شهادة تخرج أليغري

لويجي غارلاندو

TT

في النهاية، كان غالياني نائب رئيس الميلان محقا حينما قال «وأي صحوة؟»، يقصد صحوة الإنتر نحو تجاوز الميلان في الترتيب. نجح الميلان في توسيع الفارق مع الإنتر إلى 5 نقاط، بفضل أهداف باتو وكاسانو الثلاثة. إنه انتصار لقب الدوري. بينما انهار فريق ليوناردو في أجمل صورة، لأنه تواجه مع أكثر لاعبي العالم عشقا من جانب الجماهير، وهو باتو، الذي سجل ثنائية ثقيلة وتسبب في طرد كيفو تحت أنظار صديقته باربارا. الجميل أن ليوناردو ظل لسنوات وسنوات يعمل على تربية باتو الشاب وإقناعه بالبقاء في الميلان ليسير على درب مواطنه كاكا، من البرازيل إلى الميلان. وربما جال بخاطره أول من أمس «ما كنت لأفعل ذلك..»، وأفضال ليوناردو الذي جر خيبة أمل بينيتيز إلى إمكانية تجاوز الميلان الكبيرة، لكن أول من أمس لم يفلح معه أي شيء، من الدوافع إلى الشكل الخططي. فقد دفع إلى الملعب بلاعبين أعينهم خاوية، ووسط ملعب بعيد عن التركيز مثل شاب يرقص على حافة سور. الحياة كفاح. سقط الإنتر في اليوم نفسه الذي خسر فيه مورينهو عدم سقوطه على ملعبه منذ فترة طويلة، مثل التوأم اللذين يتقاسمان المشاعر عن بعد. كان صخب الأعداء ليكون له مفعول طيب على فريق الإنتر الخاسر أمس من أجل إشعال الأعصاب ووسط الملعب المزدحم لمورينهو الذي كان يتراجع لينطلق مجددا إلى الهجوم. مثلما فعل الميلان، فقد فاز أليغري، بخلاف زميله، في كل مكان، في اختيار اللاعبين (فان بوميل، سيدورف..)، وفي إدارة القلق من صحوة الإنتر، وفي الكبرياء الذي نجح في بثه إلى الفريق الذي نزل إلى الملعب بوجه غاتوزو. أليغري يبني الآن لقب الدوري الخاص به لبنة لبنة. اللبنة الأولى كانت بتحطيم المشاريع الثابتة لرئيس النادي (خاصة رونالدينهو)، والثانية تمثلت في بناء فريق حقيقي، حيث تحول الفريق أمام باري، وكذلك لاعبو الوسط. أما اللبنة الثالثة، فهي انتزاع فكرة إبراهيموفيتش المقدس من عقول اللاعبين، وأنه غير قابل للتغيير. والرابعة استعادة المهارة في وسط الملعب (سيدورف) ولاعبين انتهى بهم الحال على الهامش (باتو). لقد قام بكل شيء بذكاء وفطنة. إن باتو، الذي لازم مقعد البدلاء ووبخه كل من إبراهيموفيتش وغاتوزو، حطم أسطورة الإنتر في أكثر المباريات حساسية. أما إبراهيموفيتش فلا مكان له، لم يظهر الميلان من قبل مثلما ظهر أول من أمس فريقا يسمو بجماعيته فوق الإمكانات الفردية للاعبيه. إن هذه الملاحظة تعد شهادة تخرج للمدرب أليغري. أما ليوناردو، الذي لديه الكثير منها، فسيتطور مع التجربة والخبرة. وسيفعل حسنا بمواصلة الإيمان بلقب الدوري، حتى وإن كان الإنتر عرضة للتراجع في الترتيب لصالح فريق نابولي لأن مسيرة الميلان بها الكثير من العقبات. التفاؤل لا يغيب عن ليوناردو.

إلى ذلك، فاز فريق برشلونة الإسباني بهدف لبيكيه، خطيب المطربة شاكيرا، فالحب يساعد، ويدفع إلى الأمام، باتو يعرف هذا.