ضغوط دبلوماسية ومالية أميركية على ليبيا وسط بحث واشنطن الخيار العسكري

أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي يدعمون الحظر الجوي

TT

تواصل واشنطن الضغوط الدبلوماسية والمالية على ليبيا، في وقت يبحث فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما الخيارات المتاحة أمامه للتدخل عسكريا فيها. وبينما يجتمع وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الشمال الأطلسي (الناتو) غدا في بروكسل، يواصل أعضاء مجلس الأمن مشاوراتهم غير الرسمية حول إمكانية إصدار قرار جديد يخول استخدام القوة لمنع حكومة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي من استخدام القوة العسكرية لقمع معارضيه.

وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر أميركية أن واشنطن تعتبر أن رحيل القذافي بات أمرا لازما، تبدو أنها لا تريد أن تظهر أنها تفرض هذه الفرضية.

وبدأت العقوبات الأميركية تؤثر على الاقتصاد الليبي، حيث تعرقل بيع النفط الليبي. وأفادت وكالة «رويترز» أن «تجارة النفط الليبي قد شلت» بعد رفض البنوك الدولية السماح باستخدام الدولار لشراء النفط بسبب العقوبات الأميركية.

ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه واشنطن ضغوطها السياسية على النظام الليبي ومطالبة المسؤولين المحيطين بالقذافي بالتخلي عنه أو مواجهة «المحاسبة» لاحقا بشأن ما يحدث في البلاد من قتل وعنف.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في الإدارة الأميركية: «نحن نواصل الضغوط على النظام الليبي، وهذا أمر مهم، خاصة أن رسالتنا هي أن الأمر ليس متعلقا بالقذافي فقط، بل بكل المحيطين به». وأضاف المسؤول لـ«الشرق الأوسط»: «عليهم التفكير في تبعات ما يحدث».

وواصل أوباما مشاوراته مع حلفائه حول طريقة التصرف مع ليبيا، وأجرى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مشاورات مع مسؤولين روس حول أهمية الموقف الدولي من ليبيا.

وأوضح المسؤول الأميركي: «من المهم أن يعلم الجميع أن المسألة ليست متعلقة فقط بالولايات المتحدة، بل بالمجتمع الدولي». وأضاف: «العالم كله غاضب مما يحدث». مشيرا إلى أن «قرار مجلس الأمن الأول حول العقوبات حدث بسرعة مهولة.. وذلك لا يعني أنه القرار الوحيد الذي سيتخذ».

وبينما يدرس أوباما الاحتمالات المختلفة في التعامل مع الأزمة الليبية، يزيد أعضاء بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي من الضغوط على إدارة أوباما لإصدار أوامر بفرض حظر جوي. وعبر السيناتور الجمهوري جون ماكين عن رأي وجهة النظر المطالبة بفرض الحظر الجوي، قائلا في مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية: «فرض منطقة حظر جوي لن يوقف فقط الهجمات الجوية بل سيرسل رسالة للقوات المعارضة للقذافي بأننا نساعدهم». وهذه هي الرسالة السياسية التي يشدد على أهميتها ماكين والسيناتور المستقل جو ليبرمان، بينما تحذر أقطاب في الإدارة الأميركية من الظهور بأنها تتدخل في النزاع الليبي والظهور بأنها تقود «حملة عسكرية» ضد القذافي.

وناقشت لجنة القوات المسلحة لدى مجلس الشيوخ الأميركي أمس تداعيات التدخل العسكري في ليبيا، حيث أبدى رئيس اللجنة الديمقراطي كارل ليفن تأييده لموقف أوباما الحذر، قائلا إن على واشنطن الحذر من الانخراط في عملية عسكرية. وقال ليفن إن أوباما «يبحث عن دعم من المجتمع الدولي بشكل مناسب، خاصة في ما يخص دعم دول عربية وإسلامية أخرى في المنطقة».

وبينما كان رئيس العلاقات الخارجية، السيناتور جون كيري قد نادى باتخاذ خطوات مثل قصف مدرج الطائرات العسكرية، شدد ليبرمان على إمكانية فرض الحظر الجوي من دون تكلفة عالية، حيث إن القواعد العسكرية الليبية «على قطعة أرض واحدة» في شمال البلاد.

وبينما تتخذ وزارة الدفاع الأميركية موقفا حذرا، قال رئيس العمليات البحرية الأميركية الأدميرال غاري روهيد للجنة التابعة لمجلس الشيوخ إنه يجب توضيح «تداعيات دخولنا عملية قتالية». موضحا أنها ستكون «عمليات جوية قتالية». يذكر أن حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس إنتربرايز» دخلت البحر الأحمر ولكن لم تحصل بعد على تعليمات بالدخول إلى مياه البحر المتوسط.

وشدد ماكين أمس على أن الشعب الأميركي لا يريد من حكومته عدم التحرك، بينما يتم «ذبح المدنيين»، قائلا إن القذافي «يقوم بجرائم حرب ويقوم بعمليات تنتهك كل مبدأ من التصرف الدولي».