لنجتث المتسللين للوسط الرياضي

موفق النويصر

TT

أعاد التصريح الصحافي الذي أدلى به النجم السعودي ياسر القحطاني لمراسل القناة الرياضية السعودية، قبل مباراة فريقه الدورية أمام النادي الأهلي ضمن مباريات دوري «زين»، الجدل مرة أخرى للحديث عن العاملين والمنتسبين للوسط الرياضي السعودي، المرئي منه والمكتوب، مع عدم إغفال دور المحللين الرياضيين.

حديث القحطاني على الرغم من قساوته، فإنه لم يجانب الحقيقة فيما ذكر، حيث ابتلينا نحن العاملين في هذه المهنة، وأقصد هنا مهنة الصحافة، بالمتسلقين إليها من الأبواب الخلفية، بحيث أصبحت مهنة من لا مهنة له، وتحول أشخاص لا يحملون مقومات الصحافي، بقدرة قادر إلى مراسلين ميدانيين وكتاب أعمدة ومحللين فنيين.

المشكلة الحقيقية أن معظم الصحف السعودية لم تعمل خلال السنوات الماضية على إنتاج أجيال مؤهلة لممارسة هذه المهنة، فعمدت إلى الاستعانة بشريحة من الراغبين في تحسين دخولهم المالية، عبر ما يعرف بالصحافي غير المتفرغ، أو الصحافي بالقطعة.

الغريب أن شريحة كبيرة من هذه الفئة مع مرور الوقت، أصبحت تتولى زمام الأمور في الكثير من معظم الصحف والملاحق الرياضية، إضافة إلى مشاركتها في إعداد الكثير من البرامج الرياضية التلفزيونية، ما يمنحها الفرصة لترسيخ نهجها «البالي»، من خلال استكتاب من يتواءم مع فكرها ونهجها عبر الصحف، أو تقديمه للمشاهد عبر الفضائيات.

وما يقال عن العاملين في الوسط الإعلامي الرياضي، يمكن سحبه على بعض المحللين الرياضيين، ممن غزوا القنوات الفضائية بشهادة «لاعب سابق»، وكأن العملية بهذه البساطة التي هي عليها الآن، بحيث أصبح ينظر على المشاهد من أشبع الخصوم ركلا ورفسا، ويقيم الحراس من كانت تلج الأهداف في مرماه بأبسط الطرق، ناهيك عن حالة التشنج التي يكون عليها عندما يلعب فريقه إحدى المباريات، أو تزييفه للحقائق وتقديمه معلومات مغلوطة للمشاهد، عندما يكون الحديث عن فريق منافس له، أو عن شخصيات يقف منهم موقفا معاديا.

الأدهى والأمر من ذلك عندما يطل بعضهم علينا وهم يتحدثون عن فرقهم وكأنهم متحدثون رسميون لهم، في موقف مقزز لكل ذي عقل.

حقيقة ما يحدث من عبث في الوسط الرياضي يحتاج إلى وقفة حاسمة لاجتثاث كل من لا يستحق أن يعمل في هذه المهنة، وبخاصة أولئك المتزلفين والمتسلقين على أكتاف الغير، أو المتكسبين من هذه المهنة، عبر تذاكر الطيران المدفوعة أو الإقامة المجانية في الفنادق الخمس نجوم، أو الظروف المغلقة، ومن دون ذلك سنظل ندور في فلك هذه الفوضى لسنوات طويلة، دون تحقيق تطلعات المسؤولين عن الرياضة في هذا البلد، ومن قبلهم الشارع الرياضي.

[email protected]