ابن إدريس يتحول في أعماله الشعرية الكاملة إلى كائن صحراوي بوجدان بحري

أجاب كتابه على تساؤلات البعض من النقاد ومتذوقي الشعر عن سر هذه اللغة البحرية عند الشاعر

حضور نسائي مكثف أثار لغط بعض المتشددين خلال معرض الرياض الدولي للكتاب
TT

أعاد كتاب المجموعة الشعرية الكاملة للأديب السعودي عبد الله بن إدريس الذي وقعه مساء أول من أمس بجناح «جرير» بمعرض الرياض الدولي للكتاب، مسيرة ستين عاما للشاعر الرومانسي الكبير الذي خلع العقد التاسع من عمره.

واستحضر الحضور الذين ضاقت بهم مساحات الجناح المخصص لتوقيع الكتاب بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة سمات الشاعر وشخصيته، وأجاب الكتاب على تساؤلات البعض من النقاد ومتذوقي الشعر عن سر هذه اللغة البحرية عند الشاعر وهو الذي عاش كل حياته في الصحراء حيث تعد قصيدة «في زورقي» أشهر قصيدة كتبها، وهي قصيدة ممتلئة بالأمواج والزوارق والأعاصير والأشرعة وقد جعلها اسم ديوانه الأول، ثم صدر ديوانه الثاني بعنوان «إبحار بلا ماء».

وقد أجاب السفير الثقافي السعودي لدى اليونيسكو في عاصمة الثقافة العالمية باريس نجل الشاعر الدكتور زياد بن عبد الله بن إدريس عن التساؤلات بخصوص سر هذه اللغة البحرية لشاعر صحراوي، في توطئة لكتاب الأعمال الشعرية لوالده، ملمحا إلى أن هناك سرا بحريا في أعماق العقل الباطن لابن إدريس، فالنزعة البحرية لا تتوقف عند أسماء الدواوين فحسب، لكنها تجاوز ذلك إلى أعماقه الشعرية المتفاعلة مع الكون المحيط، فالأعمال الكاملة هذه لن تجد فيها كلها لشاعر نبت في الصحراء سوى ثلاث قصائد لصوت الصحراء: (جولة في روضة، وفجر الربيع، وأزهار)، مضيفا: «الأعمال الكاملة تنطوي بالمقابل على ثلاث قصائد رسخها الشاعر لبحيرات التقاها مصادفة أو عابر سبيل: بحيرة تنجانيقا، وبحيرة فيكتوريا، وبحيرة ليكتوبا، ولم يدخر الشاعر من معاني وصور التأمل والتغزل شيئا إلا وأغرق به تلك البحيرات». ولخص السفير زياد تحليل تلك النزعة البحرية الطافرة بقوله: «عبد الله بن إدريس كائن صحراوي بوجدان بحري». وحرص أبناء ابن إدريس الذين وجدوا مع والدهم أثناء توقيع الكتاب على تقديم التمر للزوار بدلا من السمك أو الروبيان في دلالة على عدم وجود علاقة حقيقية واقعية بين الشاعر والبحر بل إن العلاقة شبه قطعية بينهما. واسترجع الزوار سيرة ابن إدريس الذي ولد في بلده (حرمة) في وسط السعودية؛ حيث تلقى دراسته الأولى فيها، ثم انتقل إلى الرياض حيث درس في جامعه الكبير على يد مفتي الديار السعودية الشيخ الراحل محمد بن إبراهيم آل الشيخ، ثم دراسته في كلية الشريعة ليكون من أوائل الدفعات التي تخرجت فيها قبل 65 عاما ليتدرج بعد ذلك في أعمال تربوية وتعليمية، ثم تكليفه بإصدار صحيفة «الدعوة الإسلامية» الأسبوعية ورئاسته تحريرها لمدة ثماني سنوات، ثم عمله أمينا عاما للمجلس الأعلى للعلوم والفنون والآداب، وأمينا عاما لجامعة الإمام، ومديرا عاما للابتعاث، ثم مديرا عاما للثقافة والنشر، ورئيسا للنادي الأدبي في الرياض، وعضويته في عدة مؤسسات وهيئات علمية وثقافية وصحافية وتمثيله بلاده في عدة مؤتمرات دولية ومهرجانات شعرية. نال ابن إدريس وسام الريادة، وميدالية ذهبية من مؤتمر الأدباء السعوديين قبل 37 عاما، كما اختير الشخصية السعودية المكرمة في مهرجان الجنادرية العام الماضي.

وفي ذات السياق وقع الدكتور فهد الحارثي ليلة البارحة الطبعة الثانية من كتاب: «المعرفة قوة.. والحرية أيضا»، بعد نفاد الطبعة الأولى لدى الموزعين المعتمدين في السعودية وباقي الدول العربية.