أول فيلم سينمائي يعرض في الرياض دون أي ضجيج أو احتجاجات

بلغت تكلفته 60 مليون ريال.. وعرض في 30 مدينة حول العالم وحاز عددا من الجوائز العالمية

جانب من شاشة العرض السينمائي خلال عرض فيلم «الرحلة إلى مكة» بمقر معرض الرياض الدولي للكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

لأول مرة بالسعودية يشاهد السعوديون فيلما سينمائيا دون أن تكون هناك أصوات ترفع مطالبة بإلغاء العرض كما جرت عليه العادة في عروض سينمائية سابقة، كان ذلك الحدث السينمائي هو عرض لفيلم سينمائي يحكي قصة رحلة ابن بطوطة من بلدته في طنجة بالمغرب إلى مكة المكرمة وهي الرحلة التي كانت منذ 650 عاما.

وجاء الفيلم السينمائي تحت عنوان «الرحلة إلى مكة» والذي عرض ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2011، بواقع 4 عروض يوميا فيما بلغت قيمة تذكرة الدخول للعرض السينمائي 25 ريالا للأفراد، بينما الدخول بالمجان للصغار دون سن العاشرة.

وأوضح سعد الدريهم مساعد مدير المشاريع أن هذا الفيلم السينمائي هو من إنتاج ثلاث جهات، حيث أنتج بالتعاون بين مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ومكتبة الملك عبد العزيز العامة، وبمساعدة سخية من القطاع الخاص السعودي والعربي بقيادة مجموعة الزامل.

وأبان الدريهم أن الفيلم حقق عددا من الجوائز السينمائية، حيث حاز على ثلاث جوائز في مهرجانات هيوستن وبوسطن وباريس، موضحا أن الفيلم تمت ترجمته لعدد من اللغات العالمية ومنها الفرنسية والروسية والتركية إلى جانب اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى عرضه في 30 مدينة حول العالم ومن أهم المدن التي عرض فيها الفيلم لندن، تورينتو، سيدني، الكويت، فيما شاهده حتى الآن أكثر من 600 ألف مشاهد.

وأشار الدريهم إلى أن استضافة معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العرض السينمائي تعد أول عرض للفيلم بمدينة الرياض، حيث كانت مدينة الخبر (شرق السعودية) قد احتضنت العرض الأول، مشيرا إلى أن أعداد المشاهدين له في مدينة الرياض تتزايد بشكل ملحوظ كل يوم، حيث بلغ في اليوم الأول للعرض 180 شخصا، متوقعا ارتفاع أعداد المشاهدين له في الأيام المتبقية من المعرض.

وحول المضايقات التي شهدها معرض الرياض الدولي للكتاب 2011 وآثارها على عرض الفيلم أكد سعد الدريهم أن الفيلم يعرض بالصالة الثقافية المجاورة لصالة الدور المشاركة بالمعرض، ولمح إلى أن المحتسبين لم يلحظوا وجود الفيلم، مع تأكيده على أن الفيلم السينمائي يلاقي إعجاب وتأثر كل من يشاهده كونه ذا صبغة إسلامية ويحكي قصة أداء ركن من أركان الإسلام.

وبين الدريهم أن العمل من بطولة أحد الممثلين المغربيين وآخر سوري بالإضافة لعدد من أفضل الممثلين على مستوى العالم العربي، موضحا أن الفيلم لم يلعب في أدواره التمثيلية أي من نجوم الفن المعروفين بالوطن العربي، مؤكدا أن ذلك لم يؤثر على الفيلم بل حقق العديد من الجوائز.

يشار إلى أن الفيلم السينمائي «الرحلة إلى مكة» يعرض للمخاطر والصعاب التي واجهت الرحالة العربي ابن بطوطة في رحلته من بلدته بطنجة بالمغرب إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ويمزج الفيلم بين الصورة التي كان عليها الحج في الماضي وتلك التي يبدو عليها الآن من سهولة ويسر، ويعرض الفيلم كل الأعمال التطويرية في البنية التحتية لمناطق الحج، ويشرح الفيلم أهداف الحج وطريقة أدائه للمسلمين وغيرهم، وقد استغرق تصوير الفيلم قرابة الأربع سنوات، حيث صور عدد من مشاهده بالمغرب والسعودية، فيما بلغت تكلفة الفيلم 60 مليون ريال.