سماع دوي 9 تفجيرات في طرابلس.. والثوار يتقهقرون إلى بن جواد

تخوف من وقوع مجزرة في مصراتة.. وفرنسا عينت «سفيرا» في بنغازي.. وإطلاق قناة ليبية من قطر

TT

سمع دوي انفجارين قويين بعد ظهر أمس بمنطقة باب العزيزية في طرابلس حيث يقيم العقيد معمر القذافي، ودوي سبعة انفجارات أخرى في تاجوراء بالضاحية الشرقية للعاصمة، كما أفاد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية وشهود.

وسمع دوي الانفجار الأول في نحو الساعة (16.30 تغ) وأتبع بانفجار ثان بعد ثلاث دقائق في باب العزيزية، حيث سمعت أصوات سيارات الإسعاف. كما سمع دوي سبعة انفجارات قوية في تاجوراء، التي تستهدفها غارات التحالف الدولي بوتيرة شبه يومية. وأفاد شاهد أن عددا من القنابل استهدف موقعا عسكريا للرادارات في الحي. وقال آخر إنه رأى الدخان وألسنة اللهب تتصاعد من المكان.

وسبق دوي الانفجارات تحليق طائرات في أجواء العاصمة، التي تتعرض لغارات تشنها قوات الائتلاف الدولي منذ بدء التدخل العسكري في ليبيا.

من جهة أخرى، نقل التلفزيون الليبي الرسمي عن مصدر عسكري قوله: «تعرضت مواقع مدنية وعسكرية في طرابلس قبل قليل لقصف العدوان الاستعماري الصليبي علما بأن ثمن كل صاروخ أو قنبلة يسقطها الصليبيون على الليبيين يدفعه القطريون والإماراتيون»، في إشارة إلى مشاركة قطر والإمارات في الائتلاف الدولي ضد ليبيا.

إلى ذلك، تقدمت القوات الموالية للقذافي أمس مدعومة بقذائف دبابات داخل مصراتة التي لا تزال قطاعات عدة فيها خاضعة لسيطرة الثوار، بحسب متحدث باسمهم لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «مصراتة في خطر؛ فقوات المجرم (القذافي) تتقدم داخل المدينة والدبابات تقصف عشوائيا». وتابع أن القوات الموالية للنظام لا تسيطر سوى على القسم الشمالي الغربي من المدينة. وأضاف أن «المجزرة التي تم تفاديها في بنغازي بفضل تدخل قوات الائتلاف سترتكب في مصراتة». وأشار إلى أنه «خلافا لما حدث في بنغازي، فإن مقاتلات التحالف لم تقصف الدبابات الموجودة داخل المدينة خوفا من وقوع ضحايا بين المدنيين». وتابع أن «الوضع الإنساني كارثي».

وقال المتحدث إن 124 مدنيا قتلوا في الأيام التسعة الماضية من القتال في مدينة مصراتة التي تقع غرب البلاد، حسب ما ذكرت «رويترز». وذكر أحمد خليفة، وهو متحدث باسم حركة المعارضة في مدينة بنغازي الشرقية أن إحصاء القتلى يستند إلى أعداد تم الحصول عليها من مستشفيات في المدينة. وقال في مؤتمر صحافي إن الأدوية تنفد، لكن زورقان يحملان إمدادات طبية وصلا إلى المدينة الساحلية الاثنين. وقال إن زورقا جاء من إيطاليا، لكنه لم يذكر تفاصيل.

ويزعم كل من الثوار والقوات الموالية للقذافي أنه يسيطر على أجزاء من مصراتة.

وقال خليفة إن المعارضين دمروا دبابتين في جنوب مدينة مصراتة وأسروا العديد من المرتزقة وضابطا بالجيش الليبي برتبة عقيد، وإن كان لم يذكر تواريخ محددة. وقال أيضا إن القذافي أرسل حافلة ممتلئة بالأفراد في ملابس مدنية فتحوا النار عندما خرجوا من الحافلة. وفي السياق نفسه، قال شاهد من «رويترز» إن قوات القذافي هاجمت معارضين بوابل من نيران الأسلحة الآلية والصواريخ أمس، مما أدى إلى تقهقرهم بشكل فوضوي مذعور إلى بلدة بن جواد. ومع بدء الهجوم، قفز معارضون وراء كثبان رملية للرد على إطلاق النيران ولكنهم استسلموا بعد بضع دقائق وقفزوا في شاحناتهم الصغيرة وقادوها مسرعين صوب بن جواد الواقعة على بعد نحو 150 كيلومترا شرقي سرت مسقط رأس القذافي.

وقال مراسل «رويترز» الذي اتبع خطى قافلة المعارضين إن الرصاص لاحقهم وسقطت القذائف قرب الطريق أثناء تقهقرهم. وبدا أن قوات القذافي أنهت هجومها على مسافة بضعة كيلومترات غربي بن جواد، وتوقف المعارضون في البلدة للانتظار وتنظيم صفوفهم. إلى ذلك، بث التلفزيون الليبي الليلة قبل الماضية صورا «مباشرة» تظهر خميس، نجل القذافي، في باب العزيزية بطرابلس وذلك بعد شائعات عن مقتله. وسرت شائعات خلال الأيام الماضية مفادها أن خميس الذي يقود إحدى كتائب القذافي، قد قتل في ضربة جوية نفذها الائتلاف الدولي. وظهر خميس بالزي العسكري وسط حشود من مؤيدي والده الذين تجمعوا في مقر العقيد القذافي بهدف تشكيل «دروع بشرية» لحماية «قائدهم»، حسب الصور التي بثها التلفزيون الليبي.

وكانت وسائل إعلام قد ذكرت أن خميس القذافي (27 عاما) كان ضحية عملية انتحارية نفذها طيار ليبي، وحسب صحيفة الـ«صن» البريطانية، فإنه توفي في المستشفى.

من جهته، قال القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا أمس إن العمليات العسكرية في ليبيا تكلفت حتى الآن «مئات الملايين من الدولارات»، حسب ما ذكرت «رويترز».

وقال الأميرال جيمس ستاريفيدس، وهو أيضا قائد القيادة الأوروبية للقوات الأميركية، في إفادة بمجلس الشيوخ: «من الإنصاف القول إن تكاليف العملية ستكون بمئات الملايين من الدولارات».

في غضون ذلك، قال دبلوماسيون أمس إن حلف شمال الأطلسي سيتولى قيادة العمليات العسكرية الدولية في ليبيا رسميا اليوم الأربعاء، إلا أنهم أشاروا إلى أن عملية التسلم قد لا تكتمل قبل نهاية الأسبوع الحالي.

لكن أحد الدبلوماسيين أقر بأن إجراءات تسليم قيادة العمليات لـ«الناتو» لا تزال جارية، وأن التحالف الدولي الذي يقود التحرك حتى الآن، وفي طليعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لا يزال فعليا هو المسؤول عن العمليات. وصرح المصدر لوكالة الأنباء الألمانية بأن «التسليم سيبدأ غدا (اليوم) وقد يستغرق 24 إلى 72 ساعة كي يكتمل». إلا أن المتحدثة باسم الحلف، كارمن روميرو أصرت على أنه لم يكن هناك ثمة تأخير في الإجراءات، مشيرة إلى أن الليفتنانت جنرال الكندي تشارلز بوتشارد المسؤول عن مهمة «الناتو» في ليبيا سيعلن «قريبا» اكتمال عملية التسلم.

من جهتها، أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس أمس لشبكة «إيه بي سي» أن الولايات المتحدة «لا تستبعد» تقديم مساعدة عسكرية للثوار الليبيين بهدف مساعدتهم على الإطاحة بالقذافي، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت رايس: «لدينا بالطبع مصلحة كبرى في رحيل القذافي من السلطة».

وفي باريس، أعلن مسؤول فرنسي رفض الكشف عن اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية أن فرنسا عينت «سفيرا» هو أنطوان سيفان، وتولى مهامه أمس في بنغازي معقل الثوار الليبيين. وقال المصدر نفسه إن سيفان غادر فرنسا الأحد إلى ليبيا التي يصل إليها برا من مصر. وهذا الدبلوماسي البالغ من العمر 53 عاما والذي يتكلم العربية تولى عدة مناصب في المنطقة وكان يشغل في باريس منصب مساعد مدير دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية.

على صعيد آخر، تنطلق من الدوحة في الساعات المقبلة قناة تلفزيونية ستكون لسان حال الثورة الليبية ضد نظام القذافي، حسب ما أعلن القائمون عليها أمس، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأقيمت القناة، التي أطلق عليها اسم «ليبيا» بالتنسيق مع المجلس الوطني الانتقالي، الذي يضم قوى المعارضة التي تسعى إلى الإطاحة بالقذافي. ويشرف على بث القناة «مجموعة من الخبرات الليبية من مختلف أنحاء العالم وتضم التخصصات المختلفة بدعم من بعض الخبرات العربية»، كما أوضح القائمون على المحطة في بيان. وستبث القناة «مجموعة من البرامج المختلفة التي تناقش مختلف القضايا حول أحداث الثورة الليبية ونشرات أخبار تلاحق الأحداث والتطورات الليبية، بالإضافة إلى العربية والدولية». وستبث عبر القمر الصناعي «نايل سات».