كرزاي يدعو الأطلسي إلى تجنب «القتل اليومي» للمدنيين

بتريوس يعتذر عن مقتل 9 أطفال أفغان

TT

قدم قائد قوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بتريوس اعتذاره أمس بالنسبة لمقتل تسعة أطفال في غارة جوية شنتها قوات التحالف على جنوب شرقي البلاد. وقال بتريوس في بيان صادر عن مكتبه: «نحن آسفون للغاية على هذه المأساة ونعتذر لأعضاء الحكومة الأفغانية وللشعب الأفغاني، والأهم من ذلك نعتذر لأسر الذين قتلوا جراء أعمالنا». وأضاف قائد قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) أن «هذه الوفيات كان يجب ألا تقع وأعتذر بصورة شخصية للرئيس حميد كرزاي». وكانت قوات «إيساف» ترد على هجوم صاروخي، أسفر عن إصابة مقاول داخل قاعدة عسكرية قريبة أول من أمس (الثلاثاء)، عندما استهدفت الأطفال في منطقة مانوجاي بإقليم كونار. وذكر بيان لـ«إيساف» أنه «للأسف هناك على ما يبدو خطأ وقع بين تحديد موقع المسلحين وهجوم المروحيات التي نفذت عمليات لاحقة».

وخرج مئات القرويين الأفغان إلى الشوارع في المنطقة أمس للاحتجاج على قتل الأطفال. وقال أحد السكان المحليين ويدعى محمد أنور غازي، إن المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة والحكومة الأفغانية خلال المظاهرة في وسط المنطقة. وأضاف أن المتظاهرين طالبوا القوات الأميركية المتمركزة في المنطقة بالمغادرة، وطالبوا الحكومة بتقديم الجناة للعدالة.

وأوضح مدير شرطة المنطقة جول رحمن أن المظاهرة كانت سلمية وأن القرويين كانوا ببساطة يطالبون بوضع حد لقتل المدنيين. وقال مسؤولون محليون أمس إن الأطفال كانوا يقومون بجمع الحطب على جبل عندما استهدفتهم الغارة الجوية للناتو. وذكر بيان صادر عن مكتب الرئيس الأفغاني أنه «يدين بشدة هذا الهجوم المتجرد من أي شعور بالرحمة». يذكر أن الخسائر في الأرواح بين صفوف المدنيين صارت مصدرا للخلاف الشديد بين كرزاي وحلفائه الغربيين. إلى ذلك، دعا الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) إلى تجنب «القتل اليومي» للمدنيين في أفغانستان، محذرا من أنها ستواجه «مشكلات كبرى» إذا استمرت هجماتها في حصد أرواح قرويين. ويأتي تصريح كرزاي الذي جاء في بيان صادر عن الرئاسة الأفغانية، بعدما أعلنت الشرطة أن تسعة أطفال قتلوا أمس في ولاية كونار (شرق)، في آخر فصول سلسلة من الحوادث التي وقعت مؤخرا وأودت بحياة مدنيين في البلاد. وأضاف كرزاي الذي يقوم حاليا بزيارة إلى بريطانيا، في هذا البيان «أؤكد مرة أخرى أنه على حلف شمال الأطلسي التركيز على المخيمات ومخابئ الإرهابيين وإلا فإنه مع أعمال القتل اليومية هذه، سيخلق لنفسه مشكلات كبرى». إلى ذلك، ذكر مسؤولون، أمس (الأربعاء) أن قصفا جويا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أسفر عن مقتل أربعة حراس كانوا يعملون لصالح شركة أمن خاصة في إقليم هلمند جنوب أفغانستان. وقال محمد حكيم أندار، قائد شرطة إقليم هلمند، إن حارسا آخر أصيب في الهجوم الذي وقع بمنطقة جيرشك أول من أمس. وأضاف أن الرجال كانوا يوفرون الأمن لشركة لبناء الطرق في المنطقة. وقال المتحدث باسم قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها الناتو، الميجور مايكل جونسون، إن تحقيقا مشتركا مع مسؤولين أفغان يجري بشأن الحادث. وأضاف جونسون أن الجيش اشتبك مع مجموعة ممن يشتبه أنهم من المتشددين في المنطقة بعد أن تعرضت دورية برية تابعة لـ«إيساف» لهجوم.