بيت العود يدشن بعد غد الفرع الرابع في مكتبة الإسكندرية بحفل موسيقي ضخم

نصير شمة لـ«الشرق الأوسط»: سنفتتح بيوتا للعود العربي ببغداد والبصرة والسليمانية

TT

يستعد الموسيقار العراقي، نصير شمة، لتقديم حفل موسيقي لآلة العود، بعد غد، وبمشاركة فرقة بيت العود في القاهرة، وذلك على مسرح مكتبة الإسكندرية، احتفاء بافتتاح الفرع الرابع لمؤسسة «بيت العود العربي» في مقر مخصص له بمكتبة الإسكندرية، شمال مصر، لتعليم العزف على آلة العود للمصريين والعرب والأجانب من جميع الأعمار.

وقال شمة لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من القاهرة، أمس، إن «هناك غالبية من الطلبة المصريين والعرب، والأجانب، خاصة من دول حوض البحر المتوسط والمستقرين، أو ممن يترددون باستمرار على مدينة الإسكندرية، كونها مدينة ساحلية، يريدون تعلم العزف على آلة العود ولكن تقف المسافة حائلا بين القاهرة، حيث البيت الأصلي أو الأول للعود العربي، والإسكندرية»، مشيرا إلى أن البيت الرابع للعود العربي سيكون تحت إشرافه أسوة بالفروع الأخرى في مصر والإمارات العربية.

وكشف الموسيقار، الذي عرف بموهبته المتميزة في العزف والتأليف لآلة العود منذ سنواته الدراسية الأولى بمعهد الدراسات النغمية ببغداد، الذي كان تحت إشراف الفنان الكبير الراحل منير بشير، عن أنه يستعد لافتتاح بيوت للعود العربي في كل من بغداد والبصرة والسليمانية بالعراق، وقال «أنا في انتظار أن يأخذ الشعب العراقي قراره بعد المظاهرات التي يطالب فيها بالإصلاحات، فإما التغيير أو إجراء الإصلاحات لتستقر الأوضاع ويحل الوئام، فالفن لا يزدهر إلا في بيئة مستقرة، وأنا حريص جدا على أن يكون بيت العود العربي متميزا ببغداد، لأنها عاصمة لهذه الآلة، فهناك صناعها الأصليون، وهناك أساتذة هذه الآلة التي درسها الشريف محيي الدين حيدر، وروحي، ومنير بشير، وجميل بشير، وسلمان شكر، وغيرهم، وهم على صلة بأسلافهم أمثال زرياب والموصلي»، منوها بأنه «يعمل منذ أكثر من عامين ليهيئ الكوادر المتخصصة من العراقيين ليقوموا بتدريس آلة العود والناي والسنطور والجوزة ببيت العود ببغداد».

وأضاف شمة قائلا إن «الجهات الرسمية في إقليم كردستان، وعلى رأسهم الدكتور برهم صالح رئيس حكومة الإقليم، الذي عرف عنه اهتمامه بالثقافة والفنون والموسيقى قد وجه لي دعوة لافتتاح بيت للعود في السليمانية، إذ إن العود يعتبر آلة رئيسية في الموسيقى الكردية، سواء في العراق أو تركيا أو إيران، وكذلك بالنسبة لأكراد سورية، وأعتبر هذه الدعوة شرفا لي، وسألبيها قريبا، كما أتهيأ للتحاور مع الجهات المختصة لفتح بيت للعود العربي في مدينة البصرة، التي تعتبر مركز الموسيقى الخليجية، والتي يحتل العود فيها مركزا أساسيا».

وتحدث الموسيقار شمة عن برامجه الموسيقية، وقال «قدمنا مؤخرا تجربة للعزف على العود ضمن الفرقة السيمفونية المصرية، أي أن العود يدخل كآلة رئيسية إلى جانب الآلات الكلاسيكية الغربية لتقديم مقطوعات سيمفونية مثل (حلاق أشبيلية) لروسيني وكونشرتو الماندولين لفيفالدي، وكذلك مؤلفات لجميل بشير وروحي الخماش، وكتابة أعمال منير بشير بالاشتراك مع الفنان العراقي عقيل عبد السلام»، موضحا أن «هذه الأعمال قدمناها على مسرح دار الأوبرا المصرية بالقاهرة وسوف نطوف بها حول العالم».

ويعد الموسيقار شمة كتابة جديدة للمقام العراقي والاستفادة من هذا الموروث الضخم، وقال «قمت بإعادة كتابة بعض المقامات العراقية وتلحين بعض (البستات)، التي هي الأغاني التي تسبق أو ترافق المقام وضمن قالب المقام ذاته، وسوف يؤديها الفنان العراقي أنور أبو دراغ بمرافقة موسيقيين عراقيين، إذ سيتم تقديم هذه الأعمال في بروكسل قريبا».

وأضاف شمة، المقيم في القاهرة، أن «الدراسة بمقر الإسكندرية الجديد ستنطلق في اليوم التالي مباشرة للافتتاح، حيث يقوم بالتدريس مبدئيا 4 من أساتذة بيت العود العربي في القاهرة بعدما سجل لدينا العدد الأقصى من الطلاب بالفعل»، مشيرا إلى أن «الدراسة في بيت العود العربي بالإسكندرية متاحة للطلاب من كل الجنسيات، وبأجور رمزية تماثل تلك المقررة في القاهرة، التي تقدر بـ250 جنيها مصريا شهريا لمدة عامين، يمنح الدارس بعدها شهادة معتمدة من وزارة الثقافة المصرية».