المعارضة اليمنية: بقاء صالح في الحكم يشكل «خطرا على اليمن والمنطقة»

الرئيس اليمني يتهم «القاعدة» بالوقوف وراء تفجيرات مصنع «7 أكتوبر»

معارض يمني يهتف بسقوط الرئيس علي عبد الله صالح خلال تظاهرة امام جامعة صنعاء امس (رويترز)
TT

دعا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح معارضيه المطالبين برحيله وإسقاطه إلى أن يرحلوا هم، مجددا التأكيد أن الغالبية العظمى من اليمنيين تؤيده.

وقال صالح لوفد شبابي الليلة قبل الماضية: «أيها الشباب إذا كانت أغلبية أبناء الشعب وبنسبة 95% مع أمن واستقرار الوطن ومع التنمية والوحدة، و5 في المائة أقلية يقلقون أمن الوطن.. فمن الذي يرحل؟»». وأضاف: «عليهم أن يرحلوا الآن.. يرحلوا ودون ذكر أسمائهم بدلا من أن يطالبوا الآخرين عبر القنوات الفضائية والصحافة بالرحيل».

وتابع: «قولوا لهم ارحلوا. فليرحل المأزومون والمأجورون والعملاء من أرض الوطن. يرحل من خان الثورة والجمهورية والديمقراطية» في إشارة إلى المعارضة «مثلما رحلوا في السابق بعد قيام ثورة 26 سبتمبر (أيلول) وبعد قيام ثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) وأثناء حرب صيف 94».

لكن المعارضة اليمنية، صعدت من خطابها السياسي والإعلامي ضد نظام الحكم في اليمن وضد الرئيس عصالح شخصيا، الذي اعتبرت بقائه في الحكم «يشكل خطرا على اليمن»، في وقت يواصل مئات الآلاف من اليمنيين واليمنيات الاعتصام في ساحات الحرية والتغيير في أغلب المحافظات اليمنية للمطالبة برحيل نظام الرئيس صالح، في حين يكتنف الغموض المشهد السياسي اليمني، إثر فشل الوساطات الخاصة بتأمين انتقال السلطة ورحيل صالح.

واعتبرت أحزاب المعارضة في تكتل «اللقاء المشترك» بقاء الرئيس اليمني على سدة الحكم، «يشكل خطرا على اليمن وشعبها والمصالح الدولية، ويهدد أمن واستقرار المنطقة»، ودعت في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أشقاء اليمن وأصدقاءه والمجتمع الدولي، عموما، إلى «الوقوف إلى جانب مطالب ملايين اليمنيين في ساحات التغيير وميادين الحرية بإسقاطه، للانتقال إلى دولة مدنية ديمقراطية تلبي طموحات وتطلعات اليمنيين كافة، وتكون شريكا جديا للمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب»، كما دعت أحزاب المعارضة أعضاءها وأنصارها و«كل شباب اليمن وقوى التغيير والثورة الشعبية السلمية، وكافة أبناء الشعب إلى تشكيل لجان شعبية في المدن والمحافظات والأحياء لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة من الفوضى»، التي قالت إن نظام الرئيس علي عبد الله صالح «يخطط لها بهدف بقائه أطول فترة ممكنة، وتشويه نقاء وسلمية هذه الثورة الشعبية العظيمة».

وجاء الموقف الجديد للمعارضة اليمنية شديد اللهجة، في أعقاب فشل محاولات الوساطة التي قامت بها شخصيات محلية ودول عربية وأوروبية والإدارة الأميركية لإقناع صالح بالتنحي عن السلطة، مع إصراره على «إكمال فترته الدستورية حتى 2013». وبعد يوم دام شهدته محافظة أبين، حيث قتل أكثر من 170 شخصا من مختلف الفئات العمرية وبينهم نساء، في تفجيرات وقعت في مصنع للذخيرة في مديرية خنفر بمحافظة أبين، وبهذا الخصوص قالت أحزاب المعارضة إن التفجيرات وقعت عقب «ترتيب السلطة المكشوف انسحاب أجهزتها العسكرية والأمنية لصالح تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة أخرى، في محاولة بائسة من الرئيس صالح وزبانيته لتأكيد مقولته إن اليمن مجرد قنبلة موقوتة وإنه وحده من يمنع انفجارها، وإن الفوضى هي البديل له».

وقال «اللقاء المشترك» وشركاؤه وهم يدينون ويستنكرون «الجريمة البشعة»، إنهم «يحملون الرئيس وحاشيته المسؤولية الكاملة عما حدث من تواطؤ مع تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة بتسليمهم مؤسسات الدولة وآلياتها العسكرية في محافظة أبين، وكل ما نتج عن ذلك من جرائم نكراء، وفي مقدمتها مجزرة مصنع الذخائر بالحصن التي أودت بحياة أكثر من 100 مواطن وعشرات الجرحى، والتي ما كان لها أن تحدث لولا الانسحاب المرتب له، والفوضى المخطط لها من قبل هذه السلطة الدموية».

في السياق ذاته، اتهمت مصادر في المعارضة اليمنية وزارة الدفاع الأميركية بما سمته «التواطؤ» مع «مخطط صالح لمواجهة ثورة الشعب السلمية»، واعتبر محمد الصبري، المتحدث الرسمي باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني المعارضة، «نشر الفوضى وأعمال القتل في اليمن وسقوط عشرات القتلى في أبين جراء انفجار مصنع للذخيرة «بأنه ليس» سوى رأس لجبل الجريمة المنظمة القادمة، وقال في بيان صادر عنه إن «محاولات صالح لن تنجح بإبقائه في السلطة مهما كانت الجهات التي تدعمه، ولن تضعف ثورة الشعب اليمني العظيم، لأنه قرر إسقاط نظامه ولن يتراجع عن ذلك».

وقد أدان الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه عبد ربه منصور هادي، حادث التفجير الذي وقع في مصنع «7 أكتوبر» للذخيرة بأبين، ووصفاه بأنه «عمل إجرامي بشع»، واتهما تنظيم القاعدة بالوقوف وراءه، وقال صالح ونائبه في رسالة تعزية إلى أسر الضحايا إن الحادث «لن يزيد الأجهزة الأمنية ومعها كل جماهير شعبنا إلا إصرارا على مواجهة عناصر الإرهاب بلا هوادة، لتخليص وطننا اليمني من شرور أعمالهم الشيطانية»، وقالت الرسالة إن «عناصر الإرهاب التابعة لـ(القاعدة) التي دأبت على ارتكاب مثل هذه الجرائم الشنيعة تحت ستار شعارات دينية زائفة ومضللة، لن تنتصر، كون شعبنا يعرف حقيقة أهدافها الإجرامية، فضلا عن كون جرائمها النكراء تفضح زيف ادعاءاتها بارتباطها بديننا الإسلامي الحنيف الذي يحرم قتل النفس وسفك دماء الأبرياء من دون وجه حق، وينهى عن التطرف والغلو، ويحث على الوسطية والاعتدال».