الرئيس الروماني يفتتح منتدى الأعمال الخليجي - الأوروبي وسط حضور لافت

وزارة التجارة السعودية: الاستثمارات في القطاع الزراعي هي الخيار الأول لدعم المخزون الاستراتيجي الغذائي

TT

دعا مسؤول سعودي إلى تعزيز الشراكات الخليجية لاستثمار الفرص الاستثمارية المتاحة وتعزيز دور السوق الخليجية المشتركة، بعد أن أصبحت المنظومة الخليجية مثلا تقتدي به كثير من الدول في شرق آسيا وأميركا اللاتينية، وكذلك أوروبا الشرقية، مما نتج عنه إقامة منتدى الأعمال لدول الخليج ودول جنوب شرقي أوروبا الذي افتتحت فعالياته أمس في العاصمة الرومانية بوخارست.

وأكد عبد الله الحمودي، وكيل وزارة التجارة والصناعة السعودية للشؤون الخارجية، أن المنتدى سيطرح الكثير من الفرص الاستثمارية التي نتطلع إلى استثمارها، وطرح فكرة إنشاء مجلس أعمال سعودي - روماني للإسهام في تعزيز الاستثمارات بين البلدين، ورفع التبادل التجاري الذي لا يتجاوز حتى الآن نحو 600 مليون دولار.

وقال الحمودي لـ«الشرق الأوسط»، أمس: إن القطاع الخاص السعودي من القطاعات الناضجة، من خلال تجربة طويلة وبناء استثمارات محلية وأجنبية. وأشار إلى أن الوزارة لا تدفع بالاستثمارات إلى الخارج، لكنه خيار متروك في المقام الأول للمستثمرين ولا يوجد لدى الوزارة أي اعتراض على الاستثمار في الخارج، بقدر ما هو إيمان منها بأن رجال الأعمال مستثمرون في بلدهم ويتطلعون للفرص الاستثمارية خارج السعودية.

وأشار إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للاستثمار الزراعي في الخارج جاءت لظروف نقص الموارد المائية، إضافة إلى أن دولا مصدرة لجأت إلى وضع سياسات جديدة وفرض رسوم صادرات على منتجاتها أو صادراتها الغذائية، ومنع تصدير بعض المواد الأساسية التي لا تنتج أساسا في السعودية، الأمر الذي دفع بالحكومة السعودية إلى بناء مخزون استراتيجي لعدد من السلع الرئيسية. وأضاف: «ذلك يتطلب إيجاد استثمارات طويلة المدى مأمونة في عدد من الدول، وتم تحديد مجموعة لاستهدافها استثماريا، ومنها دول: رومانيا وتركيا وإثيوبيا وفيتنام، لزراعة المحاصيل الأساسية التي نتطلع لها مثل الأرز والقمح والشعير»، مؤكدا أن دعم الحكومة للاستثمارات السعودية في قطاع الغذاء في الخارج يتمثل في المقام الأول في ضمان شراء المحصول من قبل الدولة.

وتابع: «يضاف إلى ذلك السعي إلى توقيع اتفاقيات ثنائية مع الدول المستهدف الاستثمار فيها، ومن أهم تلك الاتفاقيات: الاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري، وما ينبثق عنها من اتفاقيات حماية وتوزيع الاستثمارات وتفادي الازدواجية الضريبية».

وأشار الحمودي إلى أن المشاركين الخليجيين في منتدى رومانيا سيتحدثون عن بيئة الاستثمارات في الخليج والاتحاد الجمركي الخليجي، كما سيطرح أوروبيون شرقيون فرصا استثمارية في بلدانهم. وقال: إن السعودية تشهد طفرة في جميع القطاعات، والبيئة الاستثمارية فيها جاذبة، حتى إنها قفزت إلى المرتبة الـ11 في تقدير البنك الدولي للأعمال نتيجة لتحسين الإجراءات وبيئة الاستثمار.

من ناحيته، كشف عبد الرحمن بن إبراهيم الرسي، السفير السعودي في بوخارست، لـ«الشرق الأوسط» عن أنه سيتم توقيع اتفاقية ثنائية بين السعودية ورومانيا خلال الأيام القليلة المقبلة في الرياض تتعلق بالتعاون في الشأن الاقتصادي والجوانب الأخرى.

وخاطب الرسي وفد رجال الأعمال في منتدى الأعمال لدول مجلس التعاون الخليجي ودول جنوب شرقي آسيا لدراسة المشاريع الكبيرة المطروحة وقياس جدواها، على ضوء اطلاع ومتابعة السفارة السعودية للتطورات في رومانيا، لا سيما بعد انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي مطلع 2007؛ حيث باتت تحكم الاستثمارات قوانين مشتركة ومجلس مناقشة في إطار من الشفافية التي تبعث الطمأنينة.

وأكد أنه قد أبلغ الرياض بالرسائل التي تلقاها من الجانب الرسمي الروماني، التي يؤكد مضمونها العمل على تحقيق الانفتاح الاقتصادي والتجاري مع السعودية وبقية دول الخليج لتبادل المنفعة واستغلال الفرص المتاحة واعتبار الاقتصاد السعودي تحديدا تكامليا مع نظيره الروماني. وقال إن السفارة السعودية ستقدم كل ما في وسعها لدعم المستثمرين السعوديين في رومانيا.

وقال السفير الرسي: إن الاقتصاد أصبح القاطرة التي تحقق المصالح السياسية وليس العكس، وقد باتت نتائج العلاقات الدبلوماسية تقاس بأرقام التبادل التجاري والاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي يجب أن تجد لها مكانا بالتواصل المستمر في كلا الاتجاهين.

وقدمت السفارة السعودية لوفد رجال الأعمال تقريرا نقلا عن معهد الإحصاءات الروماني، يشير إلى تراجع الاقتصاد الروماني بنسبة 1.3% من إجمالي الناتج المحلي، بينما أحرز نموا طفيفا في الربع الأخير من العام الفائت بنسبة 0.1% مدعوما بمنتجات الزراعة وزراعة الغابات وتربية الأسماك بنسبة 6%، ومن ثم الصناعة بنسبة 1.3% وقطاع البناء بنسبة 0.6%. بينما انخفض الناتج المحلي الروماني في الربع الأخير في العام الماضي بنسبة 0.6%.

وتتوقع السلطات الرومانية وصندوق النقد الدولي نموا في الاقتصاد الروماني خلال هذا العام بنسبة نحو 1.5%. وأضاف الرسي أن رومانيا تمثل بيئة خصبة للاستثمار، ووصفها بحاضنة لمناجم يمكن لرجال الأعمال السعوديين استغلالها والاستفادة منها خلال هذه الفترة.

كان الرئيس الروماني ترايان باسيسكو قد افتتح المنتدى مساء أمس وسط حضور خليجي لافت من المسؤولين ورجال الأعمال، يتقدمهم وزير التجارة الكويتي ونظيرته الإماراتية ووكيل وزارة التجارة السعودي، إضافة إلى وزراء اقتصاد ورجال أعمال من أوروبا الشرقية.