أبو مازن: مستعدون لإعلان قيام دولة فلسطينية في سبتمبر.. ونرجو أن يكون العالم مستعدا

هيغ يؤكد أن رفع مستوى التمثيل الفلسطيني ليس اعترافا بالدولة.. ويتمسك بـ«واقعية» فرض حظر جوي على ليبيا

الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في المؤتمر الصحافي في لندن أمس (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «الخيارات كلها ستكون مفتوحة» في حال لم يتم اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية بحلول شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول إمكانية استقالته من منصبه في حال لم يتحقق وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاعتراف بدولة فلسطينية بحلول سبتمبر. وقال أبو مازن، في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في الخارجية البريطانية، أمس: «في سبتمبر سنكون مستعدين لإعلان دولة فلسطينية». لكنه أكد أنه لن يتم اللجوء إلى العنف أو الخيارات العسكرية، للدفع باتجاه اعتراف دولي بدولة فلسطينية.

وشدد على أن الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة تتمتع «بكثير جدا من الأمن والاستقرار الاقتصادي والتطور الاجتماعي والثقافي، وأن البلد ينمو رويدا رويدا». وأضاف: «نحن وعدنا أننا سنبني دولة فلسطين في سبتمبر المقبل، وسنكون جاهزين تماما لبناء الدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل. نرجو أن يكون الطرف الدولي مستعدا.. وأن يلبي الرئيس أوباما وعده». كان أوباما قد حدد لنفسه مهلة حتى سبتمبر المقبل للتوصل إلى حل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عندما أطلق المفاوضات العام الماضي، التي توقفت بسبب رفض إسرائيل تمديد مهلة تجميد بناء المستوطنات. وعاد أوباما وقال في كلمته التي ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي إنه يأمل أن تشهد الجمعية العامة في العام المقبل إضافة عضو جديد إليها، في إشارة إلى الدولة الفلسطينية.

من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني إلى إعادة استكمال مفاوضات السلام، وقال: «عملية السلام لا يجب أن تتحول إلى ضحية» الإضرابات في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة مضاعفة الجهود لتحريك العملية إلى الأمام. وأضاف: «يجب أن يسعى الطرفان إلى تحقيق اختراق هذا العام.. لأن من نتائج عدم تحقيق ذلك ارتفاع خطر الصراع».

كان هيغ قد أعلن، قبل يومين، قبل لقائه عباس، رفع درجة تمثيل المفوضية الفلسطينية، إلى مستوى بعثة، وهي درجة واحدة أقل من السفارة. كانت دول أوروبية أخرى مثل فرنسا والنرويج والبرتغال وإسبانيا وآيرلندا، قد سبقوا بريطانيا إلى الخطوة، إلا أن فرنسا والنرويج رفعتا مستوى البعثة إلى سفارة، مما يمنح الدبلوماسيين فيها حصانة دبلوماسية.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول سبب تردد بريطانيا في الحذو حذو فرنسا والنرويج، قال هيغ: «هذا ليس اعترافا بالدولة الفلسطينية، ورفع مستوى المفوضية الفلسطينية إلى بعثة فلسطينية لا يجلب معه الاعتراف بسفارة دولة». وأضاف: «لكن نأمل أن يأتي اليوم الذي يكون فيه اعتراف بدولتين فلسطينية وإسرائيلية، وهذا سيجلب معه الاعتراف بسفارة».

وقد أثارت الخطوة البريطانية استياء إسرائيل، ووصفها الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية يجال بالمور، بأنها «إجراء غير مفيد لن يعمل إلا على تعزيز الرفض الفلسطيني لمفاوضات السلام المباشرة». وقال لوكالة الأنباء الألمانية: «يرفض الفلسطينيون استئناف المحادثات المباشرة، وفي الوقت نفسه يتلقون تلك الإيماءات التي تشجعهم في سياستهم الحالية».

وتطرق هيغ وعباس إلى الموضوع الليبي خلال المؤتمر الصحافي، ورفض الرئيس الفلسطيني إعطاء موقف جازم من خطط فرض حظر جوي على ليبيا، وهي خطط تدعمها بريطانيا وفرنسا وتعمل على وضع مسودة لقرار لعرضه على مجلس الأمن. وقال عباس إن الجامعة العربية ستجتمع خلال يومين وتناقش كل الاقتراحات المطروحة لوقف العنف في ليبيا. وبقي هيغ، من جهته، متمسكا بإمكانية التوصل إلى قرار لفرض حظر جوي على ليبيا، على الرغم من معارضة الصين وروسيا لذلك، وهما تتمتعان بحق الفيتو في مجلس الأمن.. لكن على الرغم من هذه العقبات، شدد هيغ على أن خطوة كهذه «هي عملية» شرط أن تحظى بشروط حددها بـ«الدعم القانوني والدعم الدولي القوي، والتأييد لها في المنطقة».