جدة: إدارة المرور تؤكد تقلص الحوادث المرورية الناجمة عن «التفحيط»

بينما جدد مفتي عام المملكة تحريمها

TT

كشف مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» تقلص عدد الحوادث المرورية المسجلة بسبب ظاهرة «التفحيط». نافيا تحول الأمر إلى ظاهرة، وذلك على خلفية فتوى كان قد أطلقها الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام المملكة مؤخرا.

واتسقت فتوى المفتي العام مع فتوى للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث، رحمه الله، حول تحريم التفحيط، إلا أن الشيخ الجبرين ذهب إلى أبعد من ذلك، باعتباره أن من مات بسبب التفحيط كمن قتل نفسه، وأن من يشجع على ذلك آثم.

وجاءت فتوى الشيخ الراحل (الجبرين) ردا على سؤال من قبل أحد الأشخاص عن حكم التفحيط، وما حكم من مات وهو يفحط أو يشجع التفحيط؟ فكانت إجابته: «لا شك أن هذا التفحيط مخاطرة وتعرض للهلاك وللضرر وارتكاب للخطأ، فلا تجوز هذه الظاهرة، ويحرم هذا الفعل. ومن مات بهذا السبب فهو متسبب في قتل نفسه أو في ضرر غيره، ويأثم من يشجعه أو يمدحه لذلك. والله أعلم».

وكشف لـ«الشرق الأوسط» المقدم زيد الحمزي مدير العلاقات العامة بمرور جدة، أن عدد الذين تم ضبطهم خلال العام الماضي، وهم يمارسون «التفحيط» في محافظة جدة وصل إلى 119 شخصا، منهم 108 سعوديين، و11 شخصا أجنبيا، وأنه تم تطبيق لائحة نظام المرور عليهم. مؤكدا أن التفحيط حاليا لم يعد كما كان في السابق، وأن الحوادث المرورية الناجمة عنه تقلصت بشكل ملحوظ.

وكان مرور العاصمة المقدسة قد أعلن عن ضبط 42 مفحطا منذ بداية العام، 22 منهم في طريق جدة مكة، و11 منهم في حجز السيارات، و9 في مواقع مختلفة من ميادين العاصمة المقدسة، تم ضبطهم جميعا في حالة تلبس، لذلك تمت إحالتهم لهيئة الجزاءات بإدارة المرور لإصدار العقوبة اللازمة بحقهم.

إلى ذلك، كان الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، قد حذر من ممارسة ما يسمى بالتفحيط أو غيره من النشاطات أثناء خطبة صلاة الجمعة الماضية، قائلا: احذر من هذه التصرفات الخاطئة التي تقضي على نشاطك وفكرك، لأنك بهذه الممارسة لا تحقق هدفا ولا تقدم مقترحا ولا تقدم خبرة باسم العمل وإنما تدل على خبرة بالتهور وسوء التصرف. كما أن هذه الممارسات التي يجنيها هؤلاء في ليلهم ثم في نهارهم نوم وكسل وخمول وغفلة. داعيا جميع الجهات ذات العلاقة المساهمة في حل هذه الظاهرة.

من جهتها بينت وزارة الثقافة والإعلام دورها على لسان ناطقها الإعلامي عبد الرحمن الهزاع لـ«الشرق الأوسط» الذي يرتكز على التوعية والإرشاد، بالإضافة إلى جهودها مع الجهات ذات العلاقة والمتمثلة في وزارة الداخلية وإدارة المرور. وأكد وجود حملات توعوية مستمرة على مدار العام، وذلك من خلال بث الرسائل التوعوية واستضافة مسؤولي إدارة المرور لبث التوجيهات، وكل ذلك يصب في إنجاح الخطط التوعوية من مخاطر تلك الممارسات، من خلال تنبيه السائقين وإخبارهم بأن هذا تصرف غير مسؤول، وأنه مخاطرة كبيرة، لا سيما أنه يؤدي إلى هلاك الأرواح.

إلى ذلك، قال زيد الحمزي مدير العلاقات العامة بمرور جدة، لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات التفحيط لم تعد ظاهرة كما كان يطلق عليها سابقا، وإن عدد تلك الممارسات تقلصت بشكل كبير عما كانت عليه في السابق. لافتا إلى وجود خطط مستمرة طوال العام حول هذا الصدد. وقال: «إن دوريات المرور السرية والرسمية جميعها تتابع موضوع (التفحيط)، والدوريات المتابعة لهذه الممارسات موجودة، سواء عن طريق الإنترنت أو من خلال الدوريات الميدانية بنوعيها».