العقلا: محاضرة الأمير سلمان إثراء للمفكرين والباحثين

مدير الجامعة قال إنه ذو شخصية تميزت بالمعرفة وتوثيق تاريخ الجزيرة العربية والسعودية

TT

اعتبر مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة مشاركة الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، الأسبوع الماضي، في محاضرة شهدتها الجامعة على هامش برنامجها الثقافي، دعما منه للجامعة، وإثراء وتشجيعا للمفكرين والباحثين، وإشارة واضحة إلى ما توليه القيادة في المملكة للعلم ومؤسساته، ودعمها غير المحدود للجامعات وتواصل مسيرتها في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

وقال الدكتور محمد العقلا، مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أعقبت المحاضرة: «كنا نتطلع للمحاضرة من قبل عدة سنوات، وكانت الظروف غير مهيأة، ولما سنحت الفرصة، تفضل الأمير سلمان بتحديد الموعد، وإلقاء المحاضرة، وكان عدد من الكوكبة المتميزة من مسؤولين وعلماء ومفكرين حريصين على حضور المحاضرة، لما للأمير سلمان من قامة علمية، وشخصية تميزت بحب المعرفة والاطلاع والتوثيق، خصوصا فيما يتعلق بتاريخ الجزيرة العربية وتاريخ السعودية».

وأخذ العقلا بالحديث عن الجامعة، التي توسعت ورفعت عدد المنح الدراسية، وتوصلت هذا العام في منح نحو 4 آلاف منحة سنوية.

وقال العقلا: «الجامعة لديها معهد في تعليم اللغة العربية، وقد تم تحويل هذا المعهد من معهد ثانوي إلى معهد أكاديمي، يمنح درجة الدبلوم والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه في هذا الجانب، وقد تم توقيع لإنشاء مبنى جديد بتكلفة نحو 64 مليون ريال، ليلبي احتياجات من حيث الاتساع في هذا الجانب، والتوسع في إنشاء الكليات وفي إنشاء الإسكان، واستكمال المرافق الجامعية مثل الملاعب وغيرها، ومركز دولي للمؤتمرات والندوات، تتجاوز مشاريع الجامعة نحو ألفي مليون ريال».

وتابع: «وأولت الجامعة الإسلامية اهتماما كبيرا، وخصصت قاعة نسائية حديثة ومستقلة، وهي قاعة دار الحديثة التابعة للجامعة، وتبلغ قدرتها الاستيعابية أكثر من ألف مقعد، وتنقل لها الفعاليات عبر الأقمار الصناعية مباشرة».

وعاد العقلا مستذكرا افتتاح الجامعة «التي تأسست عام 1381 هجريا، كهدية من خادم الحرمين الشريفين للعالم بأسره، وتخرج فيها حتى هذه السنوات الأخيرة نحو 30 ألف خريج، انتشروا في مشارق الأرض ومغاربها، للدعوة إلى الله وتعليم أبناء المسلمين العلوم الشرعية النافعة، وكان لهم أثر كبير في هذا المجال، ووصلت الدعوة إلى عدد كبير من الجنسيات، وتمثل الآن نحو 167 جنسية، بينما تقوم بجهود تتعلق بعقد دورات علمية مكثفة خلال فصل الصيف في الكثير من الدول العربية والإسلامية الشقيقة، ضمن رسالتها في خدمة أبناء المسلمين، وأيضا تقيم الجامعة ملتقيات لخريجيها وخريجي الجامعات السعودية، وأقامت 3 ملتقيات، والرابع سوف يقام قريبا في إندونيسيا، وكان الملتقى الأول في نيجيريا، والملتقيان الثاني والثالث كانا في رحاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والهدف من هذه الملتقيات أن يلتقي طلاب الجامعة الإسلامية في مختلف دول العالم، كي يكون هناك تواصل وتلاقي فيمن بينهم.. وتتفرع من الجامعة 5 كليات شرعية وعلمية، وأيضا 5 كليات إضافية، كان خادم الحرمين الشريفين قد وافق على إنشائها، وتتوزع تخصصات الكليات لطب وصيدلة وهندسة وكلية للحاسب الآلي وأخرى للعلوم، وتنضم لها الكليات الخمس الأولى، لتسهم في خدمة الإسلام والمسلمين، يتلقى الدارس في هذه الكليات دبلوم دعوة، ليعود إلى بلده صاحب مهنة، وصاحب رسالة دعوية».

وأضاف العقلا: «للدول الإسلامية جهود؛ لأن العالم الإسلامي يحتاج إلى جهود أكبر في سبيل الدعوة وفي سبيل تعليم أبناء المسلمين؛ لأن معظم الدول الإسلامية وضعت تحت سيطرة الاستعمار والمستعمرين لسنوات طويلة، وهذا أثَّر تأثيرا كبيرا على ثقافتهم الإسلامية، ولأن السعودية، بصفتها رائدة التضامن الإسلامي، أخذت على عاتقها زمام المبادرة في هذا الأمر، لإقامة المراكز الإسلامية وإرسال المعلمين، ومن خلال التوسع في المنح الدراسية في الجامعات السعودية، وعلى وجه الخصوص الجامعة الإسلامية».

وأسهب في شرح رسالة الجامعة الإسلامية «التي تنطلق من 3 محاور: التعليم ومحور البحث العلمي، والمحور الأخير خدمة المجتمع، الجامعة الإسلامية أولت خدمة المجتمع اهتماما كبيرا من خلال إقامة مؤتمرات وندوات وملتقيات ومنتديات، ومن هذا الأمر إقامة المؤتمر الدولي الأول عن الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف، الذي عقد قبل سنة من الآن، وسوف يعقد المؤتمر الثاني بعد عام ونصف العام من الآن، بعنوان مراجعات فكرية وعملية، وقد عقدت الجامعة مؤتمرها الثالث للأوقاف، وعقدت المؤتمر العالمي الأول عن جهود المملكة في خدمة القضايا الإسلامية، والعام المقبل سوف تستضيف الجامعة مؤتمرا دوليا هو الأول من نوعه يُعنى باللغة العربية ومواكبة العصر، ونتطلع إلى مزيد من الملتقيات والمؤتمرات».