القذافي يعين وزيرين جديدين للداخلية والعدل خلفا للوزيرين المنشقين

باروسو: على العقيد أن يرحل * الرابطة الليبية لحقوق الإنسان: 6 آلاف قتيل منذ بداية الانتفاضة

ثوار ليبيون يحتفلون باسترجاع مدينة بريقة من قوات العقيد القذافي ( أ ب)
TT

عين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وزيرين جديدين للداخلية والعدل، خلفا لحاملي هاتين الحقيبتين اللذين انشقا، وأعلنا انضمامهما إلى الثورة ضد النظام الليبي، حسب ما أفاد به التلفزيون الليبي أمس.

وأوضح التلفزيون أن أمانة مؤتمر الشعب، أعلى هيئة في ليبيا، عينت المستشار محمد أحمد القمودي، وزيرا للعدل خلفا لمصطفى عبد الجليل أول وزير ليبي يعلن انشقاقه بعد بدء الانتفاضة الشعبية في ليبيا في 15 فبراير (شباط) الماضي.

كما تم تعيين مسعود عبد الحفيظ أحمد، وزيرا للأمن العام (الداخلية) خلفا لعبد الفتاح يونس العبيدي، الذي أعلن انضمامه للثورة الأسبوع الماضي.

وعينت أمانة مؤتمر الشعب أيضا المستشار محمد عريبي المحجوبي نائبا عاما خلفا لعبد الرحمن العبار، الذي انضم للمعارضة أيضا.

على صعيد آخر، وصف وزير الداخلية السابق «العقيد القذافي بالشخص العنيد جدا»، مستبعدا مغادرته ليبيا بمحض إرادته.

وقال اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي، في مقابلة نشرتها صحيفة «يوسبريدس» (قورينا سابقا) إن لدى القذافي خيارين «إما أن يأمر أحدا بقتله، بحيث لا تكون نهايته انتحارا، وبالتالي يفقد الدنيا والآخرة، وإما أن يخرج بسلاح ويواجه المسلحين بصدر عار».

وأضاف «يبقى لكل وضع ظروفه. ولكنني لا أرجح خروج القذافي وذلك لمعرفتي أنه إنسان مغرور جدا، وعنيد ولا يقبل بالهزيمة».

في سياق آخر، شنت قوات القذافي صباح أمس غارات جوية على إجدابيا، المدينة الواقعة في شرق البلاد والتي يسيطر عليها الثوار، كما أفاد شهود لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال متحدث باسم الحكومة الليبية أمس إن التقارير التي تحدثت عن هجمات على بلدات يسيطر عليها المناهضون لها هي عارية من الصحة.

وسئل موسى إبراهيم عن تقارير تحدثت عن هجمات على مرسى البريقة وإجدابيا فقال إنه يشك في هذا كثيرا ويعتقد أنها واحدة من تلك التقارير العارية من الصحة. وفي باريس، قال علي زيدان، المتحدث باسم الرابطة الليبية لحقوق الإنسان أمس إن 6 آلاف قتيل سقطوا منذ بدء الانتفاضة في ليبيا بينهم 3 آلاف في طرابلس، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث خلال مؤتمر صحافي نظم في مقر الاتحاد الدولي لرابطة حقوق الإنسان في باريس، إن «عدد الضحايا في كافة أنحاء البلاد بلغ 6 آلاف قتيل بينهم 3 آلاف في طرابلس وألفان في بنغازي وألف في مدن أخرى» مثل الزاوية.

وقال إن هذه الحصيلة منذ بدء الانتفاضة أعلى بكثير من الأرقام التي كان يتم التداول بها حتى الآن وهي مرشحة للارتفاع. وأضاف «هذه المعلومات التي وردتنا لكن حصيلة الضحايا قد تكون أكبر».

وكانت الحصيلة الأخيرة للاتحاد في 23 فبراير الماضي أشارت إلى سقوط 640 قتيلا. وتحدثت الحكومة الليبية عن 300 قتيل. لكن الأوساط الدبلوماسية أشارت إلى حصيلة تراوح ما بين ألف وألفي قتيل.

كما اتهم المسؤول عن الرابطة الليبية لحقوق الإنسان تشاد بلعب دور في عمليات المرتزقة الأجانب الذين يدافعون عن نظام الزعيم الليبي.

وقدر عدد المرتزقة في طرابلس بـ3 آلاف و3 آلاف آخرين في ضواحي العاصمة. وقال: «يقود جنرالان تشاديان قوات المرتزقة».

إلى ذلك، انضم رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو أمس للأصوات المطالبة بتنحي القذافي، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

وقال باروسو «إن التصرفات غير المقبولة على الإطلاق التي مارسها النظام الليبي على مدار الأسابيع الماضية جعلت من الواضح أن العقيد القذافي هو جزء من المشكلة وليس الحل».

وأضاف «حان الوقت لأن يرحل ويعيد البلاد مرة أخرى للشعب الليبي ويسمح للقوى الديمقراطية بوضع مسار للمستقبل».

ويأتي بيان باروسو مماثلا لما طالبت به وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الاثنين.

وفي روما، قال وزير الصناعة الإيطالي باولو روماني أمس إن هناك «احتمالا حقيقيا» بأن يأتي القذافي بتصرف يائس للدفاع عن نظامه.

وأضاف للتلفزيون الإيطالي «هناك إمكانية.. احتمال حقيقي بأن يقوم القذافي بمحاولة أخيرة يائسة لتحرير نفسه من الحصار الذي يجد نفسه فيه».

وكان روماني يرد على مذيع سأله ما إذا كانت إيطاليا تخشى أن القذافي قد يأتي بشيء متطرف ويائس مثل قصف حقول النفط.

وقال روماني إنه بالنسبة للوقت الراهن ليس هناك خطر فوري على إمدادات النفط والغاز لإيطاليا.

وأردف قائلا: «في المجمل أعتقد أن وضع الإمدادات أكثر استقرارا قليلا من الوضع قبل عدة أيام».

ومن جهتها، رددت فرنسا أمس صدى تحذيرات أصدرتها إيطاليا بشأن وجود مخاطر من أن تصبح ليبيا المحور الرئيسي لزيادة واسعة في الهجرة غير الشرعية من أفريقيا إلى أوروبا.

وقال وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي لوران واوكويز للإذاعة الفرنسية العامة «لا نتحدث عن عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين الذين يمكن أن يصلوا إلى أوروبا. إننا نتحدث عما يتراوح بين 200 ألف إلى 300 ألف شخص خلال عام ربما يحاولون عبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا».

وأضاف أن فرنسا تتبنى نفس موقف إيطاليا تحديدا في القضية.