كنوز البارون إمبان الفرعونية تتألق في لندن

مؤسس ضاحية مصر الجديدة بدأ رحلته مع اقتناء الآثار بالأواني الحجرية وتقدر مجموعته بـ400 ألف جنيه إسترليني

TT

البارون إمبان اسم معروف لكل من زار القاهرة أو مر بها، فقصره الشهير يصادف الزائر وهو في طريقه من وإلى مطار القاهرة، وهو قصر مميز بتصميمه البديع وطرازه الكمبودي، كما يعرف الكثيرون عن البارون أنه هو من أنشأ ضاحية مصر الجديدة.

البارون إمبان (إدوارد لويس جوزيف إمبان) هو مهندس ومؤسس مشاريع ومالي وصناعي بلجيكي ثري عرف عنه حبه للآثار الفرعونية وبدأ رحلته مع اقتناء القطع الأثرية في عام 1905 بعد أن عمل مع الحكومة البلجيكية على المجموعة الدائمة للمتحف الملكي للفن والتاريخ. دار «كريستيز» تقدم بمقرها في وسط لندن يوم 14 أبريل (نيسان) أكثر من 100 قطعة من مجموعة البارون إمبان يقدمها حفيده، تتضمن المنحوتات والقطع الخشبية والمجوهرات، وتتوقع أن تجذب جمهور المشترين بالقطع التي تعدها نادرة. جورجيانا إيتكينس رئيسة قسم الآثار في «كريستيز» تشير إلى أهمية مجموعة إمبان قائلة: «من النادر أن تنزل مثل هذه المجموعة لأسواق الفنون». القطع المعروضة هنا ليست هي الأولى من مجموعة إمبان التي تعرض للبيع في المزادات العالمية؛ فقد سبقتها قطعة من ممتلكات البارون بيعت في أحد المزادات العام الماضي. وتضم المجموعة المعروضة حاليا أهم القطع التي امتلكها البارون، وهو ما يجيب عن التساؤل عما إذا كانت هناك نية لعرض قطع أخرى من أملاكه في المستقبل (المجموعة هنا تمثل جل مجموعة إمبان)، تقول إيتكينس: «ربما كل ما امتلكه، وهو يتراوح بين القطع الحجرية من عصر ما قبل الأسرات إلى القطع الخشبية من عصر الدولة القديمة والوسطى».

القطعة الأهم، وفي المعرض يمكن اعتبارها نجمة المزاد، هي عبارة عن منحوتة تمثل ثور من البرونز اختلف خبراء الدار في الرأي حول مصدره حتى استقروا على أنه يعود للعصر الفرعوني، ووضع له سعر تقديري يتراوح بين 50 ألفا إلى 80 ألف جنيه إسترليني.

بعض القطع نادرة جدا وبعضها الآخر يتميز بكونه مثالا فريدا على الصنعة والحالة الجيدة، وهنا تقول إيتكينس: «أعتقد أن بعض تلك القطع تتمتع بحالة ممتازة، وهو ما يميز مجموعة البارون إمبان بشكل عام.. فهو كان يتمتع بعين لاقطة وحرص على المستوى الفائق». ومن القطع المهمة تمثال خشبي لأحد النبلاء ويتوقع له سعر يتراوح بين 20 ألفا إلى 25 ألف جنيه إسترليني. ولا تتوقف القطع عند المنحوتات؛ بل تضم المجموعة أيضا الحلي الذهبية والقطع الخشبية وعددا من قطع من «الخرز» الملون الذي صنع خلال عصر إخناتون، وهي فترة مهمة بالنسبة لمقتني الأنتيكات الفرعونية، ويتوقع أن تحظى باهتمام بالغ خلال المزاد.

السعر العام للمجموعة يصل إلى 400 ألف جنيه إسترليني، وهو ما تقول عنه إيتكينس بأنه سعر «متحفظ» وتشير إلى أنها تتوقع أن تباع المجموعة بأضعاف السعر، خاصة أن سوق الأنتيكات الفرعونية يتميز بالثبات والقوة، وبالنظر إلى أن مجموعات كمجموعة البارون إمبان نادرة، فإن التوقعات بالنسبة لها تظل مرتفعة.

وبدأ البارون رحلته مع الاقتناء بعدد من الأواني الحجرية التي تعود إلى عصر الدولة القديمة، ولكن مجموعته نمت بعدها لتشمل قطعا من عصور فرعونية مختلفة، محافظا في الوقت نفسه على مستوى معين من الجودة.

وإلى جانب مجموعة البارون إمبان، يضم المزاد عددا من القطع المصرية القديمة وقطعا تعود إلى العصر الروماني وبعض القطع من منطقة الشرق الأوسط. المزاد حسب تعبير إيتكينس يتوجه لمختلف الطبقات فتتراوح الأسعار فيه بشكل كبير قد يغري المبتدئين بالمغامرة لشراء قطعة حلي أو منحوتة إغريقية.