تحويل تدريس المواد النظرية إلى التعليم عن بعد بأقسام الانتظام.. والطلاب غير ملزمين بالحضور

جامعة الملك عبد العزيز تنفي وجود محسوبية في تعيين محاضرين للتدريس بها.. وآلية لتقديم الشكاوى بطرق سرية

جامعة الملك عبد العزيز تتأهب لتخريج الدفعة الأولى من نظام التعليم عن بعد هذا العام («الشرق الأوسط»)
TT

بدأت الجامعات السعودية في تحويل المواد النظرية في الأقسام الإدارية والأدبية في أقسام الانتظام إلى الدراسة بطريقة التعليم عن بعد باستخدام الإنترنت، وتسجيل المحاضرات، دون الالتزام بإجبار الطلاب بحضور المحاضرات والوجود بالمقاعد الدراسية بهدف استيعاب أعداد مضاعفة من خريجي الثانوية. يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه وزارة التعليم العالي إلغاء نظام الانتساب بالجامعات السعودية بعد أن كان معتمدا منذ أكثر من 15 عاما، وأن يكون البديل نظام التعليم عن بعد.

وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك توجها لاعتماد دراسة التعليم عن بعد في جميع الجامعات السعودية، وتأهيلها بالاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، بعد أن كان مقتصرا على 3 جامعات كبرى، هي جامعة الملك عبد العزيز في جدة، والملك سعود في الرياض، والملك فهد في المنطقة الشرقية.

وأوضح الدكتور هيثم زكائي، المشرف العام على الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» عن بداية الاعتماد على تخصصات نظرية في معظم الأقسام، وخاصة في أقسام كلية الآداب وكلية الاقتصاد والإدارة بجميع تخصصاتها المتفرعة، تمهيدا لتدريسها عن طريق نظام التعليم عن بعد، بعد أن قطعت الجامعة شوطا في دراستها لعدد من الطلاب غير المتفرغين بالمقاعد الدراسية منذ ثلاث سنوات. وقال إن هذه هي السنة الأخيرة لتخريج الدفعة الأولى من نظام التعليم عن بعد.

وأضاف: «نظام الانتساب سيتم إلغاؤه في نهاية العام الحالي ولكننا ملتزمون بتخريج الطلاب المسجلين، بعدها يتم تحويل نظام الانتساب إلى الدراسة بطريقة التعليم عن بعد لاستيعاب أعداد كبيرة من الخريجين وفي مختلف مناطق السعودية دون الحاجة للانتظام بمقاعد الدراسة».

ونفى زكائي وجود محسوبية في اعتماد محاضرين متعاونين لتدريس الطلاب أو ضم غير أكفاء لإعطاء شرح لطلاب التعليم عن بعد، بسبب الآليات المتبعة في الجامعة، للتأكد من شهادة وتأهيل الدكتور في الجامعة، معتبرا أن ذلك يندرج تحت اكتساب خبرات في إعطاء الطلاب دروسا مكتسبة من أصحاب الخبرة.

وحول شكاوى الطلاب من تجاوزات من قبل أعضاء هيئة التدريس وكثير من الطلاب يخشون التقدم بشكوى لإدارة الجامعة خشية التسبب في حرمان الطالب من النجاح وخاصة المواد المحتكرة من محاضر يقدمها لجميع الأقسام بالمواد المشتركة، قال زكائي: «لدينا آليات اعتمدت بإمكان الطلاب والموظفين التقدم بشكوى سرية ومن دون اسم، ويوضح في الشكوى التظلم وسيحاسب عضو هيئة التدريس حسب نظام الجزاءات، وسبق أن قامت إدارة الجامعة بحرمان أحد المحاضرين من التدريس، وأخرى من تقديم الدراسة في الفصول الصيفية لوجود تجاوزات في الألفاظ والتعامل السيئ للطلاب».

وكانت جامعة الملك عبد العزيز بجدة قد شرعت في إدخال الهاتف الجوال في تحميل المحاضرات والدراسات لجميع الكليات النظرية والعلمية بدءا من العام الدراسي الحالي، كأول جامعة عربية تدخل هذه التقنية في تدريس مناهجها، وذلك ضمن خطتها الاستراتيجية لزيادة الاستيعاب الجامعي بـ50 ألف طالب وطالبة، الأمر الذي ينعكس على التخفيف من أعباء مالية لوزارة التعليم العالي تتركز في توفير مقاعد دراسية ومواقف سيارات وتوفير فرص تعليمية لأبناء الهجر والقرى من دون الحاجة للانتظام الدراسي والحضور اليومي إضافة إلى توديع المناهج الورقية لـ80 في المائة من مناهجها وتحويلها إلى مناهج إلكترونية.

وقال الدكتور هشام البرديسي، عميد التعليم عن بعد بجامعة الملك عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق، إن «هذه الخطة تم اعتمادها يوم السبت الماضي بعد إقرار اللائحة التنظيمية للتعليم عن بعد بوزارة التعليم العالي دون أن تكون هناك فوارق مع التعليم المنتظم سواء في التصنيف التعليمي أو حتى في القبول والترشح في الوظائف».

وتأتي موافقة وزارة التعليم العالي عن زيادة التوسع في الجامعات السعودية عن طريق التعليم عن بعد لوقف شراء الشهادات من قبل جامعات غير معتمدة بالوزارة، وديوان الخدمة المدنية، الجهة الرئيسية لتوظيف واعتماد التوظيف والمناصب الحكومية، التي تتراوح أسعارها ما بين 20 و40 ألف ريال سعودي.

وبين البرديسي أن «هذا الأسلوب من التعليم معتمد في جميع العالم وخاصة في الجامعات العالمية والعريقة وهو أسلوب يتيح فرص عمل مناسبة للعاجزين عن الانتظام في المقاعد الدراسية كالموظفين وأبناء القرى والراغبين في إكمال دراستهم للمرحلة المتقدمة في الدراسة العليا كالماجستير والدكتوراه، إضافة إلى التخفيف عن الجامعات السعودية في إنشاء مبان وفصول دراسية، إضافة إلى التخفيف عن بعض الجهات الحكومية كالمرور، الأمر الذي يقلل من حدة الزحام والحوادث في أوقات الصباح والظهيرة».

واستطرد الدكتور هشام قائلا: «سوف نستعين بتقنيات التعليم عن بعد في توفير فرص تدريبية مهنية تحتاجها سوق العمل سواء لطلاب ومنتسبي الجامعة أو من خارجها بمختلف المناطق وبرسوم بسيطة تساعد في توفير الارتقاء الوظيفي للعاملين بالقطاع العام والخاص».

وتعمل جامعات سعودية بمدن صغيرة إلى تأهيل أقسامها تمهيدا للدخول في نظام التعليم عن بعد، حيث بدأت جامعة جازان (جنوب السعودية) بإنتاج فعلي لمناهج إلكترونية، لتنضم للجامعات بالمدن الكبرى التي تنتهج هذا الأسلوب التعليمي الجديد على المستوى المحلي، بالإضافة إلى انتهاج كبريات الجامعات على مستوى العالم.

وأرجع الدكتور محمد آل سالم، عميد التعليم الإلكتروني في جامعة جازان، لـ«الشرق الأوسط»، أن تطبيق النظام التعليمي الجديد الذي انتهجته الجامعة ينبثق عن اتفاقية وقعت في دبي مؤخرا، ويقضي بانضمام الجامعة لمنظمة الشرق الأوسط للتعليم الإلكتروني كأول جامعة سعودية، وهو ما يعطي أثرا بالغا في تطوير التعليم الإلكتروني في السعودية.

وأضاف عميد التعليم الإلكتروني أن الجامعة تعمل على البحث بكل ما هو جديد ومناسب في التعليم الإلكتروني، عبر الزيارات المستمرة لجامعات خارجية، وتعمل على تكيفها مع ما يناسب طبيعتها من حيث تطبيق البرامج.