شخصية البطل

مصطفى الآغا

TT

قبل مباريات الجمعة في دوري زين قال ثلاثة أرباع المحليين إن الدوري 99 في المائة هلالي، ولكنهم تركوا مساحة لهذا الواحد في المائة الوارد في لعبة مثل كرة القدم.. ففي أول عشرين دقيقة تقدم الاتفاق على الهلال، ولو بقي متقدما، ولو تمكن الاتحاد، كما توقع 99 في المائة من المحللين، أن يفوز على التعاون، لكان الدوري «ولع» من جديد، وصار الفارق 3 نقاط فقط بين المتصدر ووصيفه.

ولكن «لو» هو حرف امتناع لامتناع، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط؛ فلا الهلال خسر ولا الاتحاد فاز، وسأذكر ما قاله لي أحد أكبر نجوم الدوري السعودي إنه كان متأكدا من فوز الهلال على الرغم من تأخره بهدفين لأن الهلال يمتلك شخصية البطل.

وشخصية البطل لا تظهر فقط في المباريات ومن خلال اللاعبين، بل هي منظومة متكاملة تبدأ بالرئيس وتنتهي ببواب النادي؛ فالكل يعمل وفق منظومة عمل متكاملة أساسها الانتظام والاعتماد على العمل الجماعي أكثر من الفرديات، لهذا لم يتأثر الهلال بتغيير مدرب أو غياب نجم أو توقيف سوبر ستار أو اللعب خارج الأرض أو نقص الموارد المالية، وفي كثير من مبارياته تأخر ثم تعادل، مثلما فعل أمام النصر والأهلي، ولكنه أيضا يعاني من مشكلات في دفاعاته؛ فأمام التعاون تقدم بهدفين ثم خرج متعادلا، وأمام الفيصلي اهتزت شباكه مرتين، وأمام الفتح تعذب مرتين؛ ذهابا حين تأخرت أهدافه، وإيابا حين فاز في الدقيقة 93، وأمام الأهلي في جدة تأخر بهدف «فرد» بعد ثلاث دقائق، وخرج من موقعتي جدة من دون أن يخسر، وهي أيضا أمور تعكس شخصية البطل الذي لا يكل ولا يمل حتى صافرة النهاية، والأهم أن رئيسه، منذ بداية الدوري، وهو يقول إن كل مباراة هي مباراة كؤوس، وإن مباراة الحزم بنفس أهمية مباراة الاتحاد والنصر والشباب، ولهذا فليس مستغربا أن يكون الفارق 9 نقاط كاملة، ولكن المستغرب حقيقة هو وضع الاتحاد والشباب والأهلي الذين لم يظهروا كما كنا نتوقع لهم أن يظهروا، ونريد إجابات شفافة لهذا التساؤل.

كلمة أخيرة.. وأنا أكتب هذه المقالة أتابع المئات من جماهير الزمالك تنزل أرض الملعب، قبيل نهاية مباراة فريقهم مع الأفريقي، على الرغم من أنهم حملوا أعلام تونس ولافتات شكر لثورتها، ولا أظن أن ما شاهدته في النهاية يمكن أن يجعلني أشعر بأننا فعلا نرى في الرياضة فوزا وخسارة، خاصة بعدما شاهدت لافتات تتحدث عن الحرية. ومعلوم لكم أن أول مبادئ الحرية هي المسؤولية وحماية ممتلكات الوطن وحماية زواره مهما شعر البعض بالظلم أو الغبن.