«الأرض».. لا تهدي ألقابا يا «وحدة»!!

هيا الغامدي

TT

بداية لا أحد بإمكانه مصادرة أحقية فريق أو حتى رغبته بإقامة حدث على أرضه ما دام ذلك حقا مشروعا للجميع ولا خلاف، لكن الغريب تلك المجهودات التي قامت بها الأطراف الوحداوية رغبة منهم في تحويل مسار إقامة نهائي كأس ولي العهد مع شقيقهم الهلال من الرياض لمكة!! وجه الغرابة في «المبررات» التي ساقها الوحداويون! الثابت والإيجابي بالمسألة أننا جميعا سعدنا بتأهل فريق كان قد ابتعد عن البطولات (جيل بأكمله) سنين طوالا بين قحط وجدب، وإقامة نهائي كهذا هو تكريم لعطاءات تصاعدية قدمها أبناؤه بالذات بميدان الكأس، «السلبي» بالمسألة أن يربط الوحداويون بين قدرتهم على تحقيق اللقب وإقامة النهائي على أرضهم وما عدا ذلك هو الاستحالة بعينها!! فهذا تفكير غير منطقي ولا عقلاني ومرفوض جملة وتفصيلا من أي فريق يريد الحصول على لقب يفترض به التركيز (فقط) على مقومات الاستحقاق، الجدارة والأحقية ولا شيء آخر!!

البطل الحقيقي لا تهديه «الأرض» الألقاب جزافا ما لم يعمل لأجلها، ويجب ألا يكرس الوحداويون ذلك بأذهان لاعبيهم ويجب أن ينصب التركيز على العمل والأداء، فكرة القدم لا «تتكعب» ولا «تستطيل» بأرض غير أرض ولا زمن دون آخر، الوحدة فريق قدم مستويات رفيعة بهذه البطولة ومن الجميل أن يكون له نصيب في كأسها انتصارا لروح التفاؤل والجهد و«كله جايز»!!

وإني لأثني على رد الفعل الهلالي؛ فالهلاليون أبطال دائمون - هذه حقيقة - ولن يضرهم لعب مباراة ولو بالصين! ما داموا على يقين بقدرة فريقهم وإمكاناته الفنية والعناصرية والتاريخ.. وأشياء كثر بينهم وبين ندهم، وتمرسهم في تحقيق البطولات إقليميا وقاريا ومن ساحات بعيدة، وأعتقد أنهم «أسعد» الناس بالقرار؛ كونه سيعمق بالأذهان جدارة فريقهم باللقب إذا أحرزوه، وردا جديدا على من يشكك ببطولاتهم، وهي التهمة التي ألصقها بهم الجهلاء بغية التأثير على تقدمهم بإحرازهم الألقاب! والمشاركة «بتكريم» عطاءات شقيقهم الوحدة بإقامة النهائي لأول مرة على أرضه!

وإذ كنت لأهنئ أبناء الوحدة بصدور الموافقة على إقامة النهائي على أرضهم، فلا ننسى شكر أمير المنطقة الأمير خالد الفيصل على مجهوداته لإقامة هذا النهائي بمكة واهتمامه المستمر بالارتقاء بكرة القدم بمنطقة مكة المكرمة. وأن ننمي في فرقنا حس المسؤولية بعيدا عن تعليق النتائج على هذا أو ذاك، وأنا ضد نظرية «التعاطف» مع طرف عطف و«حنية» ما لم تكن قناعة، فالبطولات لا تهدى بـ«الشفقة» ولا توزع بالإحسان والرحمة ما لم يكن هناك هيكل أساسي تبنى عليه مقومات البطل، وعلينا الاستفادة وتوسيع مدارك الفهم والاستيعاب أكثر في المواسم المقبلة، وإن كنت لأجد العذر لهؤلاء، إنها «لثقافة البطولات» قاتل الله الجهلاء والمتعصبين!!

[email protected]