أنباء عن مقتل عمروف أمير القوقاز ونائبه المسؤول عن تدريب الانتحاريين

اعتقال مدبري عملية تفجير مطار موسكو.. وقوات جوية وبرية تتعقب فلول الإرهابيين

TT

كشفت أجهزة الأمن الروسية عن نجاح عمليات مداهمة قواعد الإرهابيين في إنغوشيتيا والشيشان وأوسيتيا الشمالية التي قالوا إنها أسفرت عن مصرع 17 من زعماء الجماعات الإرهابية في المنطقة. وقالت المصادر إن قائمة القتلى تتضمن كلا من دوكو عمروف، أمير إمارة شمال القوقاز، وأحد نوابه المسؤول عن تدريب وإعداد فرق الانتحاريين.

وما إن تناقلت وكالات الأنباء والأجهزة الإعلامية خبر نجاح هذه العمليات التي شاركت فيها قوات جوية وبرية حتى سارعت مصادر لجنة التحقيقات الفيدرالية بإعلان أن عمروف كان على رأس مدبري عملية تفجيرات مطار موسكو في يناير (كانون الثاني) الماضي. وكانت اللجنة سبق وألقت بظلال الشك على الأخبار التي سارع عمروف إلى إعلانها بعد تفجيرات المطار حول مسؤوليته عن الحادثة ووصفتها بأنها محاولة للدعاية الذاتية. وكشفت اللجنة عن أن مقتل سفيان عبد اللايف نائب عمروف الذي قتل أول من أمس في إنغوشيتيا يؤكد أن الآخر الذي جرت تصفيته إلى جواره هو دوكو عمروف نظرا لأنهما كانا لا يفترقان وأنه كان يلازمه كظله. غير أن صحيفة «كوميرسانت» الروسية كانت أشارت إلى أن أصلان بوتيوكايف، المعروف بالأمير حمزة، قائد المنطقة الجنوبية الغربية والمسؤول عن إعداد فرق الانتحاريين هو الذي كان إلى جوار عمروف لحظة اغتيالهما. وقالت المصادر إن عملية المداهمات التي استمرت في إنغوشيتيا حتى الأمس أسفرت أيضا عن مقتل عدد من أفراد الحراسة الشخصية لعمروف.

من جانبه كشف الرئيس الشيشاني، رمضان قادروف، عن شكوك تجاه مقتل عمروف، حيث قال إن البيانات الصادرة عن مقتل عمروف تبدو أقرب إلى الصحيحة، وإن سارع ليقول إنه وعلى الأقل يأمل في ذلك، وهو الذي كان أعلن عن مقتل عمروف أكثر من مرة خلال السنوات القليلة الماضية. وأشار إلى ضرورة الانتهاء من تقارير الطب الشرعي لإثبات ذلك، مؤكدا أنه في حال صحة الخبر فإن الأوضاع في القوقاز ستتجه نحو الأحسن، مما قد يسهم في إقرار الاستقرار وتوفير المناخ الملائم لتدفق الاستثمارات.

وطالب قادروف بتضافر الجهود من أجل الحيلولة دون ظهور عمروف آخر. وكان أناتولي سافونوف الممثل الشخصي للرئيس لشؤون التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب أكثر حرصا في تناوله للأخبار التي تواترت حول مصرع عمروف، مشيرا إلى ضرورة التريث والتمحيص قبل الإعلان النهائي عن مقتله. وقال في مؤتمر صحافي عقده في موسكو إنه ليس خبيرا في ساحة المعارك، مما يجعله غير قادر على تأكيد أن عمروف كان ضمن المقاتلين الذين تم القضاء عليهم ويدفعه إلى الاعتراف بأنه ليس على يقين من ذلك. وقال رئيس جمهورية إنغوشيتيا، يونس بك يافكيروف، إن زعماء إسلاميين وحراس عمروف كانوا بين القتلى، ولكن لم يتسن بعد تحديد هوية الجثث. كما لقي 3 من قوات الأمن حتفهم في هجوم، أمس.

ومن جانبه أعلن فلاديمير ماركين، المتحدث الرسمي باسم لجنة التحقيقات، توجيه الاتهام رسميا إلى عمروف و4 آخرين بتدبير وتنفيذ عملية تفجير مطار موسكو في الرابع والعشرين من يناير الماضي، التي راح ضحيتها 37 قتيلا، وعمليتي تفجير مترو الأنفاق في موسكو في 29 مارس (آذار) من العام الماضي، التي راح ضحيتها زهاء 40 قتيلا، وعمليات انتحارية أخرى كثيرة. ويصف عمروف نفسه بأنه «أمير القوقاز»، ويخوض قتالا وعدد من الجماعات المسلحة في جمهوريات إنغوشيتيا والشيشان وداغستان لإقامة إمارة مستقلة عن روسيا في شمال القوقاز. ومن اللافت في هذا الصدد أن الأجهزة الأمنية كانت أعلنت 7 مرات عن مقتل عمروف خلال السنوات الـ10 الأخيرة منذ سارعت إلى زف نبأ تصفيته في منطقة نوجاي يورت في الشيشان في مارس عام 2000. وعادت هذه الأجهزة ومعها الرئيس الشيشاني قادروف إلى إعلان نجاح عمليات تصفيته 5 مرات خلال الفترة من فبراير (شباط) 2005 وحتى مارس 2007. على أن ذلك لا يعني عجز الأجهزة الأمنية الفيدرالية التي سبق ونجحت في تصفية كل الزعماء الشيشانيين ممن رفعوا راية الانفصال منذ مقتل أول رئيس للشيشان جوهر دودايف على مقربة من غروزني في أبريل (نيسان) 1996، ثم خليفته سليم خان يندربييف وبعده أصلان مسعدوف إلى جانب عدد من زعماء المقاتلين ومنهم شاميل باسايف وروسلان غيلايف وعربي بارايف، وعدد من أبرز المتطوعين العرب ومنهم خطاب. وكانت المصادر الرسمية أعلنت أيضا عن اعتقال الشقيقين إسلام وإلياس ياندييف المتهمين بتدبير عملية تفجير مطار موسكو وكانا قد لاذا بالفرار عقب نجاحهما في تنفيذ تلك العملية. وأشارت هذه المصادر أن الشقيقين ياندييف أدليا بمعلومات مهمة أسهمت في نجاح العمليات التي قامت بها القوات الخاصة لتصفية أوكار وقواعد الإرهابيين في الغابات الواقعة على الحدود بين إنغوشيتيا والشيشان وأوسيتيا الشمالية، أول من أمس.