نتنياهو: غور الأردن يجب أن يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية في أي تسوية

باراك يطلب من واشنطن 20 مليار دولار لتغطية نفقات التغييرات في المنطقة

TT

في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي إسرائيل بإحداث انعطاف نحو إنجاح عملية السلام، خصوصا في ظل التطورات الجديدة في العالم العربي، واصلت الحكومة الإسرائيلية استغلال هذه الأحداث لصالح مشاريعها العسكرية والتوسعية، فصرح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأن غور الأردن يجب أن يبقى تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية في أي تسوية باعتباره خط الدفاع الأول. وصرح وزير الدفاع، إيهود باراك، بأنه وبسبب أحداث العالم العربي باتت إسرائيل تحتاج إلى مساعدات أميركية بقيمة 20 مليار دولار إضافية.

وكان نتنياهو قد شارك في جولة تفقدية على طول نهر الأردن، فتحدث عن وجوب بقاء الجيش الإسرائيلي منتشرا على امتداد نهر الأردن في أي أوضاع وأي تسوية مستقبلا ما سيضمن أن تعيش دولة إسرائيل في مأمن. وأوضح نتنياهو أن الحدود الأمنية لدولة إسرائيل تقع في نهر الأردن وخط الدفاع يبدأ في غور الأردن فلا بديل له. و«في حال كانت هذه الحدود سائبة فمعنى ذلك أنه سيكون بالإمكان تسلل مخربين وتهريب صواريخ وقذائف صاروخية تطال كلا من تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع وجميع أنحاء الدولة».

وربط نتنياهو بين هذا المطلب الاحتلالي والهبات الشعبية في العالم العربي وتغيير عدد من الأنظمة فيها، فقال «إذا كان هذا الأمر (مواصلة احتلال غور الأردن)، صحيحا قبل التطورات الأخيرة في المنطقة فإنه صحيح اليوم أكثر من ذي قبل، إذ إننا نعيش الآن في عالم يمر بهزة كبيرة جدا والمنطقة حولنا برمتها تواجه في واقع الأمر حالة من عدم الاستقرار وزلزالا سياسيا وأمنيا لا نرى نهاية له حتى الآن. وفي هذه الحالة يتوجب علينا أكثر من أي وقت مضى توفير أسس متينة للأمن للذود عن حياض الوطن».

وأما باراك، فقد كان يتحدث في مقابلة صحافية مع صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت أمس، فقال إن على إسرائيل أن لا تخاف من التطورات في العالم العربي. وأضاف: «هناك زلزال سياسي واضح في الدول المجاورة لنا، ولكنه زلزال في الاتجاه الصحيح نحو الديمقراطية والحرية، كما يلاحظ الأمر في تونس ومصر. فإذا تصرفت إسرائيل وحلفاؤها بشكل صحيح، فإن الأمور ستسير بما يخدم مصالحهما ومصالح شعوب المنطقة». والتصرف الصحيح، حسب باراك، هو في اتخاذ قرارات شجاعة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام ثابت مع الفلسطينيين ثم مع سورية، وفي اتخاذ قرار شجاع في الولايات المتحدة بالتجاوب مع طلبات إسرائيل الأمنية وتقديم مساعدات نوعية للجيش الإسرائيلي. وحدد باراك هذه المساعدات بما لا يقل عن 20 مليار دولار، تصرف على رفع مستوى التسلح الإسرائيلي في الجيل القادم. وقال: «إن وجود إسرائيل قوية ومسؤولة، هو الضمان لاستقرار منطقة الشرق الأوسط». وشرح باراك هذه الاحتياجات بقوله: إن الولايات المتحدة تقدم لإسرائيل مساعدات سنوية بقيمة 3 مليارات دولار، وذلك في الأوضاع الحالية، حيث لا توجد تهديدات فورية مباشرة على أمنها. ولكن على المدى البعيد، ومع التطورات في دول الجوار، سوف تضطر إسرائيل إلى دعم أكبر.

وعاد باراك ليؤكد خلافه مع طروحات نتنياهو حول التسوية المرحلية، فقال إن الفلسطينيين قالوا بوضوح إنهم لن يتعاونوا مع حل كهذا. ولذلك فلا جدوى منه. وحذر من أن أحد الاستنتاجات الأساسية من التغييرات في العالم العربي هو أن استمرار الجمود في عملية السلام سيلقى رد فعل غاضبا بشكل خاص. وقال إنه تحدث شخصيا إلى قائد المجلس العسكري المصري، محمد طنطاوي، ومع عدد آخر من المسؤولين في القاهرة، فأكدوا له أن مصر لن تتراجع عن معاهدة السلام مع إسرائيل. ولكن أحدهم أوضح أن السلام بين البلدين سيزداد فتورا في حال استمر الصراع مع الفلسطينيين على حاله. وحاول نتنياهو من جهته الطعن بالمتغيرات في العالم العربي، «التي تثير حماسا زائدا في الغرب»، فقال «نحن اليوم نحيي يوم المرأة العالمي. فأين هذه الثورات من قضية المرأة. فالمرأة في العالم العربي والإسلامي يتم جلدها ورجمها وتداس حقوقها». وقال: «فقط إسرائيل في الشرق الأوسط دولة ديمقراطية تسود فيها المساواة للمرأة».