غيتس: قتل الأطفال الأفغان في غارة للأطلسي كان نكسة

مؤتمر دولي لأفغانستان في مدينة بون الألمانية ديسمبر المقبل

TT

وصف وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قتل طائرات حلف شمال الأطلسي بطريق الخطأ 9 أطفال أفغان بأنه نكسة، وطغت هذه القضية على زيارته التي تهدف إلى تقييم التقدم على صعيد الأوضاع الأمنية. واجتمع غيتس مع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي يوم الاثنين في وقت تتزايد فيه التوترات بين كابل وحلفائها الغربيين مع اقتراب مرحلة انتقالية تتسلم فيها القوات الأفغانية المسؤولية الأمنية. وشكا كرزاي قبل زيارة غيتس التي لم يعلن عنها من قبل من قيام طائرات هليكوبتر من القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي بقتل 9 أطفال أفغان بطريق الخطأ الأسبوع الماضي. وقال غيتس في مؤتمر صحافي مع كرزاي: إن فقدانهم فاجعة لأسرهم وأيضا نكسة لعلاقاتنا بالشعب الأفغاني. وسيكشف كرزاي في 21 من مارس (آذار) عن جدول زمني لبدء تسلم الأفغان تدريجيا المسؤولية الأمنية من القوات الأجنبية. ومن المقرر أن تبدأ هذه العملية في يوليو (تموز) وتنتهي بحلول 2014 ويتوقع أن يزور غيتس أجزاء في جنوب وشرق أفغانستان حيث يقول قادة حلف شمال الأطلسي إنهم أضعفوا طالبان وأنشأوا مناطق أمن يأملون في أن تترابط. لكن مسألة سقوط قتلى من المدنيين خيمت على العلاقة بين الجانبين وأبعدت الأنظار عن خطط الفترة الانتقالية مع تبادل تصريحات حادة بين كرزاي والزعماء الأميركيين بعد سلسلة من حوادث القتل الخطأ وبصفة خاصة في المناطق النائية الشرقية. وقال محللون إن الإدلاء بتصريحات قوية بشأن الإصابات في صفوف المدنيين سمح لكرزاي بحشد تأييد بين الناس لكن ذلك سيكون تأثيره ضئيلا في المدى البعيد لأن علاقته مع واشنطن متوترة للغاية بالفعل. وقتل الأطفال بينما كانوا يجمعون حطبا لإشعال النار في إقليم مضطرب بشرق البلاد يوم الثلاثاء الماضي. وأبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما أسفه الشديد. وخلال اجتماع مع مستشارين أمنيين عشية زيارة غيتس والذي كان يحضره بترايوس قال كرزاي إن سقوط قتلى من المدنيين على يد القوات الأجنبية «لم يعد مقبولا». واعتذر مرة أخرى بترايوس عن حادث القتل قائلا إن هناك «خطأ فادحا» طبقا لبيان أصدره القصر الرئاسي. وأضاف البيان أن كرزاي قال ردا على ذلك إن هذا الاعتذار ليس كافيا وإن سقوط قتلى من المدنيين على أيدي القوات التي يقودها حلف الأطلسي هو السبب الرئيسي في توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأفغانستان.

وزار غيتس مستشفى عسكريا في قاعدة باغرام العسكرية إلى الشمال من كابل بعد وصوله مباشرة وعبر مجددا عن التزام واشنطن في المدى البعيد بمساندة أفغانستان. وقال للقوات في القاعدة لقد صادفتم شتاء قارسا وسيكون الصيف والربيع قاسيين لكنكم حققتم الكثير من التقدم وأعتقد أنكم أثبتم لشركائكم الأفغان أن هذا الشيء سيستمر. وتجمع مئات الأفغان يهتفون قائلين «الموت لأميركا» في العاصمة يوم الأحد احتجاجا. ووقعت 4 حوادث مماثلة على الأقل، خاصة في شرق البلاد خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

وفي برلين من المقرر عقد مؤتمر دولي كبير لأفغانستان في مدينة بون الألمانية في 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر أكثر من ألف مشارك، بينهم وزراء خارجية من 90 دولة. وقال مفوض الحكومة الألمانية لشؤون أفغانستان، ميشائيل شتاينر، أمس في برلين إنه من المقرر الوقوف على النتائج المؤقتة للمساعي الحالية لإعمار أفغانستان خلال المؤتمر. يأتي هذا المؤتمر عقب 10 أعوام من مؤتمر أفغانستان الذي عقد في منطقة بيترسبيرغ بالقرب من بون، والذي تم خلاله وضع أسس إعادة إعمار أفغانستان عقب سقوط طالبان خريف عام 2001. وقد تم التوقيع على البيان الختامي لهذا المؤتمر في بيت الضيافة الحكومي في بيترسبيرغ في 5 ديسمبر عام 2001. ومن المقرر عقد جزء من المؤتمر المقبل في بيترسبيرغ، إلا أن المؤتمر الأساسي سيتم عقده في بون بسبب عدم وجود أماكن كافية في فندق بيترسبيرغ.

تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر بدء سحب القوات الألمانية من أفغانستان في ديسمبر المقبل أيضا.