القذافي: العرب يحسدوننا

سيف الإسلام القذافي لـ«الشرق الأوسط»: «لما كانت الأمور تمام كنت معارضا وإصلاحيا.. ولكن عندما يدوس الناس الخطوط الحمراء فأنا أضربهم بالجزمة» * هجمات مضادة لقوات القذافي تفشل في استعادة بريقة * المعارضة تطلب قصفا دوليا للمرتزقة.. والجامعة العربية تلوح بحظر جوي

القذافي لدى وصوله للمشاركة في حفل بمناسبة الذكرى الـ 34 لإقامة الجماهيرية الليبية في طرابلس أمس (إ.ب.أ) وأحد الثوار الليبيين يحتفل أمس بعد استعادة بلدة البريقة بشرق ليبيا من قوات مؤيدة للقذافي (أ.ب)
TT

أعلن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أنه ما زال إصلاحيا، لكنه اضطر وهو يرى ما وصفه بالخطوط الحمراء تنتهك، أن يصطف إلى جانب النظام. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط»: «أنا لما كانت الأمور «تمام كنت معارضا وإصلاحيا، وكل حاجة، ولكن عندما يدوس الناس الخطوط الحمراء «فأنا أضربهم بالجزمة».

إلى ذلك، قال العقيد القذافي أمس، خلال حفل بمناسبة الذكرى الـ34 لإقامة الجماهيرية في ليبيا: إن «الشعوب العربية تكره الشعب الليبي، وتحسده على ما لديه من خير، لأنه في ليبيا نفط ومساحة كبيرة وعدد قليل من السكان، وحتى من لديهم النفط أيضا يشعرون بالحسد تجاه ليبيا، ويتمنون لو أن ليبيا تخلو من النفط».

في غضون ذلك، احتكمت ليبيا للسلاح، إذ تمكن الثوار الليبيون من استعادة السيطرة على معظم أرجاء مدينة البريقة، التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب غربي بنغازي، وذلك بعد محاولة فاشلة لقوات عسكرية تابعة للعقيد القذافي للتوغل داخل مدينة البريقة، كما أكد المتحدث الإعلامي باسم الثوار أنهم تمكنوا من إسقاط طائرة عسكرية موالية للقذافي.

وأكد شهود عيان أن الثوار تمكنوا من إعادة تحرير معظم البريقة صباح أمس، عدا منطقة المطار، بعد معارك طاحنة مع القوات الموالية للقذافي بدأت مساء أول من أمس، وأسفرت عن مقتل 14 من الثوار. وتبرز أهمية السيطرة على مدينة البريقة الساحلية في كونها أحد أهم مراكز تصدير النفط الليبي، وبسقوطها في يد الثوار، أصبح العقيد القذافي لا يسيطر سوى إلا مركز رأس لانوف لتصدير النفط، أهم الموارد الاقتصادية الليبية، مما يعني عزله اقتصاديا وماليا.

من جهته، أكد عبد الحفيظ غوقة، الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الليبي، الذي شكله منشقون على نظام القذافي، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة بنغازي أمس، أنه لا يوجد اتصال بين الثوار والنظام في طرابلس، وشدد على القول: «لا نريد تدخلا عسكريا أجنبيا وسنقاوم القذافي، ولكن لا نمانع في ضربة جوية ضد المرتزقة». وفي القاهرة، لم يستبعد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم بالجامعة العربية أمس, إمكانية فرض حظر جوي على ليبيا بالتنسيق بين الجامعة والاتحاد الأفريقي. وأعلن الأمين العام للجامعة، عمرو موسى، في مؤتمر صحافي مشترك والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، أن الوزراء قرروا «رفع توصية» إلى القمة العربية المقبلة، التي ستعقد في بغداد في منتصف مايو (أيار) المقبل، لبحث تجميد عضوية ليبيا. وأكد القرار «وقف مشاركة وفود ليبيا في اجتماعات مجلس الجامعة لحين استجابة السلطات الليبية للمطالبات الواردة في القرار».