إقرار خطة عاجلة لدرء أضرار السيول على «جدة التاريخية»

خالد الفيصل: حريصون على دعم المشروع لأهميته الثقافية والحضارية * سلطان بن سلمان: حددنا القضايا التي تعوق أعمال التنفيذ

المنطقة التاريخية تعرض 100 مبنى فيها لأضرار جراء السيول الأخيرة
TT

أقر في جدة نهاية الأسبوع الماضي مشروع خطة عاجلة لدرء أضرار السيول على منطقة جدة التاريخية، التي تعرض نحو مائة منزل تاريخي فيها لأضرار جراء الأمطار الأخيرة التي أصابت المدينة، وتضمن قرار المشروع إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسببها بعض المباني وإزالة ما تشكله من تهديد للسكان والزوار والمباني المجاورة، واستمرار إخلاء المباني والمحلات التجارية الخطرة في المنطقة، وتنفيذ ذلك بشكل فوري وحازم، وسرعة توفير المبالغ اللازمة للإنقاذ والتطوير.

وأكد الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير مشروع وسط جدة التاريخي، بعد اجتماع ترأسه ظهر الأربعاء في مكتبه بالإمارة، بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة نائب رئيس اللجنة العليا، والدكتور هاني أبو رأس، وكل أعضاء اللجنة.. أكد حرص الدولة على دعم مشروع وسط جدة التاريخي، لما يمثله من أهمية كبرى في إبراز القيمة الثقافية والحضارية لمدينة جدة، باعتبارها بوابة الحرمين الشريفين، الأمر الذي سيساعد في النقلة والتطور المنشود في المنطقة.

وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أنه ستتم معالجة جميع الأضرار الناتجة عن الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة مؤخرا وتسببت في الانهيارات والتصدعات الكثيرة بالمباني والمرافق العامة. وأضاف أنه من خلال اللجنة العليا وإدارة المشروع سيتم توفير التمويل اللازم من القطاعين العام والخاص للقيام بأعمال درء المخاطر عن المباني والممتلكات، مضيفا أن اللجنة العليا اتخذت عددا من القرارات المهمة، جاء من أبرزها إنجاز الاتفاقيات المنوطة بكل جهة بين الجهات المعنية بالمشروع، والإسراع بتنفيذ الأعمال المتعلقة بالجهات المعنية بالمشروع، بالإضافة إلى تعيين مدير للمشروع للتنسيق ورفع كفاءة إدارته.

وأكد من جهته، الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، على أهمية هذا الاجتماع في بحث عدد من القضايا المتعلقة بجدة التاريخية والتي تناولتها اللجنة بالنقاش، وصولا لمعالجة العوائق التي تحول دون تنفيذ مشروع تطوير جدة التاريخية، والذي تأخر كثيرا. وقال «نحن جميعا ندفع ضريبة هذا التأخير بما نشاهده من تهدم للبيوت وأضرار في عدد من المواقع».

وأشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى أن الهيئة، وبمشاركة أمانة محافظة جدة، حددت بعد هطول الأمطار الأخيرة أهم القضايا التي تعوق الأعمال التنفيذية في جدة التاريخية وآلية معالجتها، وتم عرضها في هذا الاجتماع على أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية، وتم إقرار خطة إنقاذية عاجلة تضمنت التأكيد على سرعة تحديد المخاطر ومعالجة الأضرار التي تسببها بعض المباني من خلال تدعيم الخطرة منها والآيلة للسقوط، وإزالة ما تشكله من تهديد للسكان والزوار والمباني المجاورة، واستمرار إخلاء المباني والمحلات التجارية الخطرة في المنطقة، وقطع الخدمات الأساسية عنها حسب ما تقرره الفرق الميدانية، وتنفيذ ذلك بشكل فوري وحازم، بالإضافة إلى أهمية سرعة توفير المبالغ اللازمة للإنقاذ والتطوير، ووضع الأسس لتحفيز الملاك للمشاركة في الاهتمام بمبانيهم التراثية واستثمارها، والعمل مع إدارة شركة تطوير وسط جدة لاستعجال تنفيذ التزاماتها.

وحول العوائق التي تحول دون تنفيذ الإجراءات التطويرية بالشكل المرضي، ومنها الملكية الخاصة والأوقاف وتعدد الملكيات للمباني، بالإضافة إلى البطء من قبل المقاولين في تنفيذ أعمال التطوير، قال الأمير سلطان إن الهيئة عملت - ولا تزال - بالتعاون مع عدد من الجهات، ومنها وزارة الشؤون البلدية والقروية، في عدد من المواقع التراثية التي تم تنفيذها بكفاءة عالية. وقال «نحن نعول على اهتمام القيادة بكل ما فيه مصلحة المواطن، ومتابعة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية، والقرارات الحازمة التي صدرت عن اجتماع اللجنة، وعمل الهيئة مع الأمانة بالتضامن لتسريع وضع هذا المشروع في مساره الصحيح بما يضمن إنجازه بالشكل اللائق بهذا الموقع المهم لاقتصاد جدة وسكانها، بل ولجميع المواطنين في بلادنا الغالية، والتزام المستثمر الرئيسي في مشروع وسط جدة بالبدء فورا في تنفيذ الأعمال المترتبة عليه، والتنسيق مع الملاك للمحافظة على مبانيهم وتطويرها بما يتناسب مع المخطط العام للمنطقة، ومراقبة سير هذا المشروع بشكل دائم، والرفع للجنة بتقارير دورية عن سير المشروع وما يعترضه من معوقات».

وبحث الاجتماع عددا من الموضوعات، من أبرزها مراجعة جدول تنفيذ قرارات الاجتماع الأول للجنة العليا، ومستجدات ترشيح وسط جدة التاريخي في قائمة التراث العالمي، وعرض تقرير عن أهم القضايا التي تعوق الأعمال التنفيذية وآلية معالجتها، بالإضافة إلى مناقشة الخطة الإنقاذية العاجلة لوسط جدة التاريخي.