حلم الميلان بالعرش الأوروبي يتأجل إلى الموسم المقبل بأمر توتنهام الإنجليزي

خروج مرير للفريق الإيطالي من دوري الأبطال.. وإبرا يختفي في موقعة لندن

TT

ودع فريق الميلان دوري أبطال أوروبا، بعد تعادله سلبيا مع توتنهام الإنجليزي، أول من أمس، على ملعب وايت هارت في لندن، ضمن إياب دور الـ16. وكانت مباراة الذهاب في ميلانو قد انتهت بفوز الفريق الإنجليزي 1/0 وهو ما صعب من مهمة أليغري ولاعبيه إيابا، وشهدت المباراة سيطرة شبه تامة من فريق الميلان، لكنه لم ينجح في إحراز أي هدف، وأضاع باتو وروبينهو أكثر من فرصة، في ظل غياب تام لإبراهيموفيتش. وبهذه النتيجة يصبح الميلان هو ثاني الفرق الإيطالية التي تخرج من البطولة بعد خروج روما من نفس الدور على يد شاختار الأوكراني.

لقد حملت نهاية هذه المباراة ابتسامة مريرة وحزينة على وجه مدرب الميلان ولاعبيه. وفشل إبراهيموفيتش، الذي سجل أربعة من أهداف الميلان السبعة في البطولة هذا الموسم، في قيادة الفريق إلى دور الثمانية وتعويض الإخفاق في مباراة الذهاب. ولعل إبراهيموفيتش كان يشعر بأن ذلك سيحدث، وهو ما ظهر في تصريحاته السابقة التي قال فيها إن الفريق يستطيع المنافسة من الموسم المقبل في دوري أبطال أوروبا. وجاء الخروج المبكر من البطولة ليؤكد حدسه ويؤجل حلم الميلان بالعرش الأوروبي إلى الموسم المقبل.

هجوم غائب: لقد بذل الميلان كل ما بوسعه في المباراة لكن خط هجومه كان شبه غائب عن الملعب. فلم يفعل إبراهيموفيتش أي شيء يذكر سوى كرة خطيرة مررها لباتو وسط مدافعي توتنهام، بينما غابت خطورة روبينهو تماما، على الرغم من بذله لمجهود كبير داخل الملعب. وينطبق الأمر نفسه على باتو، الذي بدا وكأن الحظ يسانده منذ عودته من الإصابة، لكن الحظ تخلى عنه في هذه المباراة ولم يتمكن من إحراز أي أهداف، ليخرج فريقه متعادلا ويودع البطولة. ولا شك أن إبراهيموفيتش سيتعرض للكثير من الانتقادات بسبب غيابه التام عن هذه المباراة، لكن المدرب أليغري دافع عنه بعد اللقاء قائلا إن الحظ لم يحالفه وأنه أفتقد المعاونة المجدية في معظم فترات اللقاء. وقد بدا الإجهاد على اللاعب السويدي الفذ الذي قال عقب المباراة: «لقد أدينا بشكل جيد للغاية في آخر ثلاث مباريات، ولم ينقصنا سوى إحراز الأهداف. وكان الفارق بيننا وبين توتنهام هو أن لاعبيه سددوا كرة واحدة وسجلوا هدفا في المباراتين، بينما لم ننجح نحن في ذلك. إن الميلان بحالة جيدة ويمتلك الثقة وما زالت لدينا بطولتا الدوري المحلي وكأس إيطاليا. لقد حاولت إحراز هدف لكن الكرة لم تكن حقا ترغب في الدخول إلى المرمى. هل أشعر بالإرهاق؟ كلا». ولعل هذا النفي لن يروق للبعض، لا سيما أن الهدف الذي دخل مرمى الميلان في مباراة الذهاب جاء من كرة استحوذ عليها لاعبو توتنهام من إبراهيموفيتش نفسه الذي ظهر عليه التعب مع نهاية اللقاء.

أليغري: إن الخروج من دوري أبطال أوروبا يمثل أول إخفاق لأليغري مدرب الميلان مع الفريق. ولم تفلح نصائح فابيو كابيللو الذي زار الفريق قبل سفره إلى لندن، وكارلو أنشيلوتي الذي زاره قبل التوجه للملعب في قيادة أليغري والميلان نحو طريق التأهل.

وكان أنشيلوتي قد صرح لقناة «ميلان تشانيل» قائلا بعد زيارته لفريق الميلان قبيل اللقاء: «يجب على الميلان أن يلعب المباراة بذكاء، ففريق توتنهام يجيد الهجمات المرتدة، لكن دفاعه ضعيف». وقد فعل الميلان ذلك حقا، وظهر بمستوى جيد يختلف تماما عن مستواه في مباراة الذهاب، لدرجة أن حارس مرماه لم يتعرض لأي خطورة طيلة اللقاء، لكن هذا لم يكفِ لإحراز هدف وتعويض هزيمة الذهاب. وجاءت أولى تصريحات المدرب أليغري عقب المباراة، لتؤكد أن الفريق لعب مباراة جيدة: «لقد لعب الميلان مباراة جيدة. وكان من الممكن أن نلعب بشكل أفضل في مباراة الذهاب، لكن الفريق أدى ما عليه في مباراة العودة».

وأضاف أليغري مدرب الميلان: «لن تكون هناك تأثيرات سلبية لهذه الهزيمة على مسيرة الفريق في بطولة الدوري. وستمنحنا هذه المباراة قوة كبيرة». وحاول أليغري منح الثقة للاعبي وجماهير الميلان في الفترة المقبلة، حيث قال: «إنني هنا لأعلق على نتيجة خادعة. لقد كان أداء الفريق الإنجليزي يعتمد على الهجوم بعدد كبير وخلق فوضى داخل منطقة الجزاء، خاصة أنهم يجيدون ألعاب الهواء. وحاولنا نحن القيام بأداء جيد من أجل إحراز الأهداف. وأظهر الميلان بالفعل أداء جيدا في ملعب صعب، ولم نكن نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك في لندن. لقد كنا نستحق التأهل، فلم يتأهل الفريق الأقوى، على الرغم من أنهم لم يخدعونا في شيء. إن المنطق أن تستمر الفرق الإيطالية في هذه البطولة، وإذا كان هذا هو المستوى، فإننا كنا نستحق التأهل لدور الثمانية».

وتحدث غالياني نائب رئيس الميلان بنفس اللهجة: «لم ينقصنا سوى إحراز الأهداف. فقد لعبنا مباراة جيدة ولم نتعرض فيها لتسديدة واحدة على مرمانا. وسنحت لنا في هذه المباراة فرص أكثر مما حدث أمام اليوفي. لست متشائما، فقد رأيت الفريق في حالة جيدة. وكانت هناك كرة أنقذها غالاس من على خط المرمى. لقد أدينا مباراة مشرفة».