باكستان: 20 قتيلا وأكثر من 100جريح في انفجار ضخم بمحطة وقود

مقتل 5 متمردين في غارة لطائرة أميركية بالشريط القبلي

رجال البحث الجنائي يفحصون آثار التفجير في محطة للوقود بمدينة فيصل آباد في البنجاب أمس (إ.ب.أ)
TT

أدت قنبلة إلى سلسلة انفجارات مدمرة في محطة للوقود أمس مما أدى إلى سقوط عشرين قتيلا على الأقل وسط باكستان التي تشهد منذ أكثر من ثلاث سنوات موجة دامية من الاعتداءات ينفذها عناصر طالبان حلفاء «القاعدة». وأصيب 127 شخصا على الأقل بجروح في الاعتداء، بحسب الشرطة، بينما يبذل رجال إنقاذ جهودا كبيرة في انتشال ضحايا آخرين من بين الأنقاض وذلك بعد ساعات من حدوث الاعتداء. وقال أفتاب شيما قائد شرطة مدينة فيصل آباد (وسط) حيث وقع الاعتداء، إن الهجوم نفذ بواسطة «سيارة مفخخة». ووقع الاعتداء عند الضحى قرب خزان للغاز المسال. وقال شيما أمس لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن هناك عشرون قتيلا و127 جريحا».

وأضاف: «نخشى أن ترتفع الحصيلة؛ إذ إن بعض الجرحى حالاتهم حرجة». وتقع محطة الوقود قرب مبان تشغلها إدارات تابعة للحكومة المركزية و«وكالات حساسة»، بحسب شيما. وتشير عبارة «وكالات حساسة» عادة إلى أجهزة المخابرات. وأظهرت صور تلفزيونية محطة الوقود ومباني محيطة بها وقد دمرت بالكامل بسلسلة من الانفجارات تتالت فور حدوث الاعتداء. ويعمل رجال الإنقاذ ومواطنون على استخراج الجثث أو الناجين من بين الأنقاض. وقال طاهر حسين رئيس إدارة البلدية لقناة «جيو»: «لا يزال هناك أناس عالقون تحت الأنقاض. ننشر رافعات ومعدات ورش أخرى لانتشالهم». وفي بيشاور أعلن مسؤولون في قوات الأمن الباكستانية أن خمسة متمردين إسلاميين قتلوا أمس في غارة لطائرة أميركية من دون طيار في باكستان. وقال مسؤول عسكري طالبا عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي إن «طائرة أميركية من دون طيار أطلقت صاروخين على منزل، مما أدى إلى مقتل خمسة متمردين» في قرية لانديدوغ بمنطقة وزيرستان القبلية. وأكد ضابط آخر طلب عدم كشف هويته الهجوم وحصيلة القتلى. وتشهد باكستان موجة لا سابق لها من الاعتداءات (أكثر من 450) أغلبها من فعل انتحاريي طالبان حلفاء «القاعدة» خلفت أكثر من أربعة آلاف قتيل في ثلاثة أعوام ونصف العام. وكانت هذه المجموعة ومجموعات متطرفة حليفة أعلنت صيف 2007 وبدعوة من أسامة بن لادن نفسه «الجهاد» على نظام إسلام آباد بسبب دعمه «الحرب على الإرهاب» التي تخوضها الولايات المتحدة منذ نهاية 2001. وتستهدف الاعتداءات في أغلب الأحيان قوات الأمن (جيش وشرطة ومخابرات) لكنها تصيب بشكل متزايد أهدافا مدنية. وقتل أحد عشر شخصا أثناء صلاة الجمعة في اعتداء استهدف مسجدا في نوشيرا (شمال غرب) غير بعيد عن المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان حيث معقل حركة طالبان باكستان التي بايعت تنظيم القاعدة في 2007. وتبنت حركة طالبان باكستان مرارا في الآونة الأخيرة اعتداءات استهدفت، كما قالت الحركة، الانتقام من قوات الأمن ومن هجمات الجيش والهجمات الصاروخية شبه اليومية على كوادر «القاعدة» وطالبان باكستان وأفغانستان التي تنفذها طائرات أميركية من دون طيار تابعة للمخابرات الأميركية في المناطق القبلية.