة حمص لمواصلة التفتيش والتحري عن أصل آثار تلوث نووي والكشف عن أسباب وجود تراكمات ليورانيوم بشري وكعكة صفراء عثر عليها مفتشون في زيارة روتينية سابقة.

وفيما استقبل المسؤولون بالوكالة والدبلوماسيون الاستجابة السورية لاستضافة وفد دولي للتفتيش بمفاعل منسر واصفين ذلك بأنه قد يكون خطوة إيجابية، شددوا على أن زيارة كهذه لن تكون بديلا لزيارات تطلبها الوكالة لموقع مفاعل الكبر بمنطقة دير الزور و3 مواقع أخرى ذات علاقة بالموقع الذي دكته إسرائيل 2007 بدعوى أنه مفاعل نووي تحت الإنشاء كانت سورية تبنيه بالتعاون مع كورية الشمالية.