مظاهرات كبيرة مؤيدة للأسد في سورية.. وتعميم بعدم تنظيمها في اللاذقية وإلغائها في درعا

سكان درعا يخرجون من جديد إلى الشوارع مطالبين بالحرية.. ودعوات للتظاهر يوم «جمعة الشهداء»

TT

ترافق إعلان استقالة الحكومة السورية، أمس، مع مسيرات كبيرة في المدن السورية الكبرى (دمشق، حمص، حلب، الحسكة، دير الزور) لتأييد الرئيس بشار الأسد، نقلها التلفزيون السوري على الهواء مباشرة. إلا أنه جرى تأجيل مسيرات التأييد في اللاذقية، وألغيت في درعا التي استمرت فيها أمس المظاهرات المضادة للنظام، وخسرت أكثر من 60 من أبنائها المدنيين على أيدي القوات الأمنية خلال الأسبوع الماضي. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه تم تأجيل مسيرة التأييد في مدينة اللاذقية التي لا تزال الأجواء فيها مشحونة رغم الهدوء، وإن «المدينة لا تزال تبدو عليها آثار الحطام» بعد المظاهرات الأخيرة.

وجاء ذلك في وقت وجهت فيه مجموعة «الثورة السورية» على موقع الـ«فيس بوك»، إلى إقامة «اعتصام ومبيت» في يوم «جمعة الشهداء» في جميع المحافظات السورية، من أجل دعم المطالب بالحرية. ودعت هذه الصفحة على موقع التواصل الاجتماعي، السوريين يوم الجمعة القادم الذي سموه «جمعة الشهداء» للخروج «في جميع المحافظات من جميع المساجد إلى كبرى الساحات للاعتصام والمبيت حتى تحقيق كل المطالب». ودعت تعليقات على هذه الدعوة «الشعب الثائر إلى الاستعداد» في «جمعة الشهداء وفاء لدماء شهدائنا في درعا واللاذقية». وأضاف أحدهم «نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت».

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن ناشط حقوقي، إن نحو 300 شخص تظاهروا في وسط درعا، أمس، دون تسجيل حوادث أو اصطدامات. كما نقل عن مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات السورية ألغت تنظيم مسيرات تأييد في درعا، التي لا تزال تعيش أجواء من التوتر الحذر. وقال الناشط عبر اتصال هاتفي من درعا لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المشاركين كانوا ينادون «ثورة ثورة يا حوران» و«حرية لا طائفية» و«الله سورية حرية وبس». وأقامت شرطة المرور حواجز على المفارق الأساسية المؤدية إلى الساحة لمنع السيارات من العبور، بينما انتشرت عناصر من الأمن باللباس المدني.

وقال الصحافي عصام خوري لوكالة الصحافة الفرنسية، إن هناك «تعميما بعدم قيام مسيرة (مؤيدة للنظام) في اللاذقية حرصا على عدم إثارة الهدوء الذي بدأ يخيم على المدينة». وكان شريط بث على موقع «يوتيوب» أظهر تجمعا سلميا لعشرات السوريين في مدينة اللاذقية ليل أول من أمس. وتناقلت مجموعة من المحتجين السوريين على شبكة التواصل الاجتماعي أخبارا عن خروج نحو 500 متظاهر في مدينة دير الزور أمس.

وبالعودة إلى المظاهرات المؤيدة للأسد، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن مواطنين من «جميع شرائح المجتمع تدفقوا منذ الصباح إلى الساحات الكبيرة والشوارع الممتدة لها معبرين عن الوفاء لوطنهم ورفض محاولات بث الفتنة التي تستهدف نموذج العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد».

وقال أحد المتظاهرين لوكالة الصحافة الفرنسية: «إننا هنا لتأييد الرئيس السوري عصب البلاد»، بينما قالت سيدة «إنني أشارك لأبرهن للعالم على أننا متمسكون بالوحدة الوطنية». ورفع آلاف المشاركين بالإضافة إلى صور الرئيس والإعلام السورية لافتات كتب عليها «استقرار سورية مصلحة وطنية وقومية» و«سورية وطن للجميع» و«لا للفساد نعم لمشروع الإصلاح» و«الله معك الشعب معك».

وحمل المشاركون الذي اعتلى بعضهم الأشجار وأعمدة الكهرباء، صورا للرئيس السوري والأعلام السورية، كما حمل أحدهم صورة للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله «تأييدا للمشروع المقاوم». وقال يوسف الخشة، وهو موظف في القطاع الخاص (31 عاما)، لوكالة الصحافة الفرنسية: «أتينا لنشارك ونؤكد تأييدنا للإصلاحات التي يقوم بها الأسد ونريد أن نقول للغرب ألا يتدخلوا في شؤوننا لأن السوريين يد واحدة وشعب واحد وسننتصر على كل المخططات».

من جهتها، قالت ميرفت يوسف (30 عاما) «ألا ترين أن ذلك وحده يكفي (عدد المتظاهرين) وهذا يدل على أنهم فشلوا في مخططاتهم»، مشيرة إلى أن المشاركين «ليسوا مجبرين على الخروج والمشاركة». ورفعت لافتتين كبيرتين كتب عليهما «يسقط الموساد الإسرائيلي وكلابه». كما حمل المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «لا لتخريب المؤسسات وممتلكات المواطنين» و«الوحدة الوطنية ليست بحاجة لاختبار» و«استهداف سورية استهداف المشروع المقاوم». ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها باللغة الإنجليزية «سوري، أنا سوري (عذرا أنا سوري)» و«أينما تدوس نحن نركع ونقيم الصلاة» كما كتب على لافتة بالإنجليزية «خلقنا لنموت في سبيلك».

وصرخ أحد المتظاهرين أمام مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية: «تريدون أن تتكلموا عن المظاهرات في سورية، لتتكلموا عن المظاهرات من أجل سورية». وعلت بعض الهتافات التي انتقدت عمل وسائل الإعلام ضد سورية. وردد المتظاهرون هتافات أحد المتظاهرين عبر مكبر الصوت «يا عربية يا عبرية تعالي صوري الحرية» و«يا جزيرة يا حقيرة تعالي صوري هالمسيرة».

وتأتي هذه المسيرة ردا على محاولات لضرب التعايش السلمي. وكانت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان حملت الأحد الأصوليين الإسلاميين مسؤولية أعمال العنف الأخيرة التي وقعت في سورية، معتبرة أنها تستهدف ضرب التعايش الديني فيها.