لندن: «ترافالغر سكوير» يشهد معارك مرحة بالوسائد

ضمن 115 مدينة عالمية شاركت في الحدث السنوي

TT

بينما يحلم الكثيرون بالعودة للطفولة والانغماس في ألعاب عفوية وشقاوة الأطفال قبل النوم، انطلق المئات من سكان العاصمة البريطانية أول من أمس إلى ساحة ترافالغر، حاملين معهم وسائد بيضاء محشوة بالريش، استعدادا للمشاركة في اليوم العالمي لحرب الوسائد الذي عقد هنا للعام الرابع على التوالي. المشهد طريف جدا، فالمشاركون من البالغين ولكنهم اختاروا أن يرتدوا لطفولتهم ليوم واحد، فارتدوا البيجامات وأردية النوم مكملة بالنعال القطنية المريحة، بينما اختار آخرون ارتداء ملابس تنكرية مثل رداء سلاحف النينجا ومحاربي سباتكوس وعند سماع صوت البوق انطلقوا ليضربوا كل من يصادفهم بالوسائد، مشاركين في مشهد مرح شهد تطاير الريش في الهواء في سحابات بيضاء غلفت الساحة العريقة. البوليس البريطاني اكتفى بالمشاهدة من بعيد والابتسام أيضا، فمهما كانت جدية الشخص فلن يملك إلا الابتسام في مواجهة لحظة من الحرية المرحة الخالية من التعقيدات والهموم اليومية. وقال مصدر في البوليس إن الحدث كان خاليا من الحوادث.

وكانت المجموعة المنظمة لليوم في بريطانيا هي جمعية «إيربان بلاي غراوند موفمنت» التي تحض الناس على استخدام المساحات العامة المفتوحة لمعركة الوسائد والابتعاد عن الحدائق العامة، حيث إن الفعاليات المنظمة هناك تكون «مملة» في العادة. وتشير القواعد الخاصة بالحدث والمنشورة على موقع الجمعية الإلكتروني إلى عدم طلب إذن رسمي لإقامة اليوم، على الأقل مرحليا، فعلى حد تعبير المنظمين فإن حق التجمع مطلب إنساني أساسي، ولكنهم مع ذلك يرون أن ذلك قد يتغير في يوم من الأيام: «قد يتغير الوضع في المستقبل ونشهد منعا لمثل هذه التجمعات، ولكن حاليا نرى أن ثقافة طلب الإذن هي المانع الحقيقي دون الإحساس بثراء التجربة الجماعية في مدننا».

المجموعة تهدف أيضا إلى تحويل المساحات العامة عبر يوم الوسائد إلى غرف معيشة ضخمة يتحول فيها المشاركون الأغراب إلى أصدقاء ليوم واحد يشتركون في لعبة بريئة، ويبتعدون عن الروتين اليومي من الجلوس في منزلهم والاعتماد على مشاهدة التلفزيون كوسيلة للترفيه.

الحدث أسسه كنديان في عام 2008 ويقدمان على موقعهما على الإنترنت دليلا للمشاركين يقدمانه بعبارة تلخص الهدف والفلسفة وراء إقامة معارك الوسائد: «سيكون من الممكن في المستقبل الاستمتاع كل يوم بفعاليات مفتوحة من المرح الخالص تشارك فيه المجاميع، مثل العراك بالوسائد أو المشاريع الفنية التفاعلية. تخيل أنه في المستقبل سنتوحد برغبتنا في التمتع بحياة عامة مرحة». قد لا يكون ذلك عمليا، ولكن بالتأكيد يمكن عمل ذلك ليوم واحد في السنة، وهو ما أثبته مئات المشتركين أول من أمس.

إلى جانب لندن شاركت في اليوم العالمي لحرب الوسائد 115 مدينة عالمية في 39 بلدا من نيويورك إلى وارسو، وتناقلت وسائل الإعلام صورا لتلك المعارك الطريفة، حيث انخرط المشاركون في لحظة طفولة مرحة جماعية، حيث انهمك المشاركون في ضرب كل ما تطوله أيديهم. مثيرين غلالات من الريش الأبيض حولهم وعلى الأرض في ما يشبه الثلج، واضطر آخرون لتسلق أعمدة النور للهرب من طائلة الهجوم «الوسائدي».

شارك في الإعداد للحدث في مدن العالم عدد من المتطوعين استعانوا بمواقع التواصل الاجتماعي لنشر الدعوة وتحديد أماكن التجمع. وعلى الرغم من أن الحدث يتسم بالكثير من العفوية، فإن هناك عددا من القواعد التي حرص المنظمون على التأكيد عليها، مثل عدم التسبب في أي إصابات للمشاركين الآخرين والحرص على إبقاء الأجواء لطيفة، ومن القواعد أيضا التأكيد على استخدام الوسائد الناعمة والتأكد من خلع النظارات وعدم حمل الكاميرات في اليد.

وهذا العام حرص بعض المنظمون في لندن وفي تايبييه في تايوان على إعلان أن الحدث سيجمع التبرعات لمؤسسات خيرية يابانية.

وفي نيويورك ازدحم المئات في يونيون سكوير مسلحين بالوسائد البيضاء الناعمة، منهم من ارتدى ملابس الشخصيات الكارتونية واستعد للقادمين برفع وسائدهم عاليا استعدادا لضربهم. كما شارك المئات في واشنطن ولوس أنجليس. ولجأ البعض إلى الراحة بالابتعاد عن ساحة المعركة والاستلقاء على وسائدهم لاستعادة نشاطهم، ومن ثم خوض غمار المعركة مرة أخرى.