مصادر في «المستقبل» لـ «الشرق الأوسط»: ميقاتي أساء تقدير الحسابات بقبوله تأليف الحكومة

عون يعطي عملية التشكيل وقتها ويؤكد أن لا أسماء قدمها ليستحي منها الرئيس المكلف أو يفخر بها

TT

قالت مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط» إن رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي «أساء التقدير» بقبوله تشكيل الحكومة. ولم يتمكن ميقاتي بعد من تشكيل حكومة، رغم أنه مر على تكليفه نحو شهرين. واعترف ميقاتي بأن التأخر في إعلان الحكومة لا يتعلق بشروط رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون وبتنازله عن وزير أو وزيرين، بل يتعلق بـ«أسلوب التعاطي»، مشيرا في الوقت عينه إلى أنه «لا يريد حكومة من لون واحد ولن يعلن حكومة لا تضم على الأقل 10 وزراء أو 15 أفخر بهم»، على حد تعبيره.

وفيما اعتبر عون أمس أن «العقدة ليست عندي بل عند غيري»، أكد أنه «لا مانع لدينا إذا أخذ ميقاتي وقته ونترك الأمور تأخذ وقتها»، مشددا على «أننا لم نعط ميقاتي أسماء ليستحيي منها ولا أسماء ليفخر بها». ولاقت مواقف الرئيس ميقاتي لناحية إعلانه رفضه «تخلي لبنان عن التزاماته الدولية حيال المحكمة الدولية»، سلسلة ردود من قوى «14 آذار». وأضافت مصادر «المستقبل» أنه «يتأكد للرئيس ميقاتي ولنا كقوى (14 آذار) في كل يوم يمر أن الرئيس المكلف خطا خطوة غير محسوبة ووقع في سوء تقدير للحسابات بقبوله تأليف الحكومة». واعتبرت أن «المسؤولية لا يجب أن تلقى على عاتق أي شخص أو مجموعة، وقوى (14 آذار) كانت واضحة في شروطها للمشاركة في الحكومة ولم يلبها الرئيس ميقاتي».

وتعليقا على اعتبار جنبلاط أنه وقوى «8 آذار» في مأزق كبير بسبب تأخير تشكيل الحكومة، أعربت مصادر «المستقبل» عن اعتقادها أن «القضية لا تتعلق بجنبلاط، بل بحلفائه الجدد في (8 آذار) ورعاتهم الإقليميين، خصوصا أن سورية ليست مستعجلة لتأليف الحكومة وتدخل الملف في بازار حساباتها».

وانتقدت هذه المصادر إشارة جنبلاط إلى امتناع حزبه عن المشاركة في إحياء ذكرى «14 آذار» لأن ثمة توجها عند بعض خطبائها إلى الحض على الفتنة والتحريض على المذهبية وجعل لبنان عاريا أمام إسرائيل، معتبرة أن جنبلاط «يعرف تماما من كان يحض على الفتنة وخطابه عالي اللهجة ونحن لم نحض مرة واحدة على الفتنة». وقالت: «لينظر جنبلاط إلى المرآة». وشددت على «أننا نعود إلى ساحة الشهداء لتأكيد رفضنا الفتنة من خلال وجود سلاح غير شرعي، لأن هذا الأخير وحده ما يسبب الفتنة»، معربة عن اعتقادها أن «جنبلاط يستطيع أن يرفض المشاركة في ذكرى (14 آذار)، لكنه لن يستطيع أن يمنع حزبه وأهل الجبل من المشاركة إذا أرادوا ذلك».

وفي سياق متصل، ذكر وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب بأن «خطاب جنبلاط في 14 مارس (آذار) 2005 أضر بحركة (14 آذار) لأنه حول الخلاف إلى شخصي». واعتبر أن «رفض الكلام الذي سيصدر قبل إعلانه هو كرفض القرار الاتهامي قبل صدوره». وقال: «فلننتظر 13 مارس ونرى ما هي الخطابات التي ستقال، لأن الخطباء سيكونون على مستوى من المسؤولية تجاه الناس».

وفي إطار ردود قوى «14 آذار» على مواقف ميقاتي الأخيرة، رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري كلام ميقاتي «جديدا يستحق أن يطلع عليه»، معتبرا أنه «كان يفترض من الرئيس المكلف أن يقول هذا الكلام بجواب رسمي في بادئ الاستشارات». وأعرب عن اعتقاده أن «عدم تأليف الحكومة اليوم ليس قرارا داخليا، وعندما يحين موعد التأليف، الكل يقبل بما يقولونه له ويعطونه حجمه وتعين حصته».

وأشار نائب القوات اللبنانية أنطوان زهرا إلى أن «ميقاتي وقع في مأزق اليوم، ولا يعرف إلى أين سيتوجه أو ما هي خطواته»، لافتا إلى أن «ميقاتي عندما أشار إلى (أنه يريد 10 أو 15 وزيرا يفخر بهم) فهذا يعني أن الآخرين يخجل منهم في الحكومة».