«الملكة كريستين» أوكرانت تلجأ إلى المحكمة في قضية تحرش معنوي

مديرة الإعلام الخارجي الفرنسي تقدمت بدعوى ضد «مجهول» يحاول إقصاءها

كريستين أوكرانت
TT

في خطوة غير مألوفة في أوساط الإعلاميين «النجوم»، تقدمت كريستين أوكرانت، المديرة العامة المفوضة للإذاعات والقنوات التلفزيونية الفرنسية الموجهة للخارج، بدعوى أمام محكمة ضاحية «نانتير»، شمال باريس، ضد مجهول، بتهمة التحرش المعنوي. والمتهم المفترض «المجهول» في القضية هو ألان دو بوزياك، الرئيس الأعلى للإعلام الخارجي المسموع والمرئي الذي «ما انفك يدير ضد أوكرانت سياسة إقصائية»، حسبما ذكر مصدر قضائي ونشره الموقع الإلكتروني لصحيفة «لوفيغارو».

واعتادت المحاكم الفرنسية، في السنوات الأخيرة، على النظر في قضايا التحرش الجنسي أو المعنوي التي ترفعها، في الغالب، موظفات ضد المديرين المباشرين في العمل. لكن المفاجئ هو أن صاحبة الدعوى، هذه المرة، هي قرينة وزير خارجية فرنسا الأسبق برنار كوشنير والنجمة التلفزيونية اللامعة؛ لذلك فإن من المتوقع أن تثير القضية اهتماما إعلاميا واسعا، خصوصا أن عريضة الدعوى تقع في 25 صفحة تستهدف دو بوزياك، من دون أن تسميه. وفي حين ردت إدارة الإعلام الخارجي، في بيان لها، اتهامات المدعية ونفت أن تكون قد تعرضت للمضايقة المعنوية أو كانت هدفا لبحث خاص عن معلومات تتعلق بها، فإن العاملين في قناة «فرنسا 24» و«إذاعة فرنسا» الدولية، تابعوا، خلال الأشهر الخمسة الماضية، الخلافات التي حدثت بين رأسي الإدارة والاتهامات التي وجهت لأوكرانت بأنها «تتجسس» على موظفيها. والسبب هو تحقيق للنيابة العامة في «نانتير» مع موظفة مقربة من أوكرانت بتهمة جمع معلومات تتعلق بالموظفين من خلال الدخول على الآلاف من الوثائق السرية والمراسلات الإلكترونية الداخلية. وعلى الرغم من نفي المديرة العامة لأي ضلوع لها في الموضوع، فقد صوت 85% من العاملين في قناة «فرنسا 24» لصالح سحب الثقة منها.

وسطع نجم كريستين أوكرانت (67 عاما)، الصحافية البلجيكية المولودة في بروكسل لأب دبلوماسي عمل في فرنسا، منذ مطلع الثمانينات الماضية عندما أسندت إليها إدارة القناة التلفزيونية الفرنسية الثانية مهمة تقديم نشرة أخبار الثامنة مساء. وهي وظيفة لا تقتصر على قراءة النشرة كمذيعة بل رئاسة تحريرها؛ بذلك فإنها كانت أول امرأة تقدم، بانتظام، نشرة الأخبار التي كانت الأكثر مشاهدة في فرنسا. وهي قد أبدت كفاءة في ذلك المنصب، خصوصا أنها درست في معهد باريس للعلوم السياسية وفي جامعة كمبردج وأقامت في الولايات المتحدة وعملت في قنوات تلفزيونية أميركية بارزة. وقد وفر لها عملها أن تختلط بالوسط السياسي وأن تكون صاحبة نفوذ إعلامي أهلها لحمل لقب «الملكة كريستين»، في استعارة لعنوان الفيلم الذي أخرجه روبن ماموليان عام 1933، وقامت ببطولته نجمة هوليوود سويدية الأصل غريتا غاربو.

وسبق لكريستين أوكرانت أن كانت موضع جدل، عند دخول برنار كوشنير، شريك حياتها، إلى الوزارة عام 2007. فقد طرحت النقابة الوطنية للصحافيين قضية استقلاليتها كصاحبة برنامج سياسي أسبوعي وفي الوقت نفسه قرينة لوزير الخارجية. وكانت زميلات لها، مرتبطات بسياسيين، قد آثرن الاستقالة أو التنحي عن تقديم نشرات الأخبار عند استيزار أزواجهن. لكن «الملكة كريستين» لم تكن مستعدة للتنازل عن عرشها بسهولة، وطالبت بمحاسبتها على نوعية عملها والتوقف عن النظر إليها باعتبارها «امرأة فلان».