استبدال مظاهرات «يوم الندم» بـ«جمعة الكرامة» والصدر يدعو أتباعه لبدء حملة تنظيف

أحد المنظمين لـ «الشرق الأوسط»: ضغطنا سيتواصل حتى تتحقق مطالبنا

TT

في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لتنظيم مظاهرات جديدة في بغداد وغيرها من المدن العراقية غدا استكمالا لتلك التي انطلقت الجمعة الماضي وشارك فيها الآلاف في معظم محافظات ومدن العراق، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس الأربعاء أتباعه للقيام بحملة تنظيف وتجميل شعبية للشوارع والساحات العامة في العراق والأرصفة لتحفيز الدوائر الحكومية على تحسين الخدمات.

ووصف الصدر في بيان هذه الدعوة بأنها «واجب وطني مقدس يجب على الجميع المشاركة فيه»، مشددا على أن «الحملة يجب أن لا تكون لفترة قصيرة فقط؛ بل يجب الاستمرار فيها»، وعبر عن أمله في أن «يجمل العراقيون حدائقهم وأمام بيوتهم وشوارعهم وطرقهم ومدنهم ومحلاتهم ومقراتهم ودوائرهم»، لافتا إلى أن «مكاتب الصدر وفروعها أول المبادرين بذلك».

وتأتي دعوة الصدر إلى تنظيم هذه الحملة في وقت يستعد فيه العديد من الجهات التي بدأت تنشط على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت ولها امتدادات جماهيرية على الأرض لتنظيم مظاهرات جديدة غدا كان قد أطلق عليها «جمعة الكرامة» وذلك على خلفية ما تعرض له عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين والمواطنين من حملات دهم وتفتيش واعتقال من قبل القوات العسكرية والأمينة. لكن أحد ناشطي هذه الفعاليات أبلغ «الشرق الأوسط» أن «الاسم الذي كان قد تم الاتفاق عليه بخصوص المظاهرات قد جرى استبداله ليكون (يوم الندم) بدلا من (جمعة الكرامة)». وقال عباس الأزرقي، وهو أحد الناشطين المدنيين إن «السبب في ذلك يعود لتزامن هذه المظاهرات مع موعد إجراء الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من مارس (آذار) من العام الماضي كتعبير عن ندم الجماهير للمشاركة في تلك الانتخابات التي أوصلت إلى السلطة هذه الطبقة السياسية التي لم تتمكن من تقديم الخدمات المطلوبة للناس».

وتوقع الأزرقي «أن تكون المشاركة في مظاهرات الغد أكبر من تلك التي مضت؛ وذلك لسببين وهما: أن الكثير من الجهات والحركات العاملة في المجال المدني قد دخلت على الخط. والثاني، أن الناس يريدون مواصلة الضغط على الحكومة لتحسين الأداء». وردا على سؤال بشأن المدة التي يمكن أن تستغرقها هذه المظاهرات، قال الأزرقي: «ليس لها مدة محددة، خصوصا بعد أن بدأت الجهات الحكومية تستجيب للعديد من المطالب، وبالتالي، فإننا في حال انسحبنا من الشارع فإن الحماس يقل وتعود وتيرة الأداء إلى سابق عهدها».

وعلى صعيد المظاهرات أيضا، خرج العشرات من أهالي مدينة بعقوبة أمس في مظاهرة سلمية هي الثانية أمام مبنى مجلس المحافظة وسط المدينة للمطالبة بإبقاء قائد شرطة المحافظة في منصبه. وتأتي هذه المظاهرة على خلفية القرار الذي اتخذته وزارة الداخلية بنقل قائد شرطة المحافظة اللواء الركن عبد الحسين الشمري.

إلى ذلك، عبرت الأمم المتحدة الأربعاء عن قلقها حيال تقارير أكدت انتهاك حقوق الإنسان في المظاهرات الأخيرة في العراق! ودعت إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك. وأكدت بعثة الأمم المتحدة لدى العراق في بيان أنها «لاحظت بقلق تسجيل عدد من حالات انتهاك حقوق الإنسان خلال المظاهرات». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن البيان أن «الانتهاكات الواردة تتضمن استخداما غير متكافئ للقوة من قبل أجهزة الأمن العراقية نجم عنه مقتل وإصابة عدد من المواطنين وفرض قيود على وسائل الإعلام وتوقيف أشخاص، خصوصا صحافيين». وأعربت الأمم المتحدة عن «الأسف للخسائر البشرية وتدعو مجلس النواب والحكومة إلى التأكد من ضمان معالجة المطالب الشرعية للناس وأن تتم محاسبة من انتهكوا حقوق الإنسان».

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قدم قبل يومين اعتذاره لصحافي تعرض للضرب من قبل قوات الأمن أثناء تغطيته مظاهرة بغداد ووعد بمحاسبة الجنود الذين اعتدوا عليه. واشتكى الصحافي وسام اوجي مصور فضائية «تركمان ايلي» للمالكي مباشرة خلال مؤتمر صحافي لتعرضه إلى اعتداء في ساحة التحرير الجمعة الماضي.

بدوره، صرح المالكي أمس بأن ما يحدث في العراق يختلف عما يجري الآن في العالم من متغيرات «لأن ما هو مطلوب تغييره غير موجود في بلدنا وأن العملية السياسية في العراق جاءت عبر الانتخابات». وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال المالكي خلال اجتماعه برؤساء الهيئات المستقلة في العراق: «على الجميع احترام الانتخابات وما جاءت به من خلال إرادة أبناء الشعب وأن الإصلاحات وتلبية احتياجات المواطنين من مهامنا ومسؤولياتنا، واليوم نحن في إطار العمل الجدي للبناء والإعمار بعد أن كنا في السنوات الماضية لا نستطيع ذلك بسبب الأوضاع الأمنية».