وزير الخارجية العراقي لـ«الشرق الأوسط»: القمة العربية ستعقد في موعد أقصاه 15 مايو ببغداد لمناقشة الوضع بالعالم العربي

زيباري: أقنعنا الأمين العام بأن يكون آخر اجتماع له في قمة بغداد

TT

قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إنه تم الاتفاق على عقد القمة العربية في موعد أقصاه 15 مايو (أيار) ببغداد، مؤكدا أنه أقنع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بأن يكون آخر اجتماع له في قمة بغداد بدلا من أمس. وأشار في حواره مع «الشرق الأوسط» إلى أن وزراء الخارجية العرب رفضوا التدخل العسكري في ليبيا، وطالب المجتمع الدولي بتقديم مساعدة إنسانية لها.

وإلى نص الحوار..

* ما هو موقفكم من تأجيل القمة العربية، وهل اتخذتم قرارا نهائيا بشأن موعد الانعقاد؟

- كان هناك اتجاه إلى تأجيل القمة العربية إلى أجل غير مسمى، وموقفنا كان واضحا وصريحا، بأن بغداد جاهزة لاستضافة القمة العربية يوم 28 مارس (آذار) أمنيا ولوجيستيا، وقد شهدت الجلسة الأولى المغلقة لوزراء الخارجية مناقشات ومقترحات وآراء من الدول العربية تتحدث عن التطورات السياسية والأوضاع التي لم تسمح بعقد القمة العربية، ونجاحها كما يجب، وبأن الحضور لن يكون قويا، وكان من بين المقترحات أن يترك موعد القمة للقادة العرب للاتفاق على موعد جديد، واقترح البعض أن تكون القمة خلال عام 2011 ومن دون تحديد موعد، لكنني رفضت كل هذه المقترحات وأكدت على أهمية انعقاد القمة العربية في موعدها ومكانها لصالح التطورات والأوضاع العربية التي تمر بها المنطقة، وذكرت أنه إذا كان هناك إجماع عربي على التأجيل فيمكن الموافقة على فترة زمنية قصيرة وواضحة وقريبة، ولا يجب ترك الأمور دون تحديد. كما تحدثت عن مفارقات القرار العربي بالموافقة على عقد القمة العربية اللاتينية في بيرو يوم 20 أبريل (نيسان) بحجة أن رئيسها تنتهي مدة رئاسته خلال الشهر نفسه، وقلت لهم: هل يعقل أن تذهبوا إلى بيرو في قمة عربية لاتينية، وأن يتم تأجيل قمة عربية خالصة في ظل التوترات الحالية؟ وذكرت بأن الاتحاد الأوروبي يعقد قمة أوروبية له في 11 من الشهر الحالي لمناقشة الأوضاع في ليبيا، ومن المفترض أن تكون للعرب قمة تناقش هذه الأوضاع بدلا من تركها للغرب. وعلى أي حال تم الاتفاق على أن تكون القمة العربية في منتصف مايو، وقد تحمس موسى لعقد القمة في العراق مع تحديد الموعد بحيث تكون بعد قمة بيرو.

* هل تم بحث الوضع في ليبيا خلال الجلسة الأولى المغلقة لوزراء الخارجية العرب؟

- الجلسة الثانية المغلقة خصصت لبحث الأوضاع في ليبيا، بينما ناقشنا في الجلسة الأولى موضوع القمة العربية وقضايا إدارية ومداخلات، والحقيقة أن الحضور على مستوى وزاري لم يكن على المستوى المطلوب في مثل هذه الظروف، حيث شارك نحو سبعة وزراء، وكانت مداخلة الوفد السوري قوية.

* حول ماذا؟

- في ما يتعلق بأهمية عقد القمة العربية في العراق أثناء هذه الظروف والدعوة إلى عدم تأجيلها.

* هل تناولتم موضوع الترشيح لمنصب الأمين العام؟

- لم يطرح هذا الموضوع، لكننا أقنعنا الأمين العام بألا يكون هذا الاجتماع هو الأخير بالنسبة له، وأن يظل وجوده في الجامعة العربية إلى حين انعقاد القمة العربية في العراق، ووافق موسى على ذلك، لكنه أكد أن هذا الاجتماع يعد الأخير بالنسبة لولايته، وسوف يسلم المهمة إلى أمين آخر بعد قمة بغداد.

* هل تتخوفون من التدخل العسكري في ليبيا، خاصة في ظل التصعيد الأميركي؟

- التدخلات الخارجية سوف تعقد الأوضاع في ليبيا أكثر مما هي عليه الآن، ومن هنا رفض وزراء الخارجية العرب أي تدخل عسكري ضد ليبيا، فالحالة هناك أقرب إلى حرب أهلية، لذلك فإن الوضع يحتم على المجتمع الدولي تقديم مساعدة إنسانية وليس تدخلا عسكريا، لأن الشعب الليبي هو الذي يستطيع تقرير مصيره بنفسه.

* ماذا عن الأوضاع والمظاهرات التي شهدها العراق مؤخرا؟

- العراق نجح في هذا الاختبار، رغم أن المظاهرات كانت محدودة وليست مليونية، فقد تم السماح للمتظاهرين بالتعبير عن الآراء والمطالب، وهي تختلف عن المظاهرات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا ودول أخرى لأنها طالبت بالإصلاح وبالخدمات ولم تكن من أجل إسقاط النظام أو التوريث.

* وما مدى التجاوب مع مطالب المتظاهرين في العراق؟

- التجاوب كان محدودا، وكل الكتل السياسية والمرجعيات الدينية والحكومة سمحت بالمظاهرات، لكن وضعنا يختلف، فدستورنا موجود ولدينا ديمقراطية، والتداول السلمي للسلطة متاح، أما بالنسبة للفساد فهو منتشر في كل دول العالم، لكن لدينا آليات لمعالجته.