«سوليتير».. عرض مسرحي يستلهم روح «ثورة 25 يناير»

مخرجته شاركت في المظاهرات والتقطت صورا خاصة حفزتها على العمل

TT

شهد مسرح «روابط» بوسط العاصمة المصرية القاهرة وعلى مدى الأيام الأربعة الأخيرة من شهر مارس (آذار) الماضي عرضا مسرحيا لافتا بعنوان «سوليتير»، استطاع أن يجذب الجمهور، وتخلله العديد من اللقطات والمشاهد التوثيقية لميدان التحرير الذي شكل رحم «ثورة 25 يناير».

العرض جسد محنة امرأة مصرية وجدت الواقع يتغير من حولها فجأة، وراحت تبحث عن كيفية تشكل بها هويتها وتمنحها السلام مع نفسها ومع العالم.

عنوان المسرحية يشير إلى الضوء القوي المنبعث من الماس (السوليتير) كرمز للطاقة الإيجابية التي انتشرت في ميدان التحرير إبان أيام «ثورة 25 يناير». وبحسب كاتبة العرض ومخرجته وبطلته داليا بسيوني، فإنها كتبت نسخته الأولى في صيف 2009، وفاز بجائزة المسرح من الصندوق العربي للفنون والثقافة (آفاق). وكان فريق العمل يستعد لتقديمه في بداية هذا العام، لكن عندما فاجأت الثورة العالم كله تغير النص مع تغير المجتمع، وسيستمر في النمو ليصبح عملا مسرحيا كبيرا يتناول قصص ثلاث نساء وعلاقاتهن بمدنهن.

الطريف أن هذا العمل كان مكتوبا لتقوم بأدائه ثلاث بطلات، إلا أن داليا قامت باختزال الدور في بطلة واحدة، وقامت بأدائه على مدار 45 دقيقة هي مدة العمل، وأوضحت داليا لـ«الشرق الأوسط» أن الأمر لم يكن مقصودا، بل إنها تؤكد على ضرورة نمو النص لتقديمه عبر بطلاته الثلاث.

استخدمت بطلة العرض ومخرجته عدة وسائط ومؤثرات لتكون عونا لها في تقديم نص يعتمد على الحكي المباشر في الأساس، فكان هناك عرض على شاشة خلفية لبعض مشاهد الفيديو المعبرة عن المواقف التي تقوم بسردها البطلة. كما كان للإضاءة دور مهم تم توظيفه لتوصيل المعنى المطلوب من المشهد.

وتذكر داليا أنها قامت بتصوير بعض مشاهد الفيديو عبر الكاميرا الخاصة بها عندما شاركت في فعاليات «ثورة 25 يناير» من خلال وجودها في ميدان التحرير، وبعض المظاهرات السلمية التي أقامتها الجاليات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، إلى جانب اعتمادها على شبكة المعلومات في الحصول على مشاهد الفيديو الأخرى المعبرة عن ضرب برجي مبنى التجارة العالمي في نيويورك عام 2001.

وتقول تسنيم نوار، فنانة تشكيلية ومن جمهور العرض: «لقد استمتعت جدا بهذا العمل، خاصة بقدرة البطلة على الحكي التي ظلت لأكثر من أربعين دقيقة تتحدث مباشرة إلى الجمهور دون أن أشعر بالملل. كما أن استخدام عنصر الإضاءة كان مساعدا بشدة على توصيل المعاني التي أرادتها كمؤلفة ومخرجة أيضا، هذا إلى جانب وجود عروض الفيديو في خلفية المسرح، التي كانت بمثابة توثيق حي للأحداث والمواقف الإنسانية أيضا، التي عبرت عنها البطلة من خلال القول والحركة عبر خشبة المسرح».

وتأخذ تسنيم على النص غلبة المباشرة، حيث إن الفن لا يجب أن يكون بمثل هذه المباشرة.

لكن بطلة العرض أكدت أننا في لحظة تاريخية مختلفة، فبعد قيام الثورة لا مجال للمواراة في الفن، بل إن المباشرة تصبح ضرورة حتمية تساعد العمل ولا تقلل من شأنه، خاصة أننا الآن – والكلام لا يزال للبطلة – في وضع سياسي مشتعل والمنطقة العربية تتحرر عبر ما نراه من ثورات متتابعة، فلا خيار لنا إلا الحديث المباشر عن السياسة.

يذكر أن المخرجة داليا بسيوني أسست فرقة «سبيل» للفنون المسرحية في القاهرة عام 1997، وهي تعنى بتقديم أعمال المرأة والبحث عن صيغ فنية جديدة.