وزارة العمل تبدأ في إعداد آليات وضوابط برنامج إعانة الباحثين عن العمل

وزير العمل: إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص بتلقي طلبات التوظيف خلال أسبوعين

TT

أوضحت وزارة العمل أمس أنها بدأت وفق التوجيه السامي في إعداد الآليات والضوابط لتنفيذ برنامج إعانة للباحثين عن العمل الذين لم تهيأ لهم فرص عمل مناسبة، وما يتضمنه من طريقة التقديم والتسجيل والصرف وتحديد المستفيدين والتأكد من أحقيتهم وتحديد مقدار الإعانة المقترحة تمهيدا لرفعها للمجلس الاقتصادي الأعلى.

وأكد المهندس عادل فقيه وزير العمل، أن الفرصة ستكون متاحة للتسجيل في برنامج الإعانة والتوظيف بشكل ميسر للجميع، وغير محدد بفترة زمنية، وذلك عبر الإعلان على الموقع الإلكتروني الذي سيكون مؤهلا لاستقبال طلبات الباحثين عن العمل وفق بيانات مطلوبة منهم، ستوفر للوزارة قاعدة دقيقة لحصر أعداد الباحثين، وتحديث بياناتهم ومؤهلاتهم، مشيرا إلى أنه لا حاجة للتزاحم على مكاتب العمل أو الضغط على الموقع الحالي للوزارة.

وبين أنه سيعلن في خلال الأسبوعين المقبلين موعد إطلاق الموقع الإلكتروني المحدث لاستقبال طلبات التوظيف، مهيبا بالباحثين عن العمل التسجيل فيه لتأكيد جديتهم وسعيهم الدؤوب للحصول على العمل المناسب.

وقال إن مؤسسات وشركات القطاع الخاص ستقوم بالإعلان عن فرص وظيفية لعرضها على طالبي العمل، وأنه في حال عدم سد هذه الفرص لأعداد الباحثين عن عمل سيتم صرف هذه الإعانة الشهرية المؤقتة لكل الذين لم يحصلوا على عمل، لمساندتهم على سد احتياجاتهم، حتى إيجاد وظيفة مناسبة تغني صاحبها عن الإعانة الشهرية، التي لا يطمح ولاة الأمر ولا الوزارة في أن تكون بديلا عن العمل والإنتاج، والحصول على وظيفة مناسبة تكفل الحياة الكريمة لصاحبها.

ولفت وزير العمل الانتباه إلى حرص القرار السامي على إيجاد حل دائم وغير مؤقت يسهم في رفع مستوى الحماية الاجتماعية إلى المستويات العالمية التي تحمي حقوق العمال في القطاع الخاص، وذلك من خلال نقل برنامج الإعانة بعد انتهاء عامه الأول من صندوق تنمية الموارد البشرية إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية، بحيث تصبح المؤسسة هي المسؤولة عن تمويل هذا البرنامج بشكل مستمر، كما تناول القرار برنامجا آخر يختص بإعانة «التأمين التعاوني على التعطل المؤقت» الذي يتعلق بموظفي القطاع الخاص الذين فقدوا وظائفهم ودخلوا في فترة البحث عن وظيفة أخرى في حال أفلست الشركة أو المؤسسة أو أقفلت أو قلصت من احتياجات العمالة لديها، فيقوم برنامج التأمين التعاوني على التعطل المؤقت في هذه الفترة بتغطية جزء من احتياجاتهم حتى يجدوا عملا جديدا.

وأضاف وزير العمل يقول: «إنه بتوجيه من المقام السامي تستعد وزارة العمل لإطلاق مجموعة من القرارات في الأسابيع القليلة المقبلة تصب في إيجاد حلول جذرية لمشكلة البطالة، وسيساند هذه القرارات الأمر السامي الكريم الذي يقضي بتشكيل لجنة عليا من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ومن وزير التربية والتعليم، ورئيس الديوان الملكي، ووزراء المالية، والعمل، والخدمة المدنية، والتعليم العالي، والاقتصاد والتخطيط، ووزير الشؤون الاجتماعية، وينص على أن للجنة الاستعانة بمن تراه من المختصين من الداخل والخارج، وذلك لدراسة موضوع البطالة بشكل عاجل والرفع بتوصيات اللجنة لوضع حلول عملية وسريعة للبطالة في القطاعين الحكومي والخاص في فترة لا تتجاوز أربعة أشهر من تاريخه، يتم النظر خلالها في موضوع العمل من جميع الزوايا».

ومضى يقول: «إن موضوع إيجاد فرص العمل لأبناء وبنات هذا الوطن مرتبط بجانبين هما العرض والطلب، وهذا يعني أن تعمل الدولة على تنفيذ خطط توفر الكوادر البشرية المدربة والجاهزة الملائمة لاحتياجات سوق العمل من جهة، ومن جهة أخرى العمل على توفير وتوليد فرص وظيفية كافية بجودة عالية وأجور مناسبة».

وأبان أن الوزارة ستعمل على توجيه المنشآت لتوظيف السعوديين بوظائف ملائمة بالتحفيز بالمزايا والتسهيلات من جهة والتضييق على غير المتعاونين من مؤسسات القطاع الخاص من جهة أخرى، وستواصل الوزارة تقليص فرص عمل غير السعوديين، وذلك من خلال تقليل ميزة الوافد ورفع تكلفته مقارنة بالسعودي، مشيرا إلى أن الوزارة معنية بإصدار حزمة من القرارات والآليات تساعد على توفير الكوادر البشرية المؤهلة، وتفعيل المواءمة بين جانبي العرض والطلب في سوق العمل».

وقال: «إن الوزارة تثق في نفس الوقت أن شباب الوطن سوف يقدمون نموذجا رائعا على جديتهم في التدريب والانضباط للاستفادة من تلك الفرص والقرارات التي ستصدر قريبا حيال هذا الموضوع، مؤكدا أن ذلك يعني ضرورة عمل كافة الأطراف كفريق واحد وبشكل متناغم».

وأفاد أنه، وتحت مظلة اللجنة العليا بقيادة النائب الثاني، ستعلن وزارة العمل قريبا إطلاق برنامج جديد للسعودة بحزمة جديدة من التنظيمات والآليات التي ستغير من قواعد سوق العمل بغية تحقيق سعودة حقيقية متنامية وبآليات تمكن الوزارة من تطبيق قوانين العمل بحزم وعدالة وشفافية ودون استثناءات. يذكر أن المقام السامي حدد مدة ثلاثة أشهر لوزارة العمل لرفع توصيات هذا البرنامج الذي يتطلب النظر في جوانب عدة منها عدم ترسيخ مفهوم الإعانة كبديل عن التوظيف بل يبقى التوظيف هو الخيار الأول، بينما تأتي الإعانة كحل مؤقت لمساندة الباحثين عن عمل حتى تتوفر لهم فرص مناسبة، كما ينظر البرنامج إلى ضرورة الربط بنظام آلي للتأكد من أن المتقدمين هم من غير الموظفين وممن لا يحملون سجلات تجارية، وبعد الانتهاء من إعداد تفاصيل البرنامج وضوابطه سترفع الوزارة بتوصياتها للمجلس الاقتصادي الأعلى لإقرار التفاصيل.