الطبقات الجليدية تنمو من أسفل أيضا حسب دراسة أميركية - دولية

في اكتشاف قد يتيح فهما أفضل لتكون الكتل والمساحات المتجمدة

TT

تفيد دراسة علمية أعلنت حصيلتها أمس أن طبقات الجليد في القارة القطبية الجنوبية تنمو أيضا من أسفل وأن هناك مواضع في القارة قد تجمدت بنسبة النصف من تحت هذه الطبقات وليس من أعلاها.

الدراسة أعدها فريق أميركي - دولي من العلماء تحت إشراف روبرت بيل، من مرصد «لامونت دوهيرتي إيرث» التابع لجامعة كولومبيا الأميركية الشهيرة في مدينة نيويورك، ونقلتها وكالة الأنباء الألمانية عن مجلة «ساينس» الأميركية العلمية التي نشرت حصيلة الدراسة أن هذا النمو يغير خصوصيات تدفق الجليد، وبالتالي، من الضروري فهم هذه الخصوصيات بشكل أفضل لكي يتيسر توقع التصرف المستقبلي للمساحات والكتل الجليدية بصورة أدق.

ويرى العلماء الذين أجروا الدراسة أن ثمة طريقا آخر، بجانب تراكم الثلوج، لتزايد سماكة طبقة الجليد، معتمدين في ذلك على قياس طبقة الجليد عبر استخدام أجهزة الرادار الخاصة، التي حللوا بمساعدتها طبقات الجليد في المنطقة التي يطلق عليها العلماء مسمى «دوم إيه». وهذه منطقة ذات مساحة شاسعة توازي مساحة ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتقع في شرقي القارة القطبية الجنوبية. وحسب العلماء، تعد هذه المنطقة من أكثر مناطق العالم برودة، إذ تصل فيها درجة الحرارة إلى 82.5 درجة مئوية تحت الصفر، ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة فيها إلى 4093 مترا فوق مستوى سطح الأرض، وهو ما يعني أن سماكة الطبقة الجليدية فيها تبلغ عدة آلاف من الكيلومترات. ومما أظهرته القياسات الجديدة أن الكثير من الماء القريب من هذه الطبقة الجليدية يتجمد بطريقتين مختلفتين، إحداهما عندما يتجمد الماء تحت طبقة الجليد بسبب انتقال درجة برودة الجليد إليه وهو ما يسمى بظاهرة «الحمل»، والأخرى عندما يصعد الماء بسرعة على جدران الطبقات الجليدية وتنخفض درجة حرارته أثناء ذلك. وتبعا للعلماء الذين أجروا الدراسة، يؤدي نمو الجليد من أسفل إلى تراكم الطبقات العليا منه، وأن هذا يغير من شكل طبقات الأعمدة السفلى للجليد وإلى استمرار ارتفاع الجليد القديم إلى أعلى، كما يمكن أن يؤدي إلى تغير صفات الانسيابية لأعماق الجليد في المنطقة القطبية الجنوبية وجزيرة غرينلاند في شمال المحيط الأطلسي.